بوتين يعلن السيطرة على “ماريوبول” وبايدن يشكك ويعلن عن مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف بقيمة 100 مليون دولار

حول العالم 21 أبريل 2022 0
بوتين يعلن السيطرة على “ماريوبول” وبايدن يشكك ويعلن عن مساعدات عسكرية إضافية إلى كييف بقيمة 100 مليون دولار
+ = -

كوردستريت || وكالات

أوكرانيا) – (أ ف ب) – أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أن قواته “نجحت” في “تحرير” مدينة ماريوبول المرفئية الاستراتيجية في أوكرانيا، فيما شكّك نظيره الأميركي جو بايدن بصحة هذا التصريح معلنًا عن مساعدة عسكرية إضافية لكييف بقيمة 00 مليون دولار.

ويتحصّن الجنود الأوكرانيون المقاومون في مصنع “آزوفستال” الكبير لصناعة الصلب في هذه المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب إقليم الدونباس والتي استحالت كومة ركام بعدما قصفتها القوات الروسية وحاصرتها قرابة شهرين.

ويرفض هؤلاء الاستسلام وقد طالب معاون قائد كتيبة “آزوف” سفياتوسلاف بالامار عبر تلغرام بـ “ضمانات” أمنية من “العالم المتحضّر” قبل الخروج.

ومن شأن سقوط ماريوبول أن يشكّل انتصارا كبيرا لموسكو بعد نكسات ميدانية لقواتها، وبعدما كان مراقبون كثر قد اعتقدوا أن كييف ستسقط خلال بضعة أيام.

وعلى الرغم من توجيهه الخميس دعوة جديدة للمقاتلين الأوكرانيين الذين انكفأوا إلى مجمع “أزوفستال” الصناعي لإلقاء السلاح، رفض هؤلاء الاستسلام.

وفي هذا السياق، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الهجوم المقترح على المنطقة الصناعية غير مناسب”، آمرا بـ “إلغائه”، بحسب ما قال خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو بثّ التلفزيون الروسي مقتطفات منه.

وصرّح سيّد الكرملين “لا بدّ من مراعاة… حياة جنودنا وضبّاطنا وصحّتهم وينبغي عدم خوض هذه الدياميس والزحف تحت الأرض”.

وأردف “حاصروا كلّ هذه المنطقة بحيث لا تمرّ فيها ذبابة واحدة”.

في ظلّ هذه الظروف، اعتبر الرئيس الأميركي أن سيطرة الجيش الروسي على هذه المدينة هي “موضع شكّ”.

وقال “ليس هناك بعد أي دليل على أن ماريوبول سقطت بالكامل” مشدّدًا على أن بوتين “لن ينجح أبداً في السيطرة على كل أوكرانيا واحتلالها”.

والخميس كتبت وزارة الخارجية الأوكرانية تغريدة استعادت فيها الدعوة التي وجّهها قائد كتيبة “آزوف”، مطالبة بإقامة “ممر إنساني عاجل” مع “ضمانات” أمنية لإجلاء المدنيين الذين “لا يزالون متواجدين بأعداد كبيرة” في المصنع.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد أكد الأربعاء أن “ألف مدني من نساء وأطفال” لا يزالون في المصنع وكذلك “مئات الجرحى”. والخميس تحدث رئيس بلدية ماريوبول عن ما بين 300 وألف مدني”.

وبحسب وزير الدفاع سيرغي شويغو، ما زال حوالى ألفي مقاتل في مصنع الصلب هذا ولم يأت وزير الدفاع الروسي على ذكر أيّ مدنيين بينهم.

ويتعذّر التحقق من الأرقام المعلنة من مصدر مستقل.

– استئناف عمليات الإجلاء –

تخشى السلطات الأوكرانية أن يكون أكثر من 20 ألف شخص قد لقي حتفه في ماريوبول التي كانت تضم 450 الف نسمة قبل الحرب، بسبب المعارك من جهة ونقص القوت والمياه والكهرباء من جهة أخرى. ويسيطر الجيش الروسي على جزء كبير من المدينة منذ عدّة أيّام وهو واكب صحافيين أجانب في جولة على المواقع التي استولى عليها.

