كورد ستريت/ (إلى كلّ شريف تهمه مصلحة شعبنا)
سرّ انقطاع المياه عن الهلالية وسائر قامشلو
منذ أكثر من 6 أشهر ونحن نعاني من نقص وانقطاع المياه في قامشلو بشكلٍ كامل تقريبا, كنا نستغرب ما الذي يحدث في هذا البلد المليء بالخير والماء وجميع المواد الأساسية (رغم الحصار الاقتصادي المفروض علينا من عدة جهات. الموضوع ببساطة في هذه الأسطر وأقولها وأنا أقسم بالله العظيم أني صادقٌ بكل كلمة أقولها بهذا الخصوص.
قبل حوالي ثلاثة أشهر وبعد أن ضقنا ذرعاً بمسألة المياه وانقطاعها المستمر على سائر الهلالية ظناً منا أنّ هنالك خطبٌ ما ولابد من السؤال ممن يجد أنه المسؤول عن الخدمات في المنطقة وخصوصاً حي الهلالية غربي قامشلو.
قمت مع عدد لا بأس به من شباب الحي وذلك بعد (ذهاب العديد من نساء الحي لعدة مرات إلى مالا كل “دار الشعب” الكائن بالهلالية والمسؤول الأول عن هذا الحي كما نسمع منهم دوماً والذي نتج عنه “لا شيء”), قمنا بأول خطوة وهي التوجّه إلى المشروع الذي يضخ المياه لسائر مدينة قامشلو وأول الأحياء المستفيدة هو حي الهلالية! بعد وصولنا إلى المشروع, خرج الموظفون المسؤولين عن تشغيل المضخات, قال أحدهم “أين هي عصيكم كي تضربونا يا شباب؟!”
فردّ أحد الشباب: لا تقلق نحن لم نأتي لهكذا موضوع, فالموضوع أهم من الضرب بالعصيّ!
وبعد شدّ وجذب في الكلام حول ما إذا كان الموظفين في المشروع هم المسؤولين عن انقطاع المياه أم لا, خرج أحدهم واعتقد أنه الشخص الأكثر احتراماً و اتزاناً من الباقين, قال بهدوء يا شباب نحن هنا في المشروع مسؤولين فقط عن ضخ المياه بمجرد مجيء الكهرباء! هذا هو عمل الموظفين هنا! ثم قام بشرح بسيط لآلية الضخ وسير المياه في الأنابيب حيث إن هناك خط انبوب رئيسي يبدأ من المشروع إلى أراضي الأستاذ فاروق عند المفصل الذي تتوضع فيه الشبكة “والشبكة هي نقطة توزيع المياه عبر “سِكر أنبوبي” بالقرب من “قسركا بجوك” المعروفة لجل أهالي الهلالية, حيث من هذه النقطة أو “السكر” يتم توزيع المياه بشكل عادل بين أحياء قامشلو كاملةً.
المفاجأة التي حصلت عند توجهنا من المشروع إلى المسؤول المباشر على شبكة المياه وتوزيعها والذي يسمى السيد “رمضان سيد محمد” أنه لم يكن متواجداً في المنزل فقمنا بعد ذلك بالسؤال عن المهندسين الموظفين في المياه فحصلنا على اسم لمهندس مسيحي يدعى “سنحريب”, إتصلنا به وأخبرناه بأهمية الموضوع الذي نحن نبحث فيه.
جاء المهندس (سنحريب) ورافقناه إلى منطقة “السِكر” في “قسركا بجوك”, قام المهندس بتوجيه بعض التعليمات في كيفية فتح السكر الخاص بمنطقة الهلالية وقال هذا السكر “سكر الهلالية” إذا كان مغلقاً فإن المياه تتوقف عن التوجه إلى معظم البلد في الداخل, لذا يجب فتحه وفتح بقية “السكرات” كي لا تحترق المضخات في مشروع الضخ الذي تم ذكره آنفاً وكي لا ينفجر الخط الرئيسي المتوجه من المضخات إلى الشبكة”شبكة التوزيع”.
بالفعل النتائج كانت باهرة بمجرد فتح سكر الهلالية الذي كان قد أغلق في وقت ما منذ أشهر, بعد فتح سكر الهلالية المتوجه نحو داخل قامشلو مروراً بجانب المخفر “مخفر الهلالية” تمت تعبئة الشبكة المغذية للمياه وبدأت المياه تصل إلى أهالي الهلالية ومن ثم أهالي قامشلو مروراً بالحي الغربي.
