صحيفة نيويورك تايمز : ترامب قرر ان يعيد دفعة واحدة العمل بكل العقوبات التي سبق ان رفعتها واشنطن مقابل التزام ايران عدم السعي الى امتلاك سلاح نووي

حول العالم 08 مايو 2018 0
صحيفة نيويورك تايمز : ترامب قرر ان يعيد دفعة واحدة العمل بكل العقوبات التي سبق ان رفعتها واشنطن مقابل التزام ايران عدم السعي الى امتلاك سلاح نووي
+ = -

(ا ف ب) يحدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء مصير الاتفاق النووي الايراني التاريخي، وقد ينفذ تهديده بالانسحاب منه رغم التحذيرات الدولية ما يثير مخاوف من فترة توتر شديد مع الحلفاء الاوروبيين ومخاطر تداعيات اخرى في العالم.

 

واوردت صحيفة نيويورك تايمز ان ترامب قرر ان يعيد دفعة واحدة العمل بكل العقوبات التي سبق ان رفعتها واشنطن مقابل التزام ايران عدم السعي الى امتلاك سلاح نووي.

وسيشمل قرار كهذا خصوصا البنك المركزي الايراني والعائدات النفطية لطهران ومن شانه ان يثير ردا غاضبا للسلطات الايرانية التي ستعتبر نفسها في حل من كل التزاماتها.

 

وبعد 15 شهرا من وصوله الى السلطة، يبدو ترامب مستعدا للانسحاب من هذا الاتفاق الذي ابرم عام 2015 في ختام 21 شهرا من المفاوضات الصعبة رغم معارضة قسم كبير من المجموعة الدولية.

وموقف الرئيس يحظى بمتابعة من كثب في الشرق الاوسط حيث يخشى كثيرون تصعيدا مع الجمهورية الاسلامية لكن ايضا، لكن على الجانب الاخر من العالم في كوريا الشمالية مع اقتراب القمة بين ترامب والزعيم كيم جون اون حول نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة.

 

ويقول كل الموقعين الاخرين على الاتفاق الذي يصفونه بأنه “تاريخي” إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بعمليات تفتيش في ايران تؤكد بانتظام التزام طهران ببنود الاتفاق الهادف لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الاثنين “نحن مصممون على انقاذ الاتفاق لانه يحافظ على الحد من الانتشار النووي”، فيما عبر نظيره الالماني هايكو ماس عن مخاوف من ان يؤدي فشل الاتفاق الى “تصعيد” في الشرق الاوسط.

 

وقبل بضع ساعات من اعلان قراره، تشاور ترامب هاتفيا مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي اكد لنظيره الفرنسي ان الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق، الامر الذي نفته الرئاسة الفرنسية.

وفي وقت سابق، هاجم الرئيس الاميركي مرة اخرى وزير الخارجية السابق جون كيري ابرز المفاوضين على هذا النص.

 

وقال في تغريدة متوجها الى جون كيري بالقول “ابق بعيدا عن المفاوضات جون، لا تسىء الى بلدك” في اشارة الى المحادثات التي اجراها كيري في الاونة الاخيرة مع عدة اطراف في هذا الملف.

ويبدو ان المحادثات المكثفة التي جرت منذ أشهر بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين وصلت الى طريق مسدود مع رفض برلين ولندن وباريس اعادة صياغة الاتفاق.

 

وكرر الاتحاد الاوروبي الثلاثاء التعبير عن دعمه للاتفاق النووي.

 

والتقى مسؤولون في بريطانيا والمانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي في بروكسل “وانتهزوا هذه الفرصة لتكرار دعمهم للتطبيق الكامل والفعال للاتفاق من قبل جميع الاطراف” كما قال الاتحاد في بيان.

 

ومن شأن قرار ترامب اعادة فرض عقوبات على ايران، أن يخلف تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة، إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الايراني المنهك أساسا، ويصعد التوترات في الشرق الاوسط ويوسع الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين.

– “ثغرات” –

ومنذ ان كان مرشحا جمهوريا للرئاسية، وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي ابرمته ادارة سلفه باراك اوباما، منتقدا وجود “ثغرات رهيبة” فيه.

في كانون الثاني/يناير، أمهل ترامب الاوروبيين حتى 12 ايار/مايو لتشديد بعض النقاط الواردة في الاتفاق: عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرفع التدريجي اعتبارا من 2025 لبعض القيود على الانشطة النووية الايرانية، لكنه انتقد الاتفاق ايضا لانه لا يتطرق بشكل مباشر الى برنامج الصواريخ البالستية الايرانية ولا الى دور طهران الذي يعتبره “مزعزعا للاستقرار” في الشرق الاوسط.

 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “مقتنع بأننا نتجه نحو قرار سلبي”، مشيرا الى ان باريس تستعد الآن “لخروج جزئي او كامل” للولايات المتحدة من الاتفاق.

وكان ماكرون زار واشنطن قبل اسبوعين في محاولة لاقناع نظيره الاميركي بعدم التخلي عن الاتفاق، مقترحا في الوقت نفسه التفاوض مع ايران حول “اتفاق جديد” يأخذ القلق الاميركي في الاعتبار. وأيدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هذا الموقف.

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الثلاثاء إن “الاتفاق ليس أفضل اتفاق في العالم” لكن “له عددا معينا من المزايا، من دون أن يكون مثاليا” والايرانيون “ملتزمون به”.

 

وأضافت “يجب استكمال الاتفاق، ومواصلة الدعوة من دون توقف من أجل تحسينه، سواء كانت الولايات المتحدة جزءا منه أو لا”.

وتبقى معرفة ما ستفعله ايران في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق.

حتى الان اعتمدت ايران مواقف متفاوتة بين التشدد والاعتدال. وقال أحد مستشاري مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الخميس ان ايران ستنسحب من الاتفاق اذا نفذت واشنطن تهديدها.

 

لكن الرئيس الايراني حسن روحاني اكد الاثنين ان بلاده يمكن ان تبقى في الاتفاق النووي الايراني حتى اذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه شرط ان يضمن الاطراف الاخرون تحقيق اهداف طهران.

وكان روحاني اعلن الاحد ان واشنطن ستندم “ندما تاريخيا” اذا انسحبت من الاتفاق.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك