كوردستريت|| متابعات
اكدت دراسة زيادة نسبة عمالة النساء يوماً بعد يوم في عموم المحافظات السورية، وخاصة بعد تدهور الأوضاع المعيشية في سوريا وزيادة الأعباء المادية وهجرة نسبة كبيرة من السوريين خارج الحدود وخاصة فئة الشباب .
وأوضحت الدراسة أن أغلب النسوة يعملن في عملين بدلاً من عمل واحد بهدف تلبية الاحتياجات المعيشية اليومية لأُسرهم وأبنائهم.
وشددت على أن أهم أسباب ارتفاع نسبة عمل المرأة في المجتمع السوري ، يعود إلى الظروف المعيشية القاسية، وأنها السبب الأساسي والجوهري لبحث المرأة عن عمل آخر إلى جانب وظيفتها الحكومية، خاصة أن الرواتب لا تكفي سوى ليومين فقط، وسط استمرار ارتفاع الأسعار وتدهور الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن نسبة كبيرة من النساء يفضلن الاستقالة من العمل للتركيز على رعاية أُسرهن، إلا أن الزوج وحده لا يستطيع تحمّل المصاريف المطلوبة، لذلك جاء العمل كحل للمرأة في ظل الظروف المعيشية الصعبة المفروضة على الجميع.
وأوضحت الباحثة الاجتماعية “أسمهان زهيرة” ، أن نظرة المجتمع تختلف تجاه عمل المرأة الثاني، فهناك من يعتبره ضرورة ملحّة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وبالتالي هو أمر طبيعي مبرر وحاجة أساسية لتحسين دخل الأسرة.
كذلك ومنهم من يعدّ عمل المرأة الثاني غير مشروع وخاصة بخروجها وعودتها بأوقات متأخرة من العمل، وما يشاع عن طبيعة هذا العمل ما يحدث خللاً اجتماعياً على نطاق الأسرة والمجتمع.
ونوهت زهيرة إلى أن العمل الثاني ساهم في تقليل فرص العمل للرجال المسؤولين عن عائلات أو الشباب الذين يحتاجون لبناء أسرة وتكوين عائلات، والبعض منهم يرى أن عمل المرأة هو رعاية الزوج والأبناء فقط، وعلى الزوج رعايتها وتوفير كل متطلباتها ما يحمله عبئا إضافيا.
ولفتت إلى أن عمل النساء وخاصة المتزوجات بدوام إضافي يقلل من تواجدها بشكل دائم مع أطفالها وأفراد أسرتها، ما يسبب خللا في توازن الأسرة وتأثر سلوك ونفسية الأطفال وزيادة الضغوطات عليها بسبب كثرة المهام داخل وخارج المنزل، وعدم حصولها على الراحة الكافية كما تصبح عرضة أكثر للمشاكل الصحية.