انعقد اجتماع منظمة هولير لحركتنا حركة الشعب الكوردستاني اجتماعه الاعتيادي اليوم في 29 / 4 / 2015 في هولير عاصمة إقليم جنوب كوردستان وحضر الاجتماع كل من الأستاذ عزالدين برو ممثل الحركة في إقليم كوردستان والأستاذ عبد القادر ممثل منظمة ريف جنوب كوباني الآن موجود في هولير .. وبدأ الاجتماع على عدة محاور ..
.
الوقوف دقيقة صمت إكراماً وإجلالاً لأرواح شهداء الكورد وكوردستان شهداء الحرية .. ثم بدأ الأستاذ عزالدين برو ممثل الحركة في إقليم جنوب كوردستان وابلغ تحية للأستاذ عدنان بوزان الأمين العام للحركة وإلى الرفاق ثم قدم عرضاً مفصلاً للوضع السياسي للمنطقة عامة وكوردستان على وجه الخصوص والحرب الدائرة فيها والهجمة البربرية من قبل التنظيمات الإرهابية على المناطق الكوردية في غرب كوردستان بالإضافة شرح الوضع الكوردي وخطابه المشتت نتيجة سيطرة الأنانية الحزبوية الضيقة على كافة مناحي الحياة في غرب كوردستان ..
.
أولاً : الوضع السياسي :
.
منذ أن بدأت الثورات في العالم العربي وخاصة من تونس ليس الهدف هو تحرير شعوب المنطقة بل على العكس احتلال الشعوب بطريقة أخرى وهي تخدم مصالح الغرب بالدرجة الأولى وبإمكاننا أن نجزم بأن هذا ( الربيع الغربي وليس كما يسمون الربيع العربي ) لأن من الواضح هناك تغير الأوجه وليس تغير الأنظمة العروبية وعندما نلاحظ في البلدان العربية فقط تغيير شخصية رئيس الجمهورية وليس تغيير نظامه والدليل بدأت هذه الثورات في البلدان حكمها الجمهوري ولا أن تلمسوا إلى الدول حكمها الملكي .. وعندما بدأت الثورات نتيجة كبت الحريات والمجاعة والظلم الناتجة عن الأنظمة .. لكن بدأت هذه الثورات من تونس وتغير رأس النظام أما الوضع ما يزال على وضعه كما هو ولا نلتمس منها أي مبادئ ديمقراطية أو حرية .. ثم بدأت في ليبيا والتخلص من معمر القذافي أما الوضع الليبي بالعكس نحو التدهور والفوضى والإرهاب أكثر مما كان سابقاً وثم في مصر وتغير محمد حسني مبارك لكن نظامه باقي كما هو وثم اشعال الفتنة في اليمن وما تزال المعارك الجارية وتفتيت البنية المجتمعية في اليمن وتدمير البنية التحتية لهذه البلدان وإبادة الشعوب وتشريد سكانها والهدف هو تقليل عدد السكان في تلك البلدان ..
.
أما الوضع في سوريا :
.
من الواضح أن هناك مؤامرة دولية على الشعب السوري عامة والكورد على وجه الخصوص وبكل تأكيد النظام هو طرف من هذه المؤامرة على الشعب السوري والدليل بدأت الثورة في سوريا على إنها ثورة إنسانية من أجل تحرير الشعب من عبودية النظام واستبداديته لذلك اسرع الغرب باختراق صفوف هذه الثورة وتحول توجه الثورة من الحالة الإنسانية والحرية إلى توجه إسلاموي كي تفشل الثورة نهائياً وهذا ما حصل تماماً في الساحة السورية واليوم دخلت الثورة في عامها الخامس بدون نتائج ملموسة على الأرض بالعكس تماماً تحولت الساحة السورية إلى ساحة مرتزقة ومجاميع مسلحة تخدم النظام البعثي العروبي العنصري وتدخل الأيادي الدولية والإقليمية وتدمير البنية التحتية لسوريا والقتل والتعذيب والخراب والدمار التي شملت كافة المدن السورية وتشريد 80 % من سكان سوريا إلى الدول الجوار أو إلى الدول الأوربية ونتائجها نسمع بين فينة وأخرى بأن هناك غرقت السفن وغرق معها مئات من الناس من الشعب السوري .. ومن جانب آخر في الحالة السياسية أسرع النظام والغرب بتشكيل المجالس والائتلاف السوري باسم المعارضة السورية كي يلملم التوجه المعارض ضمنها وإبعادها من الساحة السورية الداخلية وتجريدها من الشعب والهدف هو إنقاذ النظام السوري ورأس النظام بشار الأسد من الاسقاط وهذا ما حصل بالضبط ..
.
ومن ناحية أخرى أسرع النظام والدول المتحالفة معه بالاتفاق الغربي بتشكيل المجاميع المسلحة الإرهابية من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام / داعش / وقوات الحماية الشعبية ي ب ك بيد حزب الاتحاد الديمقراطي ي ب ك وبعض الفصائل من الجيش الحر وجيش الصناديد التابع لرئيس كونتون الجزيرة وجبهة النصرة وو إلخ وتوزيع الأدوار لعدة نقاط :
.
