نعيش هذه الأيام مرحلة استثنائية، بكل معنى الكلمة، في مواجهة الإرهاب المتمثل في “داعش” الذي تمكنت وحدات حماية الشعب(YPG) ووحدات حماية المرأة(YPJ) وفصائل من الجيش السوري الحر ، والتحالف العربي العربي/الدولي، من إلحاق هزيمة منكرة به في كوباني. ولم تطل الأيام حتى بدأنا حملة تحرير شاملة في كل من تل حميس وتل براك، وذلك تلبية لنداء من أهالي المنطقتين، والذين ذاقوا الأمرين من “داعش” واحتلاله البغيض للبلدتين وتنكيل مقاتليه بالأهالي هناك.
.
وقد تكللت حملتنا الأخيرة في المنطقتين بنصر عظيم، وهو ما دفع ب”داعش” وبمن يروج لفكره الظلامي الدموي لنشر الأكاذيب والافتراءات وقلب الحقائق، من اجل الانتصار للإرهاب، وتشويه سمعة الوحدات التي هزمت هذه التنظيم بدءا بكوباني وصولا لتل حميس وتل براك، ولن تتوقف إلا بعد سحق “داعش” بشكل كامل، واستئصال هذا الورم السرطاني الذي بات وبالا على أهل المنطقة من كافة المكونات، بل وعلى الإنسانية ككل.
.
لقد شهدت الحملة الأخيرة التي طالت مواقع “داعش” في تل حميس وتل براك، مشاركة واسعة من العشائر العربية، ورغم ذلك لم يتوانى البعض من الذين شكلوا الحاضنة ل”داعش” من نشر الأخبار التي تتهم وحداتنا بحرق منازل المدنيين، وتنشر عن وجود حرائق ونيران مندلعة، وكأن ما جرى لم تكن معاركا، ولم يكن هناك قصفا جويا، أو أن الأرض التي جرت عليها الاشتباكات كانت خالية من المنازل. إننا نعلن موقفنا الواضح والصريح في الوقوف ضد أي انتهاك لحقوق الإنسان، ليس لأننا وقعّنا على الاتفاقيات والمواثيق مع الهيئات الدولية المختصة فحسب، بل لأن ذلك يأتي كجزء من إيماننا بحقوق الإنسان، وكذلك قناعاتنا المطلقة بالعيش المشترك والاخوة الحقيقية، حيث نقدم النموذج الحقيقي على الأرض بعيدا عن الشعارات، وما مشاركة العشائر العربية إلا دليل على كلامنا هذا.
.
إنني أتوجه إلى جميع وسائل الإعلام من اجل الدقة فيما ينٌشر من قبل أطراف معروفة بمساندتها ل”داعش”، تلك الأطراف التي ترى في هزيمة “داعش” هزيمة لها، وهي لن تتورع عن القيام بأي عمل لتشويه صورة وحدات حماية الشعب(YPG) ووحدات حماية المرأة(YPJ). ونحن من جانبنا، وللوقوف على حقيقة ما جرى، اتخذنا كل الإجراءات للوصول إلى بلدة تل حميس للاطلاع بشكل ميداني على الأوضاع، وفي حال ثبوت وجود يد لأي مقاتل من مقاتلي الوحدات أو أي شخص آخر، حتى وأن بشكل فردي، في حرق أي منازل من المنازل، أو الإقدام على أي فعل يتنافى مع أنظمتنا الداخلية، فأننا سنقوم ببتطبيق اللوائح الداخلية لوحدات حماية الشعب (YPG) بكل شفافية.
.
ريدور خليل: الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب(YPG).
01.03.2015