كوردستريت|| مقالات
علي رشيد
.
الكورد أمة شأنها شأن أية أمة اخرى فى العالم لها أرضها ولغتها وتاريخها وحضارتها الاصيلة الغير المقتبسة أمتدت اشعاعاتها الحضارية الى العالم أجمع، وبعد مجئ الاسلام وأعتناق الكورد له أستمروا فى عطائهم الانساني والرجولي فكان لهم نصيب عطائهم فى الخدمة والامجاد لا يقل عن بقية الاقوام الأخرى الذين اعتنقوا هذا الدين فقدموا تضحيات من أفراد وقادةً أبطال عبر القرون فى حروب تارةً، وعلماء دونوا صفحاتهم بالأدب والعلم تارةً أخرى، وهكذا استمر الكورد فى عطائهم وكرمهم للاسلام والمسلمين .
وفى أواسط القرن التاسع عشرة وعند ظهور الاستعمار الحديث المتمثل فى دول أوربا الغربية بدأت الأمبراطورية العثمانية المتسلطة التوسعية بفقدان أمبراطوريتها شيئاً فشيئاً وبسط الاستعمار هيمنته على دول الشرق الأوسط .
.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى بدأت الشعوب والامم بقيام ثورات وانتفاضات شعبية ضد الاستعمار فكان للكورد دوراً كبيراً فى هذه الثورات حيث قدموا تضحيات كبيرة فى العراق وسوريا وتركيا وايران .
ونتيجة لذلك أضطرت الدول الكبرى لقيام معاهدات واتفاقيات لترسيم خريطة سياسية جديدة على أرض الواقع فكان للكورد دولتهم فى معاهدة سيفر 1920، ولكن تم إلغائها قبل فترة قليلة وذلك فى معاهدة سايكس بيكو 1916 .
.
ونتيجة للخيانة العظمى من قبل الدول الكبرى وساسة العرب والترك والفرس مما تسبب فى ضياع حقوق الأمة الكوردية فى قيام دولتهم المستقلة بل تمزقت أرض الكورد وتشتت الأمة الكوردية بين ترك وعرب وفرس وطمست الهوية الكوردية . ومند قرن من الزمن والى يومنا هذا عمل الساسة العرب والترك والفرس بأنظمتها المتعاقبة باستخدام جميع وسائل البطش والتنكيل والتعذيب وفتح السجون والزنزانات الفردية ثم لم يكتفوا بهذا فقط، فقاموا بقتل ساسة وقادة الكورد واغتيالهم وقيام ابادات جماعية مستخدمين المواد الكيمياوية والمحظورة دولياً على قرى ومدن كوردية وحرق الأرض الخضراء وتهجيرهم من مناطقهم كان هذا تكريم للكورد بالجميل على عكس ماقدموا لهم من تضحيات إنسانية لا يضاهيه أي كرم او تضحيات قدمتها أمم أخرى لجيرانهم واخوانهم فى الدين عبر عصور التاريخ .
.
ولاتزال تلك الانظمة الرجعية والشوفينية مستمرة فى التخطيط للمؤامرات والدسائس وفق التطورات التى تحدث فى الزمان والمكان .
وأكتفى بهذا القدر من مشاهد البؤس والظلم التي تعرضت لها هذه الأمة الأبية لكن صفحات التاريخ المدون تشهد على ذلك بشكل واسع وعميق كسعة البحر بعمقها .
.
ومن هذا المنطلق ننادي جميع أفراد الأمة من قادة ومثقفين فى داخل كوردستان او فى أرجاء العالم المعمورة أينما وجدوا بتوحيد صفوفهم بشكل متين وأزلي وصلب وعليهم الحيطة والحذر من وراء تلك المؤمرات والدسائس الشوفينية الشنيعة التى تحيط وتحاك من أجل تمزيق وحدة الصف الكوردي وعلى قادة الكورد الاستعانة بالمثقفين والشرفاء الكورد اينما كانوا لوضع اسس ومعايير ايديولوجية كردية متينة تهدف الى وحدة الصف القوي والشامخ لتحبط كل مؤامرات العدو حاضراً ومستقبلاً لكي نصل الى أهدافنا المنشودة تحرير الأرض المغتصبة أولاً .
وايجاد الحرية والديمقراطية وروح العدالة الاجتماعية والاقتصادية ثانياً .
.
وان تكون تلك النهج الفكرية نزيهة ومتزنة على روح العصر حاضراً ومستقبلاً نابعة من طموحات وأهداف هذه الأمة الممزقة ثالثاً .
.
وأخيراً أقدم تحية أجلال واكبار الى أولئك الأبطال أفرادا او قادةً الذين قدموا دمائهم الطاهر وزينوا أرض كوردستان بتلك الدماء واحبطوا مخططات الاعداء القتلة واحرقوا النار تحت اقدامهم وشيدوا انفسهم جسوراً ليعبروا أخوانهم الى ساحات الوغى وزرعوا الأخضر فى وديان الجحيم لتكتمل المسيرة النضالية شيئاَ فشيئاً والمجد والخلود لهم وشكراً .
.
ملاحظة : ألقيت هذه الكلمة في جمعية غربي كوردستان ب لندن بتاريخ : 2005/7/30
https://www.youtube.com/watch?v=oiMOFyRgCtQ
Elî Reşîd has shared a link to the following document:
شعب واحد وأرض مقسمة علي رشيد
Open in Docs
Google Docs: Create and edit documents online.
Google LLC, 1600 Amphitheatre Parkway, Mountain View, CA 94043, USA
You have received this email because someone shared a document with you from Google Docs. Logo for Google Docs