التسريبات التي صدرت عن مكتب الأخضر الابراهيمي حول مؤتمر جنيف2 تشير الى تحديد الوفود المشاركة الى مؤتمر جنيف2 والتي تمت الموافقة الأمريكية الروسية عليها وهذه الوفود هي، هيئة التنسيق الوطنية ، الإئتلاف الوطني السوري و الهيئة الكوردية العليا ومن دون شروط مسبقة ، وهذا ما أكد عليه الإستاذ صالح مسلم رئيس حزب ب ي د أيضا ، وبناء عليه ستكون هناك مباحثات ماراثونية بين هذه الوفود الثلاثة (الأخوة الأعداء ) بين الإئتلاف الوطني السوري و هيئة التنسيق الوطنية من جهة لحل الخلافات القائمة والكثيرة والشائكة بينهم ، وبين المجلس الوطني الكوردي وحزب الإتحاد الديمقراطي من جهة أخرى ومشاكلهم العالقة ،وبين الهيئة الكوردية العليا ووفدي المعارضة العربية من جهة ثانية .
وهناك أسئلة كثيرة يجب الوقوف عندها بالنسبة لنا ككورد وطنيين وقوميين،وكسوريين مثل بقية مكونات الشعب السوري.
– كيف ستتفق هذه الوفود فيما بينها ؟
-هل ستتفق المعارضة والنظام معا ضد الكورد؟
-هل ستتخلى المعارضة العربية عن عصبيتها القومجية الفوقية وتعترف بحقوق الشعب الكوردي إخوته في الدين وشركاءه في الوطن والتاريخ ؟
-هل سيتخلى الكورد عن بعض من حقوقه لصالح الأخ العربي الأكبر والتي دفعنا أثمانها وأكلافها شللات وأنهار من الدماء والدموع وعقودا من الحرمان والمعاناة ؟
-هل سيكون الراعيان الى جانب الحقوق الكوردية المشروعة ، أم سيكتفيان بالحياد ؟
إن المعطيات الجديدة للواقع السوري محليا وعالميا وعدم قناعة الكثير من دول العالم بهذه الثورة بالرغم من تضحياتها الجسام يطرح سؤالا هاما وخطيرا “لماذا الكورد لا يفاوضون النظام أيضا طالما يفاوضون المعارضة بشقيها خاصة بعد أن عبرت هذه المعارضة بشقيها المدني والعسكري ،وفي شتى مراحلها عن قصر نظرها ورؤيتها القومجية العنصرية الفوقية بالنسبة للحقوق الكوردية ؟ وهل على الكورد ان يكونوا كاثوليك أكثر من البابا ؟ وهل موقف المعارضة من القضية الكوردية طيلة سنين الثورة كان أشرف من موقف النظام بالنسبة للكورد ؟ لذا على الكوردمراجعة أوراقهم وحساباتهم ، لاسيما ان جنيف2 يجيز بل يحبذ مسألة تأجيل الإنتخابات السورية لمدة عامين والتمديد لبشار الاسد في مواده16 و 17 من قرار الأمم المتحدة 2118 حول سوريا .
أما المعطيات على الأرض الواقع فإنها تشير بان الدول الكبرى وهوامير السياسة والاقتصاد والخبراء الاستراتيجين قد حققوا قدرا كبيرا مما خططوا له في الأزمة السورية ووصلوا الى أهدافهم مع النظام السوري ، وحتى مع النظام الايراني ،ومسألة برنامجه النووي ، وان جنيف2 هو حصاد هذه التفاهمات ، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل ، والتفاصيل قد تأخذ منحنيات وإتجاهات وفترة أكثر من المتوقع .
اكثر من خمسة عقود من النضال السياسي لكورد سوريا ، حصيلته كان كارثيا ،ولكن لم يأخذ االإعتقال و التععذيب او الضعف أو الخوف طريقه الى قلب الكوردي وحركته السياسية ، لقد دأب الكوردي على نضاله و طرق جميع الأبواب الموصدة في وجهه وحتى هذا اليوم ، ولكنه بقي منقسما غير موحدا بفضل أنانية البعض ، وبفضل ولاءت البعض الأخر ،و بقي كل حزب يغرد بعيدا عن الأخر بالرغم من مناشدات الكتاب والوطنيين والمستقلين لهم بالاسراع في توحيد صفوفهم وتحديد مطالبهم .
الفرصة لنيل الحقوق التاريخية للشعب الكوردي أصبحت سانحة ، قاب قوسين أو أدنى ، الحلم يكاد أن يصبح حقيقة ،جنيف2 سيكون الفيصل لوضع اللبنة الدستورية السياسية ،الأساسية و الرئيسية للشعب الكوردي ، وهنا يبرز دور المفاوض و المحارب الكوردي الذي يجب ان يكون محترفا سياسا ولغويا وتاريخيا و جغرافيا ومحترفا لبروتوكولات المحافل الدولية .
الكرة قدأصبحت الأن في ملعب المفاوض الكوردي ، واللعبة تشبه لعبة البوكر ، وهي لعبة الكبار ، ولعبة خطرة ومعقدة وصاحب المعرفة الكبيرة والمال الوفير و الإرادة القوية والاعصاب الفولاذية سيفوذ في هذه اللعبة ،وهناك كلمة صولد يستخدمه اللاعب عندما يتأكد بأن اوراقه الخمسة هي الأقوى ، وإستخدام كلمة صولد قديخسر صاحبه كل ما يملك ،أويكسبه كل ما يملكه الأخرين , ولذا على الوفد الكوردي المفاوض ان يكون صاحب الأوراق الخمسة القوية وأن لا يستخدم كلمة صولد إلا بعد حصوله على الضمانات التي تكسبه بدون منازع .
إن معاناة و تضحيات مئات السنيين تستوجب من القيادات الكوردية جميعا وخاصة رئاسة الاقليم وقنديل ان تقفا سندا وعونا خلف وفد الهيئة الكوردية العليا معنويا وماديا وفي المحافل الدولية وان تعملاكما عاهدناهم من بذل الجهود في توحيد الصفوف و دعم هذا الوفد الذي يجب أن يمثله الأكفاء من الكوادر الكوردية بغض النظر عن إنتماءاتهم الحزبية والقبيليةوالعائليةوالانانية الشخصية التي تعيق تقدمنا و وحدتنا منذ الأزل والى يومنا هذا.
حسني كدو