وخلال الحصار المفروض على المدينة، كانت عمليات إجلاء المدنيين نادرة ومحفوفة بالمخاطر، غير أن نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك كشفت الخميس أن أربع حافلات لإجلاء المدنيين غادرت المدينة إلى زابوريجيا على بعد مئتي كيلومتر.

وعصرا وصلت ثلاث حافلات إلى زابوريجيا، وفق مراسل لوكالة فرانس برس.

لكن عمليات الإجلاء تجري ببطء شديد، وفق رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو. وقد تستغرق أياما عدة بسبب نقاط التفتيش المتعدّدة في المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا حيث تتواصل المعارك.

والخميس استهدفت ضربتان مدينة زابوريجيا، وفق الإدارة الإقليمية التي أشارت إلى أن القصف طاول “بنى تحتية” من دون وقوع إصابات على ما يبدو.

– قصف متواصل –

وفي المنطقة المتبقية من دونباس وفي جنوب البلد، تواصل القوّات الروسية “قصفها المدفعي على امتداد جبهة القتال”.

وتحتدم المعارك في منطقة إيزيوم خصوصا مع “قصف متواصل” في بوباسنا وروبيجني في منطقة لوغانسك وضربات جديدة على ميكولاييف في الجنوب على الطريق المؤدّي إلى أوديسا، ما تسبب بمقتل شخص وإصابة اثنين، بحسب حاكم المنطقة فيتالي كيم.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها شنّت غارات جوية خصوصا على منطقة ميكولاييف، واستهدفت بقصف مدفعي نحو 60 “مركز قيادة” للقوات الأوكرانية في شرق البلاد وجنوبها.

وفي بوروديانكا الواقعة في منطقة كييف والتي احتلّتها القوّات الروسية في آذار/مارس، أكّدت السلطات المحلية الخميس أنها عثرت على تسع جثث جديدة لمدنيين قتلوا على أيدي الروس.

وقال قائد الشرطة المحلية أندري نيبيتوف عبر “فيسبوك” إن “هؤلاء الأشخاص قُتلوا على أيدي المحتلين (الروس) وبعض الضحايا عليهم آثار تعذيب”.

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس من مدينة بوروديانكا، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أولغا ستيفانيشينا إن “1020 جثّة ليست سوى لمدنيين هي في مشارح منطقة كييف”.

ومنذ انسحاب القوّات الروسية من محيط كييف في أواخر آذار/مارس، عُثر على المئات من جثث المدنيين الذين تتّهم السلطات الأوكرانية وبلدان الغرب روسيا بارتكاب “جرائم حرب” بحقّهم، وهي اتّهامات ترفضها موسكو.

وفي زيارة إلى كييف رفقة نظيرته الدنماركية ميتي فريديريكسن أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن “صدمته إزاء الفظائع والأعمال الوحشية للحرب التي يشنها بوتين في شوارع بوروديانكا”، وذلك بعد تفقّده المنطقة، وتابع “لن نترك الشعب الأوكراني وحيدا”.

وفي منطقة موشتشون الواقعة شمالي كييف والتي دمّرتها المعارك يمنع على السكان العودة إلى منازلهم إلا بعد توقيع تعهّد بأنهم يعودون على مسؤوليتهم مدركين مخاطر مقتلهم أو إصابتهم من جراء ألغام وغيرها من الشحنات الناسفة.

وقال فاديم يردتسكي وهو مالك مخبز في تصريح لفرانس برس “أستخدم حبلا مع خطّاف”، موضحا “يتعين رميه وجرّه أرضا. إن لم يحدث انفجار يمكنك أن تتقدم خمسة أمتار. والأمر نفسه ينطبق على الأبواب، يجب استخدام الخطاف لفتحها”.

– حرب طويلة الأمد –

وفي حين يبدو أن معاناة ماريوبول قد شارفت نهايتها، يُرجّح أن تكون المعارك للسيطرة على منطقة دونباس بكاملها وعلى جزء من الجنوب الأوكراني طويلة الأمد.

وقد تشكّل ماريوبول نقطة وصل بين القوّات الروسية في شمال دونباس وتلك في القرم وتتيح إيفاد مزيد من الجنود لتعزيز المواقع الروسية على جبهة القتال إلى الشمال، ما قد يطيل أمد الحرب، خصوصا مع تسلمّ الأوكرانيين في الأيّام الأخيرة مساعدات عسكرية أكبر، أكان من الأميركيين أو من الشركاء الآخرين.

