صحيفة: اغتيال ناشطات عراقيات مؤخرا يذكر بأحداث مشابهة في إيران
كوردستريت نيوز || صحافة
ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” الثلاثاء، ان اغتيال بعض الناشطات العراقيات في الفترة الماضية يذكر بأحداث مشابهة في إيران المجاورة جرت في العام 1999.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، اليوم، 2 تشرين الأول، ان الجدل لم ينته بعد بشأن اغتيال المودل العراقية تارة فارس في بغداد، حيث يعد جزءا من سلسلة أحداث عرفت باسم “اغتيال الحسناوات العراقيات”، إذ كانت رابع حالة بعد وفاة خبيرتي تجميل في ظروف غامضة الشهر الماضي، إلى جانب اغتيال الناشطة في مجال حقوق الإنسان، سعاد العلي بمدينة البصرة.
وأضافت أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، قام بعد سلسلة استهداف الناشطات النساء بإصدار أمر بالتحقيق في الملف المثير للجدل، والذي كان آخر ضحاياه عارضة الأزياء تارة فارس، التي أطلق عليها النار في العاصمة بغداد الأسبوع الماضي.
وبينت الصحيفة ان الإشارات من مختلف المصادر الصحافية تظهر أن الجهات التي تقف خلف هذه الاغتيالات قد تكون على ارتباط بميليشيات مدعومة من إيران مما يعيد للأذهان أحداثا مشابهة قامت بها جهات داخل إيران في التسعينيات من القرن الماضي.
وجرت في إيران خلال نهاية تسعينيات القرن الماضي، سلسلة اغتيالات قام بها عدد من الشبان الثوريين نالت من خمسة أشخاص قال موقوفون بتهمة الاغتيالات إنهم “كسروا حدود الله وكان يجب قتلهم”، في ظل صمت الحكومة التي كان يرأسها حينذاك الإصلاحي محمد خاتمي.
وأقدم ستة شبان تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاما باختطاف خمسة من الناس وقتلهم بطرق وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية حينها بـ”الوحشية”، قبل إلقاء القبض عليهم ليتبين لاحقا أنهم ينتمون لقوات “الباسيج” المسلحة التابعة للحرس الثوري، والذين قالوا في محضر المحكمة إنهم غير نادمين على قتل الضحايا لأنهم كانوا مفسدين في الأرض، على حد قولهم.
وقالت تقارير صحافية حينها بأن المتورطين الستة في الاغتيالات يتحدرون لعائلات مرموقة ومحسوبة على النظام الإيراني، ونقلت عن محضر التحقيق أن “الضحايا تم اختيارهم من بين الأشخاص الذين كانوا ينشرون الفساد في المجتمع الإسلامي”، ومن بين الضحايا امرأتان تديران صالوني تجميل، حيث أفاد أحد المتهمين في التحقيق بأنهما “كانتا تديران بيوت فساد والدليل على ذلك هو ظهورهما بملابس لا تناسب المجتمع المحافظ”، وهو ما يشابه إلى حد كبير وصف صحيفة “اللوموند” الفرنسية لتارة فارس التي كانت “متحررة أكثر من اللازم في مجتمع محافظ”.
ولم تكن تلك الحالة الوحيدة في إيران، إذ في العام 1999، كشفت مصادر عن قيام جهات متنفذة في الاستخبارات الإيرانية بتصفية العشرات من المثقفين والناشطين السياسيين في التسعينات في سياق ما يعرف بـ”التصدي لموجة المطالبات السياسية والفكر المغاير”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “ما حدث في العراق خلال الأيام القليلة الماضية أثار اهتمام الأوساط الإيرانية من منطلق أنه يستدعي مخاوف يتعايش معها الإيرانيون من الأحداث المؤلمة التي راح ضحيتها عشرات الناشطين والمثقفين.”