أولاً : انشغال العمق السوري بالمعارك الداخلية الجارية ..
ثانياً : تحييد الكورد ومناطق غرب كوردستان من الثورة السورية ..
.
ثالثاً : زعزعة الاستقرار في المناطق الآمنة ..
.
رابعاً : زرع الفتنة بين مكونات المجتمع السوري باسم القومية والمذهبية والطائفية والهدف هو تحول الثورة ضد النظام إلى حرب أهلية وطائفية لتخليص النظام من هذه المعارك ..
.
أما المجتمع الدولي ما يزال يشدد على مكافحة التطرف والإرهاب عبر التحالف الدولي المناهض للإرهاب ومنها ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش ) وأعوانها وهي مقدمة أولوياته على حساب الشعب السوري والأزمة المفتعلة في العمق السوري .. واليوم يتجه المجتمع الدولي نحو ترتيبات جديدة لاسيما بعد توافق الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن+ألمانيا مع إيران على وثيقة التفاهم بخصوص تخصيب اليورانيوم، وقد يزداد الصراع في منطقة الشرق الأوسط بين محورين أحدهما بقيادة كل من السعودية وتركيا وبدعم أغلب الدول العربية وبمساندة الدول الغربية (أمريكا وأوربا) والآخر بقيادة إيران وامتداداته العربية والإقليمية ولاسيما عواصم الدول العربية الأربعة (سوريا، العراق، يمن، ولبنان) وبدعم ومساندة روسيا وإلى حد ما الصين، ويزداد هذا الصراع قوة بعد تشكيل «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية ضد انقلاب (الحوثيين) في اليمن ودرءا من مخاطر امتداد هذا الأخير نحو دول الجوار لاسيما بعد تدخل إيران السافر في الشأن اليمني ومؤازرة الحوثيين.
.
لقد أثار تحرك إيران الأخير في المنطقة حفيظة الجانب العربي ومخاوفه من أطماع إيران التوسعية على حساب دول المنطقة بذريعة الإسلام ومحاربة إسرائيل ومناهضة الغرب، فجاء الرد سريعاً في شرم الشيخ المصرية عبر جامعة الدول العربية ونتج عنه العمل على بناء قوة عسكرية ضاربة ربما تختلف هذه المرة عن قوة الردع العربية في العقود الأخيرة من القرن المنصرم، فهي تهدف في مهامها إلى حل النزاعات العربية الداخلية ومع دول الجوار الإقليمي، وقد تكون عاصفة الحزم اختباراً جدياً في هذا المسعى، وهناك من يرى بأنه قد يكون من مهامها تولي معالجة الوضع في سوريا أيضا، كل هذه المبادرات العربية والإقليمية هي مؤشرات على تصعيد الصراعات الإقليمية العسكرية وبدعم دولي وحلفائه، بعيدا عن التدخل العسكري المباشر للدول العظمى إلا في الحالات الاستثنائية كالاعتداء على هذه الدول…
.
ومن جانب آخر ربما هناك نية لتخلص الغرب من مسؤولية الحروب في المنطقة كي تلقي المسؤولية على العرب المتحالفين مع الغرب والهدف هو استمرار المعارك في المنطقة بدون تدخل مباشر من القوى العسكرية الغربية في شؤون المنطقة ..
.
وفي الوضع السوري، يبدو أن هناك اختلال جديد في موازين القوى ضد النظام السوري، يتجلى ذلك من خلال التقدم العسكري لقوى الثورة وبعض القوى الإسلامية الراديكالية في أكثر من محور وفي العديد من مناطق البلاد، من جهته يسعى النظام السوري إلى المزيد من التشكيك والشرخ في صفوف المعارضة ومكونات المجتمع السوري ، ويفتعل بمؤازرة حلفائه إلى عقد اللقاءات والمحافل (لقاءات موسكو) بهدف التشويش خوفاً من أن يخلق المعارضة الحقيقية وإنهاء النظام الاستبدادي بمرتكزاته الأمنية والعسكرية ..
.
وعلى الصعيد الكوردستاني، هناك مساعي خبيثة من جانب إيران وحلفائه للضغط على قيادة إقليم كوردستان في محاولة لاحتوائه بغية تمرير سياسات إيران الهادفة للسيطرة على المنطقة كجانب مهم من صراعاته الإقليمية، يتجلى ذلك في تأجيج الصراعات الداخلية في إقليم جنوب كوردستان، من خلال بعض الجهات التي فقدت بوصلتها، الوطنية والقومية الكوردية، وذلك للنيل من وحدة الصف الكوردي وترابه الوطني، إلا أن حكمة وحنكة قيادة الإقليم وعلى رأسها فخامة الرئيس مسعود بارزاني تحول دون تحقيق هذه المآرب والمحاولات العبثية، لاسيما وأن المجتمع الكوردي يكاد برمته أن يكون جزءاً أساسياً من المشروع الدولي في المنطقة بما يحمل من تحولات ديمقراطية، لأن التغيير الهادف نحو التطور والتقدم يخدم بشكل مباشر مصالح الشعب الكوردي في كافة أجزاء كوردستان، ومن الجدير ذكره أنّ تمديد ولاية الرئيس البارزاني هو قرار حكيم من دون أدنى شك، وهو ما يحتاج إليه شعب كوردستان في هذه المرحلة الحساسة والهامة من نضاله.
