لكن يُمكن و رداً على قول صالح مسلم أن هناك دعوى قضائية أمام ما أسماها (محكمة الشعب) بحق حزب آزادي بالتهم المذكورة أعلاه، و لكون المحكمة المذكورة لا وجود لها لا في دستورٍ أو قانون، إذ ليس هناك قانون مكتوب يمكن أن يلجأ إليه الناس في المناطق الكُردية ينص على تلك التهم، يُمكن و رداً على الإتهامات الموجهة إليه، أن ينشأ حزب آزادي بدوره (محكمة شعب) خاصة به، و يوجه و عملاً بمبدأ المُعاملة بالمثل، التهم ذاتها و ربما أكثر منها إلى صالح مسلم و حزب الإتحاد الديمقراطي، و هو لن يعدم الأدلة، كما يُمكن لكل حزب أو شبه حزب و كل مواطن كُردي، و عملاً بمبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات، إفتتاح (دكاكين شعب) خاصة بهم، و توجيه مثل هذه التهم إلى الأحزاب و المواطنين الكُرد الآخرين، فالمنطقة تشهد عصر التشريع الذهبي و التحرير العقلي الذي أحد أهم شعاراتهُ: لكل مواطن محكمة، و لكل مواطن تهمة، و كل حزب محكمة دستورية، و كل رئيس حزب مُشرع، و كل مواطن قاضي، و ما حدا على راسه ريشة، و ما حدا أحسن من حدا.
إنهُ زمن صالح مُسلم بإمتياز، إنهُ زمنهُ الثوري من الألف إلى الياء، فهو في اللحظة ذاتها نجم الموقف و عكسهُ، حبيب النظام و صديق المُعارضة، يقتل جنود النظام و يهزمهم في إعلامه و في اللحظة التالية يتبادل معهم أنخاب الشراكة على الأرض، يقتل جنود المُعارضة و في اللحظة التالية يقول بأنهُ يُقاتل معها، يُطالب بإسقاط النظام و يقتل من يتظاهر لأجل ذلك، يقتل الكُرد و يحميهم، يخطف الكُرد و يعفو عنهم، عدو النظام و يطير من مطاراتهُ، عدو المُعارضة و يحضر مؤتمراتها، إحدى يديه تُصافح أحدهم من تحت الطاولة و الأخرى تُصافح خصمهُ من فوقها، هو في الليل غيرهُ في النهار، أمام الستارة غير ما خلفها، أمام الناس غير من هو خلف ظهورهم، و يظنُ في كل هذه المُغامرة المُتعرجة بأن لا أحد يراه و يدون لهُ و لا أحد يتذكر، يشتري من الآخرين أكرادهُ مُقابل بيعهم عضلاتهُ، نقطة قوتهُ الوحيدة إضافةً إلى عضلاتهُ هي أنهُ لا يريد شيئاً لقومه، لا شئ سوى منحهُ صك ملكية بهم، و مع ذلك يجرؤ هو و دون غيرهِ على إخراج التهم، و التي من المفترض أن توجه لهُ، من أكمامه، و يلقيها عصا موسى في وجوه الآخرين لتبتلع ألسنتهم، فتظهر للجمهور و كأنها حباتُ مُلبس، يمضغونها، و يستمرون في الصمت.
حسين جلبي