الأمم المتحدة (رويترز) – قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن التحليل العلمي الروسي يشير إلى أن مقذوفا مميتا سقط في احدى ضواحي مدينة حلب السورية في 19 من مارس آذار كان يحتوي على غاز السارين ويرجح أن مقاتلي المعارضة هم من أطلقوه.
وأدى الهجوم الذي وقع في خان العسل بمحافظة حلب الشمالية الى سقوط ما يقرب من 25 قتيلا. وتبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عما تقولان انه كان هجوما بالاسلحة الكيماوية. وينفي كل جانب استخدام أسلحة كيماوية.
وقال المبعوث الروسي فيتالي تشوركين ان خبراء روسا زاروا الموقع الذي سقط فيه المقذوف وأخذوا عينات من المواد الموجودة في المكان. وأضاف انه جرى تحليل تلك العينات في مختبر روسي معتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
وتابع “نتائج التحليل تشير بوضوح إلى ان الذخيرة التي استخدمت في خان العسل لم تنتج في مصنع وكانت مليئة بغاز السارين.”
وقال تشوركين “المقذوف المعني ليس مقذوفا قياسيا للاستخدام الكيماوي فمادة الهكسوجين التي تستخدم كشحنة اولية لا تستخدم في الذخائر القياسية. ولذلك يوجد سبب قوي يدعو للاعتقاد بان مقاتلي المعارضة المسلحة هم الذين استخدموا الاسلحة الكيماوية في خان العسل.”
وقال تشوركين انه ابلغ الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون بنتائج التحقيق الروسي.
ومن المقرر أن يجتمع بان مع آكي سيلستورم العالم السويدي الذي يرأس فريقا للأمم المتحدة تم تشكيله للتحقيق في مزاعم استخدام اسلحة كيماوية في سوريا في نيويورك هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الولايات المتحدة لم تر أي أدلة تنبئ بأن الحكومة السورية “لديها القدرة على استخدام أسلحة كيماوية أو استخدمت أسلحة كيماوية.”
وأضاف قوله “وإذا كان (الرئيس السوري) بشار الأسد مهتما بشكل جاد بإثبات زعمه والآن الزعم الذي تطلقه روسيا، فيجب على الأسد ان يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول البلاد وان تستخدم روسيا صلاتها بالأسد لحمله على السماح لمحققي الأمم المتحدة بالدخول.”
ولم يستطع فريق سيلستروم دخول الأراضي السورية حتى الآن لأن حكومة الأسد لا توافق إلا على دخوله مدينة حلب حيث تبادل جانبا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية.
ونفت الحكومة السورية استخدام اسلحة كيماوية. واتهمت مقاتلي المعارضة باستخدامها في الحرب المستمرة منذ اكثر من عامين والتي تقول الأمم المتحدة انها حصدت ارواح زهاء 90 ألف شخص منذ مارس اذار 2011. وينفي مقاتلو المعارضة مسؤوليتهم عن اي هجمات بالأسلحة الكيماوية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون حث سوريا على أن تتيح لسيلستروم الدخول بلا اي قيد من أجل التحقيق في كل الحوادث المتصلة باستخدام الأسلحة الكيماوية لكن حكومة الأسد تريد ان يقتصر فريق الأمم المتحدة على اجراء تحريات بشأن الحادث الذي وقع في حلب في مارس آذار وألا يشمل أماكن أخرى ابلغت بريطانيا وفرنسا بان بها.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو “يجب أن نجري تحقيقا شاملا من جانب الأمم المتحدة في كل المزاعم في سوريا. ويجب أن يذهب سيلستورم إلى مواقع كل المزاعم للتحقيق بشأنها.”
وقال تشوركين ان المقدوف المستخدم في إرسال غاز السارين في 19 من مارس آذار صنعه مقاتلو المعارضة.
وأضاف قوله “وفقا للمعلومات المتاحة لنا فإن انتاج الصواريخ غير الموجهة البشاير-3 بدأ في فبراير/شباط 2013 على أيدى لواء بشاير النصر المنتمي الى الجيش السوري الحر.”
ولم تتكشف تفاصيل أخرى عن البشاير-3.
ومن المتوقع أن يقدم سيلستروم تقريرا مبدئيا هذا الشهر. ويقول مبعوثو الأمم المتحدة ان التقرير قد يكون شفهيا ولن يكون على الأرجح قاطعا لأنه من المتعذر عليه أن يصدر تقييمات محددة بشأن سلسلة الإيداع للعينات التي تلقاها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.