نوّه المهندس (سنحريب) إلى ملاحظة هامة بخصوص فتح سكر الهلالية وهي “يجب فتح السكر إلى الأخير ومن ثمّ إغلاقه لأربع دورات كي تكون الحصة المائية عادلة بين الأحياء, إلاّ أنّ الذي حصل كما لاحظ المهندس بأن هذا السكر تم اللعب به من قبل البعض ولابد لكم من مراقبة هذا السكر الهام, ويبدو أنّ الذي قام بإغلاقه من المنطقة الغربية لمدرسة فرحان علي لأن سكر تلك المنطقة مفتوح لأخير أما سكر المنطقة العليا للهلالية فهو مغلق بإحكام تام.
بعد مجيء المياه, لم نكترث كثيراً بموضوع المراقبة “للسكر”, وبعد يومين إنقطعت المياه مرة أخرى وبقينا يومين متأملين بأنّ الخلل هو في شح المياه أو أن المسألة فقط للتوفير (بما أننا استهلكنا الكثير في اليومين السابقين!).
توجس شباب الحي مرة أخرى بالنسبة للموضوع, فبدأنا مرة أخرى بالتجمع متوجهين إلى السكر لنرى فيما إذا جاء أحدهم قد لعب بالقياس الذي حدده لنا المهندس (سنحريب) جزاه الله خيراً. ذهبنا إلى هناك لنفاجأ بإغلاقه بنفس الطريقة السابقة, فما كان منا إلا أن نقوم بفتح سكر الهلالية لتعود المياه كما كانت.
بقيت ليوم واحد هذه المرة وتم إغلاق السكر للمرة الثالثة, قام الشباب بفتحة مرة أخرى, وبقينا على هذه الحال إلى أن بدأنا نضيق ذرعاً بالفاعل (المجهول) هذا!
آخر مرة وقبل ثلاثة أيام من انتهاء شهر رمضان اعترف الفاعل بنفسه في إحدى الأفران الخاصة للخبز في الحي, كان الفاعل مفتخرا بما يقوم به, حين قال له أحد شباب الحي بأن المهندس أخبرنا بأن العدل هو في تلك القياسات الموضوعة من قبلي في فتح السكر, فقام الفاعل بسب الحي وشباب الحي والمهندس (سنحريب) بأسوأ العبارات والمسبات!
كان الفاعل وبكل أسف يعتبر نفسه من المدافعين عن الشعب في المنطقة متذرعاً بمنصبه في الأسايش فقد قام هو المدعو “راكان خلف كري” وكلّ من زميليه “فنر نافمالي” وكذلك “بافي جاني” الذي لم أعرفه ولم أسمع به قط, قاموا لأكثر من مرة بإغلاق سكر الهلالية عبر السيد (خالص) الذي يعمل في مشروع الضخ, السيد (خالص) قام بتنوير هؤلاء المدافعين عن الشعب وتعليمهم كيفية اللعب بالسكر كيف تتغذى منطقتهم بالماء وتتوقف منطقة الهلالية وسائر أحياء قامشلو!
الذي حصل أن السيد (رمضان سيد محمد) كان قد قال لأحدهم أنه لا يستطيع إلا أن ينفذ ما يطلبه كلّ من فنر وراكان وبافي جاني بما يخص إغلاق السكر بحكم منصبيهما في الأسايش المسؤولة عن حي الهلالية, والتابعة للحزب الديمقراطي الكردي PYD.
والجدير بالذكر أننا التقينا بأحدهم من “مالا كلو” بيت “كلو” وشرحنا له الموضوع, فقال متهكماً: “أنتم قوموا بالحفاظ على قياس السكر وضعوا له حارساً لأننا لسنا “فاضيين ” بصراحة و(طالما لا تستطيعون التقدم للصفوف الأمامية في في الحرب ضد القاعدة والإسلاميين, قوموا على الأقل بالحفاظ على مياهكم!)…كلام فيه وجة نظر!
هذا الموضوع هو من قلب الواقع المعاش في قامشلو وحي الهلالية على وجه الخصوص, أرجو من كلّ شريف غيور على هذا الشعب المسكين أن يدلو بدلوه في معالجة هذا الموضوع الي يجده البعض شيئاً عاديا لا معنى له ولا يستحق أن يعالج او يحل.
=========