علي مسلم/
في العلاقات السياسية كما في العلاقات التجارية هناك دائماً أعراف و قواعد للتعامل حيث أنها تستند على جملة من السلوكيات الدبلوماسية التي من شانها رأب الصدع بين كيانين سياسيين مرا تاريخيا بمراحل متصارعة نتيجة اصطدام مصالحهما بغض النظر عن أسباب التناقض على اعتبار أن لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة في السياسة والعلاقات السياسية فصديق الأمس قد يتحول إلى عدو الغد وعدو الأمس يصبح صديق اليوم ، لكن دائماً هناك المصالح التي تكون ثابتة ودائمة وحيث أن المجاملة السياسية تقتضي أحياناً التخفيف من حدة التناقض بغية إفساح المجال أمام الأطراف المتنازعة لبدء صفحة جديدة من العلاقات السلمية الودية لإتاحة المجال أمام مرحلة سلمية للصراع قد تكون ملحة لذلك من الضروري أن تأخذ الدبلوماسية السياسية مجالها الفعلي طبعا كل ذلك يكون مشروطا بالحفاظ على حقوق الكيان المعني ( الكيانات المعنية) تفاوضياً دون الإفراط بأي حق من حقوقه أو المساومة عليه ، ما دعاني إلى الاسترسال في ذلك هو ما صرح به المناضل الكبير والكبير جداً صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني لفضائية star التركية منذ مدة حيث قال (نحن وتركيا كنا ننظر إلى بعضنا بعين الشبهة ولم نفهم بعضنا والذي كان بيننا عبارة عن سوء تفاهم ) أعتقد جازماً أن ما يرمي إليه السيد صالح مسلم يتعدى بل يتجاوز مسألة المجاملة الدبلوماسية أو السياسية بل انساق إلى مسألة التنازل السياسي مع تركيا كونه اختصر الصراع الكردي التركي عبر التاريخ بدءاً من ثورة الشيخ عبيد الله النهري سنة 1880وما قبلها ومروراً بانتفاضة آغري وديرسم وثورة الشيخ سعيد بيران سنة 1925 وما رافقها من مجازر وكذلك الكفاح المسلح الذي خاضه الحزب المذكور على مدى أكثر من ثلاثة عقود والذي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الطرفين وتم بسببها تدمير البنية التحتية في كردستان بالإضافة إلى حرق وتدمير الآلاف من القرى في المناطق الكردية بان كل ذلك كان نتاج لمجرد سوء فهم بسيط ونظرة شبهة ، هل عدم الاعتراف بالوجود القومي للشعب الكردي في تركيا مجرد سوء فهم هل وصف الأكراد في تركيا باتراك الجبال سوء فهم هل حرمان أبناء الشعب الكردي من لغتهم وممارسة حقوقهم المدنية كمكون متباين في تركيا مجرد سوء فهم ، أم أن هناك سوء فهم لدى المعني لكل ما يجري على أرض الواقع وتراجع يصل إلى مستوى التنازل في سبيل مصالح وقتية لا تفيد ولا تغني من جوع ، وبالتالي يفضح هذا التصور المشوه لشكل وطبيعة الصراع الكردي التركي التاريخي ويختزله في نزوة شخصية مريضة له ولحزبه في محاولة لاستمالة تركية إلى جانبهم واعتبار تركية صديقة وعدوة في آن معاً عبر التسويق بأنه إذا قبلت تركيا بفتح مكتب حزبي لهم في أنقرة سوف تكسب تركيا بذلك محبة وود الأكراد معتقداً أنه بإمكانه وضع الأكراد في محفظة سفره ووضعهم في أي مكان يشاء وفي أي زمان يشاء ناسياً أو متناسياً أنه جزء من محتويات محفظة الآخرين يضعونه أين يشاؤون ومتى يشاؤون فهو في الأمس القريب كان يلهث للبحث عن مكان له في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة واليوم وبقدرة قادر وجد نفسه فجأة ضمن مقتنيات السلطة في هيئة التنسيق الوطنية وما يجعل اللوحة أكثر غرابة أن بإمكانه اللعب على الجميع وفي ملاعب الجميع ولا يدري أن هذا السلوك المبهم والغامض قد يفقده هو وحزبه فرصة تمثيل ولو جزء يسير من الحالة الكردية في سوريا مستقبلاً…..؟