رسالة إلى السوريين وأصدقاء الثورة السورية في ألمانيا
أيها السوريون الأعزاء وأصدقاء الشعب السوري في ألمانيا
مع أولى أيام العام الجديد 2014 أسأل الله أن يمدنا جميعاً بمزيد من العزيمة والثبات على دعم ومساندة الشعب السوري في ثورته ضد الدكتاتورية، وفي محنته الإنسانية التي يتعرض لها جراء الحرب الهمجية التي يشنها عليه نظام بشار الأسد. لقد كان عام 2013 الأسوأ على سوريا وشعبها على مر تاريخه، فيه قُتل أكثر من 40 ألف سوري معظمهم من المدنيين، ليتجاوز عدد القتلى 130 ألفاً، وأصبح أكثر من ستة ملايين سوري مشرداً خارج بيته، وزادت أعداد المعتقلين والمغيبين قسراً عن العشرين ألفاً. في هذا العام وفي صباح الحادي والعشرين من شهر أغسطس/ آب استفاق العالم على صور ومشاهد مروعة قادمة من غوطة دمشق لأكبر مجزرة شهدتها الثورة السورية، حيث قضى أكثر من 1500 شخص معظمهم من النساء والأطفال جراء قصف بصواريخ تحمل رؤوساً كيميائية لا يملكها إلا نظام الأسد، في تحدٍ صارخ للقيم والمبادئ الانسانية في العالم. بعد هذه الجريمة البشعة بحق الإنسانية لم يستطع العالم أن يضع حداً لمأساة هذا الشعب، نظام الأسد لم يترك أية وسيلة ولم يستخدمها كي يحرق وطننا ويدمر الإنسان فيه، وحاول بشتى الوسائل تشويه صورة الثورة الشعبية ضد حكمه الدكتاتوري على أنها حرب ضد جماعاتٍ إرهابية دولية، كان هو بالأمس القريب، ولا يزال، أكبر الداعمين لها.
لكن الثورة بقيت مستمرة رغم كل هذه المآسي وكل هذا القمع، والشعب السوري رفض التراجع عن حقه في
الحرية والكرامة، وبناء دولة القانون وحقوق الانسان، وأصبح السوريون في الداخل وفي المهجر أكثر تنظيماً وأكثر تفاؤلاً بتحقيق النصر، وباتت خطط الأسد في تشويه هذه الثورة تتحطم أمام إصرار السوريين وعزيمتهم ووضوح رؤيتهم لمستقبل بلدهم.
وبموازاة ذلك بدى الإعتراف الدولي الرسمي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري أكثر قوة ووضوحاً في معظم دول العالم، وفي ألمانيا على وجه الخصوص ساعد ذلك على إيجاد قنوات ثابتة لدعم الثورة السورية، من خلال مكتبٍ للإتصال مع الحكومة الألمانية، والذي توج عمله في ديسمبر 2013 في برلين بالإعلان عن إتحاد المنظمات الإغاثية السورية الألمانية.
إن التزايد المستمر لأعداد السوريين الوافدين و اللاجئين إلى ألمانيا، يعطي العمل المنظم والمنسق أهمية كبيرة أكثر من أي وقت مضى، وسفارة الائتلاف الوطني السوري بالتعاون والتنسيق مع الحكومة الألمانية ستأخذ على عاتقها تقديم الدعم للاجئين ونشطاء المعارضة السورية، وتوفير الأرضية التقنية والاستراتيجية لإتحاد المنظمات الإغاثية لإنجاز مشاريع مساعدات ودعم على مستوى الدولة الألمانية، كما أن أبواب مكتب الإتصال في برلين وقنوات التواصل معه ستكون مفتوحة أمام كل سوري لتقديم المشورة والدعم في أي مشكلة قد تعترضهم.
إن ثورةً صمدت بوجه كل هذا العنف والتشويه، وتحمّلت كل هذا التردد من المجتمع الدولي في نصرتها، لقادرة أن تكمل مسيرتها حتى الهدف المنشود، ونحن السوريين أوّل المسؤولين عن ذلك و أَولى بالانتصار لثورتنا، ليس المهم أن نكون متفقين على كل شيء، لكن المهم أن لا نفترق في هذه المرحلة، وإن كنا كذلك فلن تستطيع أي قوة أن تفرض علينا الاستسلام، لا في مؤتمرات دولية، ولا حتى في ساحات القتال.
عاشت سوريا وعاش شعبها حراً عزيزاً
د. بسام عبدالله
سفير الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في ألمانيا
برلين 01.01.2014