. حمــيد خلــف :
.
.
إن الأمل فى تحقيق المستقبل الأفضل لاي شعب من الشعوب مرتبط ارتباطاَ و ثيقاَ بإيمان القائد نفسه بعظمة الشعب و هو العنصر الذى ينعكس على الشعب نفسه و يجعله يحرص على التمسك بالقائد لأنه هو الذى ايقظ و نمى هذا الشعور بقدراته الكامنة و شبعها بالأمل فى مستقبل واعد و مشرق و القائد البرزاني أعطى الشعب الكوردي ما لم يكن يملكه من قبل و هو الأمل و الثقة بالنفس و تجاوز المحن و الصعاب .
.
لذلك عندما نريد أن نكتب عن القائد البطل مصطفى البرزاني نشعر بأننا ترتجف من داخلنا لخوفنا المبرر أن نقصّر في مقاربة هذه القامة الأسطورية التي ملأت الدنيا و شغلت الناس .
.
و الإدراك المسبق لعدم التمكن من الإحاطة الكاملة بجوانب هذه الشخصية الثورية الساحرة و القدرة المذهلة على استشراف المستقبل التي تركت بصماتها في تاريخ الكورد الحديث .
.
و في تخليدي للذكرى ال /112 / لميلاد هذا القائد الاسطوري الخالد كان لابد من وقفة متأنية على أسرار عظمته . و هو يدخل التاريخ منذ أبصر النور و فتح عينيه على الدنيا فقد توقدت شعلة ذكائه الفطري . و تيقظت روحه التواقة إلى الكبرياء و رفض المهانة و الذل و الخنوع لشعبه . فكان رمزاَ للمحارب العظيم و المقاتل الشرس . لتكون قصة الثورة الكردية قصة مصطفى البارزاني الزعيم المحارب و الوصول إلی قلب القضیة الکوردیة .
.
و قد کشف خلال سنوات قیادته للحرکة الکوردیة عن خبرة و ذکاء دبلوماسي و حنکة عسکریة في بلوغه أهداف الشعب الکوردي . و کان یملك خبرة حیاتیة متکاملة . و یدرك تماماَ أسس بناء المجتمع الکوردستاني . فقد استطاع فعلاَ إدراك ضرورات ثورته و مقتضياتها . مدركاَ بعمق القائد المحنك طبيعة المعارك و أهدافها و استراتيجيتها و الظروف التاريخية المعقدة المحيطة بها . و خاض القتال في ريعان شبابه بالصعوبة البالغة التي زج نفسه و خيرة كوادره و مقاتليه في أتونها . مستهيناَ بكل الصعاب في سبيل الانعتاق و التحرر لشعب يأبى الذل و المهانة .
.
حيث جعلت منه الظروف قائدَا تاريخياَ فذاَ يقود الثورة ضد اعتى الديكتاتوريات المستبدة و کانت حیاته سلسلة من الحروب و النفي . مما لا شك فيه أن القائد البرزاني كان صاحب كاريزما جعلته الأكثر شهرةَ و شعبيةَ بين ابناء الشعب الكوردستاني فقد احتل مكانة مرموقة في قلوب الكورد . حيث كان و ما زال يمثل ايقونة النضال و الكفاح و الكرامة . هذا القائد الذي اشاد به ملايين الناس و تغنت به حناجر الشعراء و المغنيين ستبقى اساساَ للنضال الثوري عبر موروث من الحكمة و الدراية و التفاني و هي تراث قومي و وطني ساطع و نبراسا للشعب الكوردستاني لتحقيق الحرية و الكرامة .
.
كما و سيظل هذا القائد خالداَ مخلدا في ذاكرة كل كوردي في ارجاء كوردستان و سيظل مفترشا ذلك الحيز الذهبي في قلوب ابناء شعبه و ستكتب امجاده باحرف من الذهب على صفحات التاريخ . هذا القائد الأسطورة مهما تحدثنا عن تاريخ نضاله و نظمه القيادية نجد أنفسنا عاجزين على أن نفيه حقه .
.
إذ ما قدمه في سبيل حرية و كرامة شعب كوردستان هو أكثر بكثير مما يكتب في أسطر قليلة .
.
و ختاماَ أنحني و تنحني معي جميع الشعوب التواقة للحرية و الديمقراطية في العالم فخراً امام هذه الشخصية الثورية العالمية