خاص كوردستريت-حوار إيفان أمين:
.
تمضي شبكة كوردستريت في عملها في استطلاع آراء مختلف التيارات السياسية والنشطاء والمهتمين في الوسط الكردي حول تشكيل المرجعية وأهميتها والمطلوب منها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة عموما وروزافا خصوصا.
.
نلتقي في حلقة اليوم مع مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الباحث “سيهانوك ديبو” ليحدثنا عن المرجعية كأكاديمي وباحث أولا وكمستشار في حزب يعتبر من أقوى وأهم الأحزاب الفاعلة في الساحة الكوردية السورية.
.
بداية توقف “سيهانوك ديبو” عند المرجعية السياسية الكردية في سوريا كونها مطلبا قديما تفرضها أسباب عديدة أهمها الحالة الانشطارية المجسدة من قبل عشرات الأحزاب الكردية في سوريا. ويتابع ديبو في معرض اجابته على سؤال الشبكة عن تشكيل المرجعية وأفقها المستقبلي كرديا وكردستانيا وسوريا بقوله”:
.
“وهذه الانشطارات تشكل بدورها ظاهرة معتلة ومسيئة للقضية الكردية، وهذه الحالة فرضت بدورها حالة تناحر بين الأحزاب السياسية وبين الشارع الكردي والسوري أيضا، والمستجدات التي نشهدها وحجم المكتسبات في روج آفا التي تم تحقيقها بفضل دماء وحدات حماية الشعب والمرأة المتبوعة للإدارة الذاتية الديمقراطية؛ تجسد شكلا متقدما ونوعيا لقضية الشعب الكردي في سوريا”.
.
ويضيف مستشار الـPYD بالقول”:
.
بالإضافة إلى المسألة المهمة وهي الاتفاق على ماهية مطالب الكرد وماهية قضيتهم وماهية حلولها؛ طالما حديثنا اليوم يجب أن يكون ملبيا مع حجم التغيير والتحول في سوريا الديمقراطية التعددية.
.
يُضاف إلى ما سبق البعد أو العمق الكردستاني للقضية الكردية في سوريا؛ سياسيا من خلال انعقاد مؤتمر قومي كردي؛ عسكريا من خلال وجوب تشكيل قوة كردستانية مشتركة تفرضها الأوضاع المقلقة التي تعيشها المنطقة بشكل عام والكرد بشكل خاص,
.
وبعد الاتفاق على صيغة عمل مشترك للمرجعية يضمنها النظام الداخلي المنبثق عن المرجعية والذي ينتظر إقراراً، من المهم أن تتقزم الخلافات وتتقوض إلى حدها الأدنى، وحتى نكون أكثر شفافية في تناول شأن المرجعية علينا أن ندرك أن المرجعية مُشِكَّلة بين طرفين أحدهما فاعل وحقق إيجابيات عديدة وهو المتمثل بحركة المجتمع الديمقراطي والأحزاب التي شكلت الإدارة الذاتية والتي تحولت اليوم إلى أشبه بنموذج الحل للأزمة السورية أيضا، بينما طرف المجلس الكردي الوطني فما يزال يعاني من أزمة بنيوية وخلافات بينية لا أعتقد أن خلافاتها( على المستوى الحزبي أو على المستوى الكلي) قد حُلـت أمورها جميعا.
.
” وعن رأي الشارع الكردي في المرجعية وحالة النزوح والهجرة المتزايدة هل ستقوم المرجعية بدورها يعتقد الباحث “سيهانوك ديبو” بأن الشارع الكردي سيعطي انطباعا إيجابيا للمرجعية المتشكلة فيما لو استطاع تلبية طموحه وطموح قضيته وإيجاد حلول للمشاكل التي يعانيها؛ علما بأن بعض من المشاكل تفوق حتى قدرة سوريا بإيجاد حلول إسعافية لها فيما نشهده من وضع استثنائي من حرب وهجوم من قبل التنظيمات المتطرفة المدعومة من عدة جهات؛ بينها أنظمة الاستبداد المتنكرة لقضية الكرد، إضافة إلى حالة الحصار الخانقة المفروضة على روج آفا.
.
الشعب الكردي والسوري أيضا يهمه اليوم اتفاقا كرديا باستطاعته أن يمثل حقوقه ويكون جزءا فاعلا في سوريا المستقبلية، أما ما تفضلتم به حول مسألتي النزوح والهجرة ومسائل أخرى فهي من مهمة الإدارة الذاتية الديمقراطية والتي من المفترض أن تضم إليها أحزاب المرجعية دون استثناء وبحسب المتفق عليه في اتفاقية دهوك.
.
ومن المهم التذكير هنا بأن حالات عديدة من الهجرة لم يكن لها مبرر؛ أما عن حالات المغادرة (الالتجاء إلى باشور وباكور) فبالتأكيد هي وقتية وستزول مجرد معالجة أسبابها وفي سؤال آخر كمهتم وسياسي و ناشط وأكاديمي كيف ترون آلية اختيار ممثلي الكرد في المرجعية وهل هم مقبولون في الشارع الكردي والى اي درجة يمثلونه. ? ردّ “سيهانوك ديبو” بالقول”:
.
سؤالكم الثالث يحلينا بشكل أو بآخر إلى نقطة مهمة: هل غالبية ممثلي الأحزاب الكردية أو رؤسائها تلق اتفاقاً ورضى من قبل قواعد تلك الأحزاب؟ عموما أعتقد بأن هذه المسألة مرتبطة بشكل أكبر بمدى إنجاز ما هو متفق عليه وتحديدا البنود الثلاثة المعلنة من اتفاقية دهوك وبالأخص البندين الثاني والثالث منه، لكن من المهم الإشارة إلى وجوب الانفتاح على جميع القوى الشبابية أيضا ويجب أن لا يتم اقصائهم بالتوازي على عدم اقصاء تلك القوى للمكتسبات الناشئة وحالة التنظيم النوعية المتمثلة في الإدارة الذاتية الديمقراطية بالرغم من بعض الأخطاء التي تحدث وهذه حالة طبيعية تعود في أغلبيتها إلى حالات عدم الاستقرار المشهودة في المنطقة بشكل عام؛ من المفترض أن يحدث انفراجا كليا ويجب مجانبة الانتظار غير المجدي وهذا ينطبق على بعض الشخصيات التي أصبحت بعيدة جدا عن الوقائع.
.
قبول الجميع للجميع بدلا من حرب الجميع ضد الجميع؛ يجب أن تكون من أولويات المرحلة التي نعيشها؛ بل وتفرضها الوحدة الوطنية على أساس التنوع: سوريا وكرديا، وباعتبار الكرد – عموما- مُعْتَبرون ضمن فئة المعارضة الوطنية يمكن أن يلعبوا دورا وطنيا مهما في التأسيس لجبهة وطنية ديمقراطية سورية، والتي نعتقد أحد آليات هذا المطلب – على سبيل المثال- هو ما سينم عنه في مؤتمر القاهرة القادم في نيسان المقبل، الانفتاح المسؤول والرشيد بين أطراف المعارضة مسؤولية جماعية يجب الأخذ بها في كل المراحل”
.
• سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي