
كوردستريت – روج أوسي
.
في حوار حصري لشبكة كوردستريت الإخبارية مع رئيس الائتلاف السوري المعارض لقوى الثورة والمعارضة أنس العبدة تحدث لمراسلة الشبكة عن زيارة رياض حجاب إلى إقليم كوردستان، ودور المجلس الوطني الكوردي في الائتلاف، ومفاوضات جنيف، والفيدرالية المعلنة في مؤتمر الرميلان، إضافة لمواضيع أخرى تتعلق بالوضع السوري بشكل عام.
.
والبداية كانت حول تقييمه لزيارة رياض حجاب إلى إقليم كوردستان والهدف منها حيث أوضح رئيس الائتلاف السوري أنهم بشكل عام يدعمون زيارة أي مسؤول في المعارضة السورية لإقليم كوردستان العراق لأهميتها، مشيراً إلى أنهم يعطون أهمية لإقامة علاقة وثيقة مع السيد مسعود البرازاني لأنه كان ومازال يدعم الثورة السورية وتطلعات الشعب السوري فيما يتعلق بالحرية والكرامة “حسب قوله”، مؤكداً أن بناء علاقة وثيقة معه أمر استراتيجي بالنسبة للثورة السورية.
.
وفيما يتعلق بتقييمه لدور المجلس الوطني في الائتلاف السوري أكد المعارض السوري أن المجلس هو مكون أساسي في الائتلاف، ويلعب دوراً أساسياً في جميع الهيئات الموجودة، ويشارك أيضاً في رسم السياسة الائتلاف في المرحلة القادمة، كما أنه كان جزءاً أساسي في عمل الائتلاف ودخل بكل جزء في الائتلاف، مشيراً إلى أنه وبناءاً على الوثيقة التي تم التوقيع عليها بين الائتلاف والمجلس الوطني، كان دور المجلس إيجابيا دائماً، مضيفاً أنهم على قناعة بأن المجلس الوطني يمثل الشعب الكوردي، وبناءا على ذلك كانوا دائماً حريصين على أن يكون المجلس جزءاً من الائتلاف، وأنهم يحافظون على هذه العلاقة الإستراتيجية “على حد تعبيره”.
.
وحول توقعاته بالوصول إلى نتائج إيجابية في مفاوضات جنيف ٣ أوضح رئيس الائتلاف السوري المعارض لشبكة كوردستريت أن المفاوضات لكي تصل إلى نتيجة يجب أن يكون الطرفين الأساسيين في المفاوضات جادين، مشيراً إلى أن الطرف الآخر “أي النظام” لم يبدي حتى الآن أي أشارة بأنه جاد للوصول إلى حل سياسي، موضحاً أن الحل السياسي بالضرورة يعني الانتقال السياسي وهو لب أي عملية سياسية في المرحلة القادمة، مضيفاً أن الإشارات من الطرف الآخر حتى الآن لا تشجع، وبالتالي لا تشكل إيجابية حول المخرجات جنيف 3 ، مؤكداً أنه بالمقابل شارك الائتلاف بكل جدية كما في جنيف 2.
.
وأضاف المعارض السوري لأنهم يتعاملون مع هذه المفاوضات كمعركة سياسية يخوضونها بكل جدية وقدرة، ويودون النجاح والفوز بها، وأن النظام لا يخوض هذه المعركة بجدية ولديه إشكالية حقيقية في مسألة الانتقال، بينما هناك قناعة لدى المجتمع الدولي بأن الوقت أصبح متاحا الآن للانتقال السياسي ووضع حدا للمأساة السورية، مشيراً إلى أن ما يجعلهم يتفاوضون بجدية هو حقن دماء المدنيين واستهدافهم وإعادة بناء سوريا، موضحاً أن لديهم ثلاث ثوابت أساسية “وحدة سورية أرضا وشعباً- ولا مكان لبشار الأسد لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا- ونظام سياسي عادل مدني ديمقراطي تعددي دون أي تمييز وحفظ جميع الحقوق لكافة المكونات”.
.
ورداً على سؤال مراسلة شبكة كوردستريت عن وجهة نظره بالانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا أوضح رئيس الائتلاف السوري المعارض في معرض حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية “أن الانسحاب الروسي كان جزئياً جداً حتى الآن، وأن الهدف منه هو إرسال رسائل سياسية، مشيراً أن ذلك لا يعني أن المجهود الحربي الروسي في سوريا قد توقف، وبالتالي الموضوع لا يعدو كونه إشارة سياسية تؤكد على أن الروس جادون فيما يتعلق بمفاوضات جنيف والانتقال السياسي، مضيفاً أن الروس قالوا إنهم خلال ساعات يمكن أن يعودوا وبالتالي فانسحابهم الجزئي هي رسالة سياسية.
.
وأضاف السياسي السوري أنهم يتأملون رؤية النتائج الإيجابية، وفيما إذا كانت روسيا تريد لعب دور إيجابي لوصول هذه المفاوضات إلى نتائج حقيقة وملموسة فيما يتعلق بلب العملية السياسية وهو الانتقال السياسي وهيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات.
.
وحول موقفه من مؤتمر “الرميلان” وإعلان الفيدرالية اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض في حديثه لشبكة كوردستريت أن الفيدرالية مرفوضة وبحسب ” العبدة” لأنه ليس من حق أي جهة أو حزب أو تيار أن يتخذ قراراً استباقياً بمفرده فيما يتعلق بشكل ونوع الدولة السورية، وأن هذا الأمر منوط حصراً بالشعب السوري ويقرره الشعب وليس أي جهة محددة، مشيراً أن داعش أعلنت الخلافة وهو أيضاً قرار استباقي ومنفرد ولا يمكن أن يعطي أي نتيجة إيجابية، مؤكداً أنه عندما تبدأ المرحلة الانتقالية ستكون هناك فرصة كبيرة لحوار عميق مع أطياف الشعب والأطياف السياسية وعندها يمكن طرح جميع المشاريع، والشعب سيكون لديه الخيار وصاحب القرار فيما يتعلق بشكل الدولة.
.
وفيما يتعلق بمستقبل وحدات حماية الشعب في مرحلة ما بعد نظام الأسد، أكد المعارض السوري أنس العبدة ” أنه في المرحلة الانتقالية سيكون هناك فرصة لكل من حمل السلاح بالانضمام إلى المؤسسات الانتقالية شرط أن لا تكون أيديهم ملطخة بدماء الشعب السوري، وأن لا يكونوا من الذين نفذوا أو أمروا بتنفيذ جرائم بحق المدنيين في سوريا، وبحسب تعبيره ان ذلك “ينطبق على الجميع، مضيفاً أن كل جهة عسكرية أو جهة مسلحة يمكن أن تنخرط في إطار العملية الانتقالية الشاملة والتي ستستوعب جميع مكونات الشعب السوري، مختتما حديثه لكوردستريت بأن هناك معايير على أساسه سيتم استيعاب كل من حمل السلاح، بهدف عودة جميع مكونات الشعب إلى الوطن، والتعامل مع الإنسان السوري على أساس حقوقه وواجباته المتعلقة به كمواطن.