كوردستريت – لافا عمر
.
أفاد شهود عيان من السكان المحليين لشبكة كوردستريت في مدينتي الرقة والطبقة إلى أن مدينة الطبقة تحولت إلى مدينة أشباح بعدما هجرها وتركها سكانها، منتشرين في البراري والطرقات المؤدية إلى الرقة والقرى المحيطة بها.
.
بدوره قام تنظيم “داعش” بسحب معظم عناصره العسكرية والأمنية من الطبقة التي تركز عليها قصف قوات التحالف الدولي خلال الأسبوع المنصرم، وشهدت دماراً ماديا كبيرا في الأبنية السكنية وسقوط الضحايا من المدنيين بحسب مصادر محلية لشبكتنا، فيما توقفت كل الخدمات والمرافق العامة عن العمل، كما واستهدف قصف طائرات التحالف معظم المباني الحكومية ذات الأقبية داخل المدينة.
.
ويتم مؤخرا الترويج باحتمالات قوية إلى انهيار وتفجير سد الفرات من خلال الوكالات الإعلامية التابعة لتنظيم “داعش” مرجحين السبب إلى الضربات الأمريكية وإلى الارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة وراء السد الذي يبلغ طوله أربعة ونصف كلم بارتفاع يتجاوز أحياناً الستين متراً، وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة بطول 80 كلم وبعرض 8 كلم ، وتحتجز كمية مياه تبلغ 14,000 مليار متر مكعب، معلنين في الوقت ذاته إلى عدم مقدرة التنظيم بإرسال ورش الصيانة بسبب القصف الأمريكي.
.
وبحسب مراقبون محليون فإن انهيار هذا السد يعني كارثة كبيرة تترجم بسلسلة كوارث، منها غرق مدينة الرقة بالكامل بارتفاع مياه تصل نحو ستة عشر متراً, ومدينة دير الزور والبوكمال أيضاً بارتفاع أربعة أمتار مع القضاء بالكامل على البنية التحتية لهذه المدن ويشمل ذلك جميع «محطات الكهرياء والمياه والمباني والطرق»
.
ورجح المحللون أيضا إلى تهديد لحياة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة من سكان المناطق وتشريدهم بأحسن الأحوال “إن تم إخلاءهم” وكذلك القضاء على الثروة الحيوانية والنباتية وعلى البنى التحتية للأراضي التي تم استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات.
.
ومن الاحتمالات المتوقعة أيضا وفقا للمحللين فإنه سيتم القضاء على 80% من الثروة الإنتاجية النفطية السورية، وأيضا طمس جميع المعالم الأثرية الواقعة بين مدينة الرقة والحدود العراقية التي يتجاوز عمر بعضها آلاف السنين قبل الميلاد, وأهم هذه المعالم حلبية وزلبية وتل الحريري والصالحية، بالإضافة إلى غرق جزء كبير من الأراضي العراقية تصل حتى مدينة الرمادي.
.
تجدر الإشارة إلى إن سد الفرات بحجمه وبحيرته التي تحوي أربعة عشر مليار متر مكعب من المياه إذا ما أنهار فذلك يعني أن سوريا سوف تتعرض لأكبر كارثة على الإطلاق، وعلى شتى الأصعدة الإنسانية والمادية والإقتصادية والجغرافية والتراثية، كما تجدر الإشارة هنا إلى إن مدينتي الرقة والطبقة تعتبران الحاضنة لتنظيم “داعش”