صحيفة الإندبندنت: تركيا وروسيا تستفيدان من عالم خطر لا حلفاء أو أعداء دائمين فيه

صحافة عالمية 04 أكتوبر 2021 0
Russian President Vladimir Putin and his Turkish counterpart Recep Tayyip Erdogan hold a joint press statement following their talks at the Kremlin in Moscow on March 5, 2020. (Photo by Pavel Golovkin / POOL / AFP)
+ = -

كوردستريت || الصحافة

 

نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا لمراسلها للشؤون الدولية، بورزو دراغي، بعنوان: “تركيا وروسيا تستفيدان من عالم خطر ليس فيه حلفاء أو أعداء ثابتين”.

ويقول الكاتب إن الرئيس التركي وصف العلاقات بين واشنطن وأنقرة بأنها الأسوأ على الإطلاق خلال 18 عاما من زعامته تركيا. اذ قال في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، بعد فشله في تأمين لقاء مع بايدن: “المسار الحالي لا يبشر بالخير”. واضاف: “النقطة التي وصلنا إليها في علاقاتنا مع الولايات المتحدة ليست جيدة”.

وبعد أيام قليلة، وصل إدوغان الى مدينة سوتشي الروسية واجتمع لحوالى ثلاث ساعات مع الرئيس فلاديمير بوتين لإجراء محادثات كان من ضمنها تأمين المزيد من المشتريات التركية لأنظمة الدفاع الروسية الصنع اس-400 التي أزعجت واشنطن وفرضت بسببها عقوبات. وأشارت الأحداث هذه بحسب مراسل الاندبندنت إلى أن تركيا كانت “تتحرك أعمق وأعمق في المدار الروسي”.

إلا أن دراغي أشار إلى أنه وفي الوقت الذي كان إردوغان فيه يتقرب من بوتين، كانت تركيا تضع اللمسات الأخيرة على صفقة رائدة مع كييف لبناء طائرة بدون طيار هجومية من طراز بيرقدار تي بي 2 على الأراضي الأوكرانية، كي تستخدمها القوات الأوكرانية ضد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا.

ووصف الكاتب ذلك انه كان “استفزازا للكرملين حتى الغرب لم يجرؤ عليه”، وأنه جاء بعد أن وافقت أنقرة على بيع 24 طائرة بدون طيار – والتي أثبتت فعاليتها المدمرة ضد القوات المدعومة من روسيا في سوريا وليبيا والقوقاز – إلى بولندا، على الرغم من اعتراضات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الناتو.

ويضيف الكاتب أن بين أولئك الذين يدرسون العلوم السياسية والعلاقات الدولية، كان كل الحديث في السنوات الأخيرة حول ظهور عالم “متعدد الأقطاب”، حيث تخلت الدول عن التحالفات القديمة بين الشرق والغرب أو الشمال والجنوب وعن شراكات مجزأة ومؤقتة لصالح المصالح الشخصية البحتة.

ويقول: “ربما لا يوجد مثال أفضل للعالم الخطر الذي لا توجد فيه لدى الدول تحالفات أو عداوات ثابتة أكثر من الروابط التي تربط وتفصل بين كل من تركيا وروسيا والغرب”.

لكنه يضيف ان الأمر الأكثر إثارة للجدل هو أن تركيا وروسيا من نواحٍ عديدة متورطتين في ما بينهما في صراع جيوسياسي لا مثيل له في دولتين أخرتين في العالم.

إذ “يشكل بوتين كابوسا لتركيا” في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، حيث قصف الأراضي الزراعية الجبلية والبلدات الصغيرة بضربات جوية تهدد بإشعال موجة نزوح جماعي أخرى للاجئين باتجاه الحدود التركية بحسب الكاتب. فيما “لعبت تركيا دورا مهما في هزيمة القوات الأرمينية المسلحة والمدربة من روسيا في حربها مع أذربيجان العام الماضي”. ويضيف أن التدخل العسكري التركي العلني أحبط مخططات موسكو بشأن ليبيا.

وأنهى الكاتب مقاله قائلا إنه في النهاية، ستصنع تركيا حلفاء مع الغرب أو الشرق. وذلك لأنها ببساطة تسعى وراء مصالحها الخاصة، مثل العديد من الدول الأخرى التي “ترفض أن تكون محاصرة من قبل تحالفات قديمة”.

وأضاف انه كذلك تفعل روسيا التي تفتخر بما تسميه سياسة خارجية “متعددة النواقل” متجذرة في المصالح الظرفية وكذلك تفعل أمريكا “بانعزاليتها الدائمة” وبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وفرنسا التي يبدو بحسب الكاتب أنها سئمت من حلف شمال الأطلسي ومتشوقة لإيجاد هيكل أمني بديل لأوروبا. (بي بي سي)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك