النقاش الحاد الموضوعي بين طرفين و الذي يعتمد على أسس صادقة وواقعية تهدف لإيجاد نقاط مشتركة تعود بالفائدة على الجميع.
فالفرد الذي يستلم زمام سلطة سياسية معينة بغض النظر عن موقعه في التأثير على إتخاذ القرار هو فرد كباقي الأفراد ولكن الجمع المحيط به الذي يسمى بالشعب هو من أهله ليكون في موضعه وهو من سمح لصوته أن يكون مسموعا.
فكثير ممكن كان صوتهم مخنوقا ومكتوم بسبب خوف من سلطة حاكمة ظالمة أو كان معظمهم من مجموعة بعد عن الشر وغنيلو، نراهم الآن يعتلون المنصات ويرتفع هدير أصواتهم إلى اللانهاية. والكثير من هؤلاء الساسة التجار من يعلو صوته بعلو قيمة الدولار،
فقد أصبحنا في زمن اللعب على وتر المادة.. أما الأمة والشعب فلهم رب لاينساهم. المواجهة السياسية الحقيقة لا تكون بتخوين أي جهة سياسية أمام الشعب، وبالأخص عندما يكون شعبا منسيا ومضطهدا ولازال في طور النمو الأولي. ففي هذه المرحلة الحساسة التي يتم فيها بناء الأسس والعواميد التي سيرتكز عليها هذا الوطن الذي يحاول أن يرى النور،
فإن قام على أسس محاولة كل طرف بإبراز نقاط الخلاف والضعف للطرف الآخر فسوف تكون نهايته كنهاية بناء كلما ارتفع عن سطح الأرض ضعفت البنية التحتية فيكون سقوطها بعد حين أشد واقسى. السياسة منذ القدم خلقت لخدمة الشعب وتأمين الحياة الكريمة لهم بخلق تواصل سياسي ودبلوماسي مع الدول الجوار او ضمن البلد الواحد وكل ذلك للشعب،
ولكن الشعب الحر لا يرضى بسياسة التجويع والتخوين ويمكن أن يطهر نفسه من سياسيه مهما بلغ بطشهم والشعب السوري إلى الآن مثالا. ولكن الواقع الكردي يختلف عن أي واقع آخر، ويعود ذلك بسبب تجزؤ اللأرض وشرود الشعب في أرجاء المعمورة، و تلك السياسة التي كانت ولازالت تزرع في داخل عوام الشعب في كل جزء من كوردستان،
فالخلافات السياسية التي تزداد يوما بعد يوم بين رؤوس السياسة الكبيرة و التنافر الذي ينجم بسببه بين الأب وابنه بسبب اعتناق معتقد سياسي دون الاخر يضعنا من جديد أمام سايكس بيكو جديد ولكن هذه المرة بإيدينا وليس بإيدي اللأعداء،
وخير مثال على ذلك الحفلات التي تقام بملايين الدولارات للتنديد بمرور مئة عام على هذا التقسيم بينما أخوة لهم في الدم يموتون قهرا وجوعا بسبب الحصار المطبق عليهم على أرض وطنهم بسبب خلافات الساسة فيما بينهم.