كوردستريت || عارف سالم
.
قال نضال السبع في حديث خاص لشبكة كوردستريت حول اخر التطورات في الساحتين السورية والكوردية ..
” السبع ” قال حول الوضع في عفرين “ان الاعباء الامنية والاقتصادية التي ترتبت على تركيا بفعل النزوح السوري ، ساهمت بشكل مباشر فى دفع الرئيس رجب طيب اردوغان لاتخاذ قرار التدخل مضيفاً ان حالة القلق التي يعيشها المجتمع التركي نتيجة تعاظم الحضور الكردي الامني والعسكري على الحدود السورية والتركية ، والخشية من تمدد الحالة الكردية الى الداخل التركي مما يهدد وحدة تركيا ، كل هذه العوامل مجتمعة ساهمت بدفع اردوغان لاتخاذ هذا القرار العسكري
.
السياسي اللبناني لفت في حديثه لشبكة كوردستريت ان المعارضة السورية المسلحة والتي تدور فى فلك التركي ، لا تستطيع الدخول الى عفرين ولا حتى السيطرة عليها منفردة ، الا اذا توفر لها دعم تركي مباشر كما يحصل الان فى عملية غصن الزيتون ، مضيفاً ان هذه الخطوة ، بحاجة الى غطاء اقليمي ودولي وهذا ما لم يكن متوفرا فى السابق
.
وعن دور النظام السوري في العملية العسكرية في عفرين قال ان “النظام السوري وعبر اعلامه اعلن بأن الجيش السوري ، سوف يتوجه إلى عفرين لكن بعدها لما نرى أي شي من هذا القبيل والكثيرون يقولون بأن الروس هي التي منعت القوات النظام السوري لذهاب من اجل دفاع عن سيادة سوريا” ؟
متساءلاً بالقول ..” ماهي الاتفاقية التي حصلت بين الأتراك والروس ماهو الهدف من ذلك ؟”
.
مشيراً ان “الجيش العربي السوري” ، يري ان من واجبه حماية الاراضي السورية بما فيها مدينة عفرين السورية ، من هنا علينا ان نفهم بيان الخارجية السورية والتي اعلنت منذ اليوم الاول للتدخل التركي ان هذا احتلال ووجود غير شرعي ،
.
المحلل السياسي اللبناني تابع بالقول .. كل هذا ما دفع “الحكومة السورية” لارسال القوات الشعبية السورية الى مدينة عفرين ، فى محاولة من جانب “الحكومة السورية” لافهام أهالي عفرين انهم ليسوا وحدهم فى هذه المحنة ، ولكن كما نعلم جميعا ، موضحاً ان التزامات “الجيش السوري” كثيرة ، خاصة انه يقود الان معركة كبيرة فى الغوطة الشرقية لتامين العاصمة دمشق من صواريخ جبهة النصرة والتنظيمات “الارهابية “..
.
اما بخصوص الاتفاق بين الاتراك والجانب الروسي أشار السياسي اللبناني في حديثه لشبكة كوردستريت ان ذلك ” يعود الى زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى انقرة بتاريخ 28 ايلول 2017 ، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، فى تلك الزيارة ، كرر بوتين امام اردوغان بضرورة عودة اللاجئين السوريين الى ديارهم ، فى الشمال السوري ، وهذا ليس موقفا روسيا جديدا ، بل انه نابع من حرص القيادة الروسية على وحدة سوريا ، وضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وخاصة ما يتعلق بعودة اللاجئين السوريين الى ارضهم ، فمن يتابع الاحداث ويعود الى التواريخ يجد ان العبادي تقدم نحو كركوك العراقية ثم تبعه الجيش التركي الذي دخل الى الاراضي السورية بعد هذه الزيارة مباشرة مضيفاً ان “الأمريكان قالوا بأنهم سينسحبون من محيط مدينة منبج لتسليمها إلى الأتراك”..
.
أعرب عن تساءله بالقول ..” هل نفهم بأن القوات الكوردية كانت ورقة بأيديهم وانتهت مهمتها ؟ أما أن الأمريكان يريدون جر تركيا لمستنقع الحروب في سوريا من أجل نقل الأزمة إلى داخل تركيا ؟
.
