تحت العنوان أعلاه، كتب أنطون مارداسوف، في صحيفة “آر بي كا”، عن الأسباب التي جعلت القوات الموالية للأسد تتوجه للدفاع عن الأكراد في عفرين.
وجاء في المقال: إلى عفرين، جاء أنصار الأسد لمساعدة أعداء الأمس القريب- الأكراد.
ومن الجدير بالذكر أن المجموعة التي أرسلت إلى عفرين ليست من وحدات الجيش” الجيش السوري…إنما من قوات الدفاع الوطني. وقد تم إنشاؤها من قبل الإيرانيين في سوريا على نموذج ميليشياتهم “الباسيج” والكتائب الشيعية المؤيدة لإيران.
ويُظهر الرهان على هذه القوات أن السلطات في دمشق والأكراد في عفرين لم يستبعدا ضربات تركيا. وسبق أن تعرضت القوات التابعة لإيران مرارا لهجمات بلا رد من كل من تركيا والولايات المتحدة خلال العام الماضي. وإذا لم يتخل نظام الأسد عن فكرة دخول مدينة عفرين، فمن المرجح أن يتم الرهان على “تسلل” الميليشيات إلى هذه المنطقة. وذلك، من الناحية النظرية، ينبغي أن لا يؤدي إلى اشتباك مباشر بين أنقرة ودمشق.
وأضاف كاتب المقال: ابتعاد موسكو عن الوضع المعقد، تفسره أسباب كثيرة: عدم الرغبة في الخوض في تفاصيل تفكيك الوضع، الخشية من إفساد العلاقات مع الحلفاء التكتيكيين وفقدان الحد الأدنى من التفاعل مع الخصوم الاستراتيجيين.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون دور حفظ السلام مفيدا لموسكو. فحتى قبل بدء العملية التركية، كان من الواضح أن أنقرة سوف تكون قادرة على أخذ منطقة عفرين كلها، فقط بقوات عسكرية كبيرة، مع ما يترتب على ذلك من تكاليف وخسائر مقابلة. وربما في موسكو، مع فهمها تعقيد المهمة، دفعت أنقرة لنقل عفرين إلى القوات الحكومية السورية، بما أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل تهديدا مباشرا لتركيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط المتزايد حول عفرين يؤدي إلى زيادة الضغط التركي على الأراضي الكردية الأخرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وهذا بدوره يدفع الأخيرة إلى التفاوض مع دمشق، ما يقوّض الجهود الأمريكية لبناء “سوريا البديلة” في شرق البلاد. وهذا مفيد لروسيا.
وينتهي المقال إلى أن: فرصة دمشق هي تعزيز قوة مؤيديها في عفرين بأسرع ما يمكن إلى درجة لا تسمح للجيش التركي بالدخول في مواجهة مباشرة (معها). بعد ذلك، سيكون من الممكن الاتفاق على تقسيم الجيب الكردي مع الأتراك.وستتاح لروسيا فرصة جيدة لتصبح وسيطا. (روسيا اليوم)