
كوردستريت – روج أوسي /
.
في لقاء صريح و موضوعي مع الناشط السياسي والكاتب ” فاروق حجي مصطفى ” أجرته مراسلة شبكة كوردستريت الإخبارية ” روج أوسي ” حول مواقفه إزاء آخر المستجدات القومية والوطنية .
.
فحول تفشي ظاهرة الإختطاف بحق النشطاء , كما حدث مؤخراً في الدرباسية صرّح ” مصطفى ” لكوردستريت بأن ظاهرة الاختطاف؛ في الحقيقة باتت مخيفة، ومثقلة أيضاً، لم تعد أمراً يطاق . ولا يمكن قبولها , خاصةً, أنّ المنطقة الكُردية معروفة بأمنها وسلامة مواطنيها لدى الرأي العام، مشيراً بأنه حتى الأمس القريب كان شركاء الكورد يتحدثون على الملء عن الأمان في المنطقة الكوردية مقارنة مع المناطق السورية الأخرى، وكان ما يقال عن عنها موضع اعتزاز للكورد .
.
مضيفاً بأن الأمر لم يعد مثل السابق، و يشكك فيما إذا كان الرأي العام صار ينظر إلى المنطقة الكوردية مثلما كان ينظر في السابق، وحتى أن الكورد انفسهم باتوا ينظرون إلى الوضع بحذر وخوف … معبراً عن أسفه في أن التقارير التي ستتنسج من قبل المنظمات ستتحدث عن حالات الخطف والاعتقال في منطقة ” الإدارة الذاتيّة “، و ربما على نحو أكثر إخافة من المناطق الأخرى، فمنذ فترة، بات الخبر الأول هو خبر اعتقال صحفي ، وقبل فترة قصيرة كان الخبر هو خبر اعتقال نشطاء منظمات المجتمع المدني في كرداغ/عفرين، مع أنّ كل منظمات المجتمع المدني بالمناطق الأخرى خارج سيطرة النظام تعمل في وضع مستريح.
.
مستنتجاً بأنه لم يعد بالامكان القول أن هناك عمل صحافي أو مجتمع مدني حر في المنطقة، ولعل هذا هو المطب بعينه، وهو المطب الذي يُراد أن نقع فيه، مطب فقدان الحرية والأمان.
.
متابعاً بأن ن مدى الديمقراطية يقاس بمدى الحريّات، ولا يمكن أن تتحدث عن الحرية وفي نفس الوقت تقمع الرأي المخالف، أو صحافي ينظر ألى الواقع ليس كما ترى، وما فائدة قانون الإعلام أو القوانين الأخرى في لحظة أن التقارير تتحدث عن الانتهاك العام الماضي بحق 9 نشطاء , وفي بداية العام الجديد؛ اختطف أحد أهم الصحافي الحزبيين، جنكين عليكو، فقبل أيام كان يتم الحديث عن الإعلاميين المستقلين واليوم عن الإعلاميين على المستويين، الإعلامي الحر أو المستقل أو الإعلام الحزبي فكلاهما معرضان للاعتقال أو الاختطاف ” كل ذلك حسب تعبيره “.
.
وانطلاقاً من السابق فقد تمنى ” الكاتب الكوردي ” من إدارة منطقة “الإدارة الذاتية ” العناية الكبيرة , لعدم الإفراط في حملات الاعتقالات وكبح الأصوات المخالفة، وإلا سيُنظر إلى المنطقة الكوردية كما يُنظر إلى المناطق الأخرى على نفس المقاس وحين ذاك أنت قد أزلت التميّز أو التباهي بالحريات أو تتحدث عن الأمن والأمان ” وفق قوله ”
.
أما بخصوص تقييمه لدور المجلس الوطني الكوردي . خاصةً بعد نفي ” صالح مسلم ” وجود شيء اسمه المجلس الوطني الكوردي فقد أكد ” مصطفى ” لكوردستريت بأن المجلس الوطني الكردي ليس هو المجلس السابق، ومن الخطأ أن ينظر إلى وضع هذا المجلس كما السابق، ففي السابق كان ينضوي تحت لوائه غالبية الأحزاب الكرديّة الرئيسيّة فضلاً عن المستقلين، اليوم هو مجلس لعدد من الأحزاب… لافتاً في الوقت ذاته أنه لا مدى المستقلين الذين ينضوون تحت لوائه، وأنه بات يسمع بأحزاب المرجعية وغيرها.
.