“السبع” أوضح بان تجربتهم مع الادارة الامريكية فى لبنان ، تثبت بما لا يدع مجالا للشك ، ان الادارة الامريكية لا تهتم لحلفائها سواء كانو عربا او كرداو حتى اتراك ، كل ما يهمها فى الشرق هو مصالحها فى النفط والغاز وطبعا امن اسرائيل الذي ياتي فى الدرجة والاولى ..
.
السياسي اللبناني و تمنى من ” الاخوة ” الاكراد عدم المراهنة على الموقف الامريكي ، الذي لم يحمي الاستفتاء الكردي فى كردستان ، ولم نراه يتدخل فى عفرين ، بل انه ترك الاخوة الاترك لمصيرهم ، وعليه لا بد من حوار كردي مع الرئيس بشار الاسد ، فهذه هي الضمانة الوحيدة لضمان حقوق الاكراد ، على قاعدة الحقوق الكاملة للاكراد داخل سوريا الموحدة والتي تتسع للجميع المكونات
.
و تعليقاً على العملية التركية في عفرين قال ” حتى الان تبدو عملية غصن الزيتون ، نظيفة من الناحية الامنية والعسكرية ،
.
مصيفاً ان الداخل التركي لم يتاثر ، ويبدو ان اردوغان استطاع توحيد الاترك حول هذه العملية ، كما ان الادارة الامريكية تبدو عاجزة امامه ، فهي لا تستطيع الضغط عليه ، حتى لا تخسر نفوذها فى تركيا لمصلحة روسيا ، التي نجحت بتاليب اردوغان على الدور الامريكي فى سوريا والمنطقة
.
مشيراً ان معركة عفرين الان تشكل بداية تقسيمات في المنطقة وجر السوريين إلى حروب كردية عربية لا نهاية لها ؟
.
لافتاً بانه كلما انتهت معركة عفرين بسرعة كلما تجنبنا الاحقاد والخسائر من الطرفين ، وكلما طال امد المعركة تعمقت الجراح ، وزرعنا احقادا فى نفوس الطرفين من الصعب علينا تجاوزها ، من هنا تاتي دعوتي للجانب الكردي لفتح حوار مباشر مع الحكومة السورية ، وفك الارتباط مع الامريكي ، الذي لن يستمر كثيرا فى المنطقة ، بفعل تفاهم القوى الاقليمية على تقويض الدور الامريكي فى المنطقة ، كلنا يتذكر ماذا حل بالقوات الامريكية عام 1983 فى بيروت ، عملية واحدة استهدفت المارينز ، كانت كفيلة بسحب القوات الامريكية فى كل لبنان ، مع العلم ان اسرائيل كانت تحت نصف لبنان فى ذلك الوقت ، ومع ذلك انسحبت القوات الامريكية ولم تستطيع ان تفعل شيئأ لحلفائها اللبنانيين والاسرائليين ، من هنا تاتي دعوتي للاخوة الاكراد لاعادة فتح الخطوط مع اللواء علي المملوك فى دمشق ، فهذا هو الضمان الوحيد
.
وحول رأيه عن دخول الثورة السورية إلى عامها الثامن وقرائته للمشهد السياسي اختتم الكاتب اللبناني نضال السبع حديثه لشبكة كوردستريت بالقول .. ” ان اسلمت الحراك السوري ، وتصدر القاعدة وجبهة النصرة اضافة لتنظيم داعش المشهد السوري ، افقد الحراك سلميته ، وجعل المجتمع الدولي يخشى من الوليد الجديد ، خاصة بعد ان شهد العالم عمليات ارهابية طالت المدنيين فى اوروبا ، كما ان اسقاط النظام بالصورة التي كانت مطروحة فى 2012 ، لم تعد موجودة مطلقا ، حتى مسار جنيف والذي يرعاه السيد ستيفان دي ميستورا ، استبدل بيان جنيف 1 ، بالقرار الدولي 2254 ، والذي يتحدث عن حكومة تشاركية ، بدلا من الصيغة الالغائية التي كانت مطروحة فى بداية الازمة”