.
وفي نفس السياق ، ولربما قد يكون هناك تحولات حقيقية في تركيا إزاء الشعب الكوردي، خاصة أنها مقبلة على الانتخابات البرلمانية في حزيران القادم، وأصبح حل القضية الكوردية موضع تنافس بين الأحزاب الرئيسية، إضافة إلى ضرورة توحيد الكورد في قائمة موحدة, بمعنى أن الجهود من أجل تحقيق السلام بين الشعب الكوردي والدولة التركية قد تؤتى ثمارها في المستقبل القريب، وعليه قد تشهد المنطقة انعطافا في الشأن الكوردي برمته، حينها ستزداد الحاجة لانعقاد المؤتمر القومي الكوردستاني بقيادة ورعاية الرئيس مسعود بارزاني.
.
أما من جانب المعارضة العربية المتمثلة بالائتلاف السوري فهي تتجه نحو التراجع والفشل لذلك نحن في حركة الشعب الكوردستاني نرى بأنه لابد من تشكيل قوى معارضة سورية حقيقية من جديد .. أما من الجانب الكوردي في غرب كوردستان نرى بأن هذه الإطارات الكوردية السابقة فاشلة وأدائهم لعبوا دوراً سلبياً في الساحة الكوردية في غرب كوردستان لذلك نحن نرى بأن هناك فراغ سياسي في الجزء الغربي من كوردستان نتيجة الصراعات الحزبوية بين المجلسين الكورديين مجلس غربي كردستان والمجلس الوطني الكردي .. فلابد من تشكيل الإطار المعتدل أي الجسم الثالث في الساحة السياسية لاستعاب واستقطاب الجماهير الكورد في غرب كوردستان وتحمل المسؤولية التاريخية على عاتقهم .. ومن جانبنا حركة الشعب الكوردستاني نسعى بهذا الاتجاه لتقارب كافة الآراء القريبة لنهج حركتنا ..
.
ثانياً : الوضع التنظيمي :
.
فإن حركتنا حركة الشعب الكوردستاني – سوريا رغم العوائق والصعوبات التي اعترضت مسيرتها النضالية من هنا وهناك لكن استطاعت أن تستمر في نضالها والحفاظ على مسيرتها القومية الكوردستانية بكل نزاهة في الساحة السياسية بالرغم جميع الأحزاب والحركات الكوردية في غرب كوردستان اخترقت صفوفها وخرجوا عن أطرهم ومسارهم السياسي إلا أن حركتنا ما تزال على نهجها الكوردايتي الوطني والقومي الكوردستاني وعلى الثوابت التي انطلقت من أجلها .. ومن خلالها توسعت لها قاعدتها الجماهيرية وانتشر نهجها بسرعة قصوى بين أبناء شعبنا الكوردي وفي المدن الكوردية في غرب كوردستان وأماكن تواجد الكورد وفتحت قنوات قوية مع أشقائها الكوردستانيين واصبحت لها شخصية اعتبارية في الساحة السياسية الكوردية ..
.
والآن فتحت ذراعيها لكافة الوطنيين والشرفاء والمناضلين الكورد سواء كان تنظيمات أو أشخاص والدليل قريباً هناك تنظيمات سياسية كوردية ستندمج مع حركتنا ونحن الآن في الحوارات المستفيضة بين حركتنا وهذه التنظيمات وهذا يؤكد أن نهج حركتنا مستقيمة وتخدم مصالح شعبنا الكوردي وكما نؤكد بأن ذراعينا مفتوحة لجميع الكفاءات والشخصيات الوطنية والأحزاب والقوى الكوردية المؤمنة بمشروع الكوردايتي لنخلق تنظيم مؤسساتي في غرب كوردستان لحماية مصالح قضيتنا العادلة
.
واكد المجتمعون أن تحرير كوباني لم يجئ من الفراغ بل هو نتيجة دفع الدماء من شبابنا وبناتنا واستشهادهم من أجل تراب مدينتهم كوباني وقوات ي ب ك .. وبمساندة قوات البيشمركة والتحالف الدولي .. وكما أكدوا رفضهم لتحويل مدينة كوباني إلى متحف بدون موافقة أهلها والذين الآن أكثر من مائة وخمسون ألف مواطنين هم في خارج مدينتهم ولا يحق لأي طرف بمفرده أن يقرر مصير هؤلاء الناس النازحين من منطقتهم نتيجة الهجمة الإرهابية الشرسة وكما أكد الاجتماع بأن منطقة كوباني لم تحرر كاملة بعد كي يقرروا هؤلاء تحويلها إلى متحف .. وانتهى الاجتماع بجملة من القرارات والتوصيات المفيدة لمصلحة قضيتنا العادلة
.
هولير 29 / 4 / 2015
منظمة هولير لحركة الشعب الكوردستاني – سوريا ( T.G.K )