والخميس أعلن الرئيس الأميركي عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، مشيرًا إلى أن من شأنها أن تساعد القوات الأوكرانية في قتالها القوات الروسية في منطقة دونباس.

وخلال زيارته لكييف أعلن سانشيز أن مدريد ستسلم أوكرانيا “200 طن” من التجهزيات العسكرية، أي ضعف ما سلّمته إسبانيا إلى الآن لأوكرانيا.

وبعد تردد طويل، أشارت إسرائيل الأربعاء إلى أنها وافقت للمرة الأولى على إرسال معدات واقية (خوذ وسترات واقية من الرصاص) إلى الجيش الأوكراني بينما أعلنت النروج أنها زوّدت كييف بمئة صاروخ مضادّ للطائرات من تصميم فرنسي.

وفي زيارة إلى كييف حيث التقى زيلينسكي، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي سيفعل “ما بوسعه لدعم أوكرانيا وضمان كسبها الحرب”.

واتّهم وزير الخارجية التركية مولود تشاوش أوغلو الذي تحاول بلاده التوسّط لحلّ النزاع “دولا من حلف شمال الأطلسي” بسعيها إلى “استمرار الحرب” بحيث “تضعف روسيا”.

ويخشى بعض الدبلوماسيين الغربيين من جانبهم أن تزعزع حرب طويلة الأمد أسس التحالف العسكري الذي فرضت دوله عقوبات غير مسبوقة بشدّتها على روسيا.

وأعلنت الأمم المتّحدة الخميس أنّ عدد الذين نزحوا عن ديارهم داخل أوكرانيا من جرّاء الغزو الروسي لهذا البلد يزيد عن 7.7 مليون شخص، من دون احتساب أعداد أولئك الذين فرّوا من وطنهم ولجأوا إلى دول أخرى الذين تخطى عددهم خمسة ملايين.

دبلوماسيا، منعت روسيا الخميس 29 أميركيًا بينهم نائبة الرئيس كامالا هاريس ورئيس مجموعة “ميتا” العملاقة مارك زاكربرغ، و61 كنديًا من الدخول إلى أراضيها، ردًا على عقوبات فرضتها واشنطن على موسكو على خلفية غزوها لأوكرانيا.

من جهتها قالت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكية اليوم الخميس إن روسيا لا تحقق أهدافها من اجتياحها أوكرانيا، وإن السبب في ذلك يعود جزئيا إلى العقوبات الغربية.

وأضافت شيرمان في فعالية لمركز أبحاث أصدقاء أوروبا في بروكسل “ما نهدف إليه هنا هو إلحاق فشل استراتيجي (بالرئيس الروسي) فلاديمير بوتين وبالكرملين. وأعتقد أن هذا يحدث بالفعل، وبغض النظر عما يحدث … أوكرانيا ستبقى”.

وتابعت أنه أيا كان قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص فرض عقوبات على صادرات النفط والغاز من روسيا فإن الولايات المتحدة ستعمل على تفادي ارتفاع الأسعار بما يدعم المالية الروسية.

من جانبها فرضت الحكومة البريطانية عقوبات جديدة على ضباط روس يُعْتَقَد أنهم لعبوا دورا في الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الخميس إنه تم فرض حظر سفر وتجميد محتمل لأصول بحق هؤلاء الضباط.

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أن روسيا تستهدف عن عمد الهجوم على مستشفيات ومدارس ونقاط التقاطع المرورية، وقالت إن ” موجة العقوبات الجديدة الحالية تسري على هؤلاء الجنرالات والشركات العسكرية الملطخة أيديهم بالدماء”.

ويُعْتَقَد أن ضابطا واحدا، على الأقل، من بين الجنرالات المعاقبين متورط في “مذبحة بوتشا”.

وضمت قائمة العقوبات الجديدة أيضا داعمين غير عسكريين مثل رئيس شركة الخدمات اللوجستية “رشان ريلوايز” بالإضافة إلى سلسلة من الشركات العسكرية التي تم معاقبتها توافقا مع حلفاء غربيين آخرين.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك