( ا ف ب ) أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن الجمهورية الاسلامية “ستلتف بفخر” على العقوبات الاميركية التي دخلت حيز التنفيذ الاثنين وتستهدف قطاعي النفط والمال في البلاد.
.
وأعادت الولايات المتحدة الاثنين فرض دفعة ثانية من العقوبات والتي تأتي نتيجة انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في ايار/مايو من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والقوى الكبرى.
.
وقال الرئيس الايراني في خطاب متلفز “أعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية”.
وأضاف “نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة. لا أعتقد أنه في تاريخ أميركا دخل شخص إلى البيت الابيض وهو يخالف الى هذا الحد القانون والاتفاقيات الدولية”.
.
والدفعة الثانية من العقوبات تهدف الى الحد من صادرات ايران النفطية التي تراجعت أساسا بحوالى مليون برميل يوميا منذ ايار/مايو وتقييد تعاملاتها مع الهيئات المالية الدولية.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي اعتبر السبت أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب “ألحق العار” بالولايات المتحدة قائلا “في إطار هذا التحدّي المستمر منذ 40 عاماً، الطرف الخاسر هو الولايات المتحدة والطرف الرابح هو الجمهورية الإسلامية”.
.
وكانت واشنطن أعادت فرض الدفعة الاولى من العقوبات في آب/اغسطس الماضي.
وتمنع العقوبات الأميركية التي فرضت الاثنين كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.
ويمكن ان يؤثر ذلك على أسواق النفط العالمية رغم أن الولايات المتحدة منحت اعفاءات موقتة لثماني دول بينها تركيا ويحتمل الصين والهند لمواصلة استيراد النفط الايراني. وسيتم اعلان هذه اللائحة الاثنين.
.
ونظام الاعفاءات هذا مماثل لذلك الذي اعتمدته الولايات المتحدة بين عامي 2012 و2015 قبل التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران والذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك اوباما.
وقال روحاني إن أربع دول عرضت عليه خلال زيارته الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر التوسط مع الولايات المتحدة لكنه رفض ذلك.
.
وأوضح “لا حاجة للوساطة، ولا حاجة لكل هذه الرسائل. التزموا بتعهداتكم وسنجلس ونتحاور”.
– العقوبات “الأقوى” –
وقال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لشبكة “سي بي أس” الاحد إنه على النظام الايراني أن يغير سلوكه..
.
وأضاف ان هذه العقوبات “هي الأقوى التي تفرض حتى الان” على إيران.
وتترقب أسواق النفط تداعيات هذا القرار الاميركي. وقال ريكاردو فابياني المحلل لدى “انرجي اسبكيتس” “كل الانظار تتجه الى الصادرات الايرانية، وما اذا سيكون هناك أي التفاف على العقوبات الاميركية ومدى السرعة التي سيتراجع فيها الانتاج”.
.
ويشكل النفط أبرز عائدات ايران لكنه سلاح ذو حدين لأن إيران هي أيضا ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك).
والدفعة الاولى من العقوبات خلفت أساسا تداعيات اقتصادية على الايرانيين مع تراجع العملة الوطنية وخسارة أكثر من ثلثي قيمتها منذ أيار/مايو.
ولدى سؤاله حول مدى التزام الهند والصين بوقف شراء النفط الإيراني في غضون ستة اشهر دعا بومبيو إلى النظر لما تقوم به بلاده التي فرضت حظرا على النفط الخام الإيراني هو الاكبر حتى الآن.
والسعودية هي البلد الوحيد القادر على تعويض الفراغ الذي ستحدثه توقف الانتاج الايراني.
.
وقبل ساعات من دخول العقوبات حيّز التنفيذ تظاهر آلاف الإيرانيين إحياء لذكرى احتلال السفارة الأميركية أثناء الثورة الإسلامية ام 1979.
وإضافة إلى هتافات المتظاهرين التقليدية ضد الولايات المتحدة وإحراقهم أعلاماً أميركية، رفع هؤلاء لافتات ساخرة من الرئيس الأميركي وراحوا يدوسون ويحرقون دولارات مزيفة.
وكان الرئيس الاميركي طالب بـ”سد ثغرات رهيبة” في الاتفاق بخاصة وأنه محدد بمدة زمنية ولا يردع السلوك الإيراني المزعزع لامن المنطقة.