وعن دور المجلس فهو لا يرى أي دور مميز خاضه المجلس الوطني الكردي، فهو فشل ليصبح شريكاً ل” تف دم” برغم من الاتفاقيّات التي تم توقيعها برعاية الرئيس مسعود البرازاني، وحتى إن كان السبب يتحمله الجزء الكبير” تف دم” بغرورها أو الفوقية التي تتعامل مع بقية الأحزاب , إنما هو أيضاً عجز عن ابتكار آلية ناجحة ليثبت نفسه ليس على مستوى الشارع فحسب , إنما على مستوى الأحزاب، حيث أن الأحزاب نفسها تتحدث عن جمود المجلس , وأيضا الشارع ناهيك عن” تف دم”. مستدركاً أيضاً بأن الأمر ليس كما يقرّ ” كاك صالح مسلم “، فالمجلس وإن كان أدائه بطيئاً وغياب دور مميز له , إلا أنه يشكل جزءاً هاماً من خريطة القوى السياسية الكردية، فهو كان حلم بنسبة للجميع , ومن المهم المحافظة عليه وتطويره , وأيضا العمل لأجل إعادة هيكلته لكي يكون أداة فاعلة وتنطلق بمشروع ناضج من خلال القراءة الدقيقة للواقع الكردي والبحث عن مكامن تفعيل القوى الحزبية والسياسيّة برؤى ومقاربة مختلفة ” على حد قوله “.
.
وفيما إذا كان يتوقع حل نهائي خلال المفاوضات المزمع انطلاقها قريباً بين المعارضة والنظام . أشار ” السياسي الكوردي ” أنه ليس بالإمكان التخمين على أنه هل ستنجح المفاوضات أم لا , ولكن السوريون أمام واقع سوري سيء الحال , معبراً عن شكه فيما إذا كان لدى السوريين قوى مضافة لدفع الأمور نحو التأزم , إلا إذا كانت هناك جهات دولية تساهم في ضخ عناصر بشرية والتسليح مرة أخرى , معتبراً ذلك أيضاً أمراً قد لا تقبله الدول , بحكم أن آثار الأزمة وصلت إلى عنق الأوربيين في بلدانهم، فقط هناك احتمال أن تتفاقم العلاقات السعودية الإيرانية نحو الأسوأ , وكل الخوف أن يكون ملعب صراع الدولتين في سوريا , حينذاك سيسوء الوضع وربما تفشل المفاوضات.
.
مضيفاً بأنه من قرأ وثيقة وقرار 2254 يلاحظ بأن الوثيقة تم صياغتها لأجل إنجاح المفاوضات … معبراً هنا عن اعتقاده بأن المعارضة لن تتمسك إلى آخر المطاف برحيل بشار الأسد , لكن هي متمسكة الآن فقط لتذهب إلى المفاوضات بحجة أقوى , لا تريد خسارة كل الأوراق قبل المفاوضات، فمن هنا، فمن مسؤولية الدول الراعية للمفاوضات , وأيضاً من الأهمية بمكان أن يكون السوريين معارضة والنظام إلى جانب خيار إنجاح المفاوضات , خاصة أن السوريين ضاق عليهم أرضهم , واليوم يضاق أكثر وهم لاجئون.
.
أما عن سبب عدم قصف النظام لقوات سوريا الديمقراطية رغم إدعائها بأنها معارضة له , فقد أكد ” فاروق حجي مصطفى ” بأنه منذ يوم الأول , وعندما كان ” ي ب ك” هي الوحيدة التي تقاتل الإسلاميين المتطرفين , ومن ناحية أخرى كانت أمريكا وأوربا تفكران بإصدار قرار باسم “جبهة نصرة” على أنه الإرهاب . الأنظار اتجهت إلى قوات “ي ب ك” وفيما بعد بركان الفرات، والآن ” ق س د” …
.
مضيفاً إن التحالف لا يقصف قوى الموالية للنظام أصلاً ، فالتحالف أسس لضرب داعش , وثم خرسان ونصرة، وغير ذلك ليس في الأجندة، أي أجندة التحالف أن تقصف القوى الأخرى، والآن استجد قوى دولية أخرى وهي روسيا فهي أيضاً لا ترى في “ق س د” قوى مهددة للنظام السوري، والحق لم تقل “ق س د ” يوماً بأنها ضد النظام، إنما قالت لمرات بأنها تأسست لضرب الإرهاب ما يعني بأن تطلعات الطرفيين التحالف و” ق س د” تطابقا , ولذلك ليس من مصلحة التحالف قصف ” ق س د” فضلاً ان “ق س د ” هي القوى الوحيدة المعروفة من حيث البنيان لدى التحالف ,وأيضاً لدى الروس، فالتحالف يعرف جيداً أن القوى الموجودة في ” ق س د” ليس لديها الرغبة في استمرار الأزمة وإنها غير قابلة لتبديل اللون أو التفريخ , بينما القوى الأخرى ” الكتائب الأخرى ” تغير من لونها بين ليلة وضحاها، وبحكم سوء المشهد لديها فهي قابلة لإيجاد تحالفات جديدة وأسماء جديدة , الأمر الذي يضعف الوثوق بهويتها وأيضاً بأهدافها . عدا عن الطائفية ولعل الغرب يتقززون جداً من العصبية الطائفية , فهم لا يرون نظام حليف ولا قوى لها صبغة طائفيّة , إنما “ق س د” هي قوى مركبة من تعدد ألوان، فالعشائر ترغب في نفوذ في منطقتها، والكرد أيضاً لهم رغبة في إدارة ذاتهم، وكذلك ثوار الرقة والآشوريين لهم أهداف واضحة وغير مستفزة غرباً , ولا أمريكيا , ولهذا السبب لم يقصف التحالف “ق س د”.