ايها الحضور الكريم..
في السابع من هذا الشهر يصادف الذكرى الثانية لاستشهاد عميد شهداء الثورة السورية العظيمة مشعل تمو ,حيث أقدم النظام وشبيحته على اغتياله بدم بارد واسلوب ارهابي جبان ظناُ منهم انهم سيخمدون الثورة في المناطق الكردية. تمر هذه الذكرى و لا زال الشعب السوري بكل مكوناته يقدمون الشهيد تلو الشهيد قربانا لثورة الحرية و الكرامة. غادرنا ابو فارس لكن روحه بقي في جيل الشباب اللذين كانوا يقودون المظاهرات و التي كانت مشتعلة في جميع المناطق الكردية منذ الاسبوع الاول من شعلة اطفال درعا و يخطأ من يقول بأن الكرد لم يشاركوا كما يجب و هذا اجحاف بحق الثورة السورية و بحق الكرد خاصة فثورة الكرد اشتعلت في 12 آذار 2004 ضد النظام حيث هب الشعب الكردي في كل مكان من قامشلو الى عامودا الى عفرين فحلب و دمشق حيث وصلوا الى مقربة من قصر الطاغية ,ولأول مرة منذ عقود تم كسر حاجز الخوف الرهيب و تم تحطيم صنم الاب المقبور لكنه و للاسف الشديد كان الكرد وحدهم في الساحة و لم يلبي احدا من ابناء الوطن النداء الخالد من الشعب الكردي بل العكس فقد اتهم الكرد باتهامات باطلة كالانفصال والنيل من هيبة الدولة و وصلت حتى الخيانة ومع ذلك لم يهدأ الحراك ضد النظام حتى اندلاع الثورة وناضل الشهيد مشعل و بلا هوادة قبل انطلاقة الثورة في الدفاع عن حرية و كرامة الشعب السوري و مدافعا صلبا عن القضية الكردية وعن حقوق الشعب الكردي في سوريا فدخل السجون لكنه بقي شامخا صلبا لم ينكسر بل ازداد صلابة في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي و قد قالها و بصوت عال :أرفض ان أمحو قوميتي ليقبلني هذا و ذاك و ليصفني هذا بالاعتدال و ذاك بالديمقراطي فلا مساومة على وجودي القومي و هويتي سواء رضي العروبي ام رفض أما ما من يريد شراكة فعلية و مساواة عملية فاعتقد بأنني لا زلت بشكل او بآخرأجد نفسي شريكا كامل الشراكة معه و طبيعي ايضا أن المرء عندما لا يجد حاضنة وطنية ينكفئ الى حاضنته الكردستانية و فيها لست وحيدا و هي ليست قوقعة بل فضاء قومي حدوده حدود الوطن السوري غير الملتبس أو المعربن.
غادرتنا مبكرا يا مشعل فأنت كنت العمود الفقري و نواة المعارضة السورية و انت الذي افتتحت مؤتمر مجلس استنبول عبر السكايب من قلب دمشق و ليس من قلب الفنادق , لكن هذا المجلس خذلك و تحول الى مجلس الفنادق و ليس مجلس الخنادق و سيطر لون واحد على جميع مفاصل حياة هذا المجلس و اصبحوا يبتعدون عن الثورة يوما بعد يوم و لم يلتفتوا الى الداخل لتوحيد الصفوف في وجه الطاغية و تشكلت كتل كثيرة و مؤتمرات عديدة و كل جهة يتبع جهة ما , في الوقت الذي كان الشهداء بمئات الآلاف و المجازر في كل مكان .
لقد ارتكب المجلس الوطني السوري و من بعده ائتلاف قوى الثورة و المعارضة خطئا استراتيجيا في اللحظات الاولى من تشكيل الجيش الحر اذ لم يقوموا بتوحيد جميع الفصائل تحت امرة قيادة موحدة لمنع انفلات الفصائل المتشكلة حديثا من العبس بالثورة و تحريف مسارها و قد نبهنا نحن قبل عام و نصف و طرحنا على بعض المعارضين من اصحابي القرار و قلنا ما هو سبب غياب اعلام الثورة ولماذا يتم استبدالها باعلام سوداء و الوان اخرى كما نبهنا منذ البداية من خطر ظهور الفصائل الاسلامية المتطرفة و ان خطرهم على الثورة لا يقل عن خطر النظام و قتها اتهمنا بعض المعارضين باننا ضد الاسلام لأننا قلنا ان جبهة النصرة منظمة ارهابية و هي تعمل لصالح النظام و جبهات اخرى على شاكلتها كداعش و اخواتها و كلها تعمل تحت قيادة المخابرات السورية و يوجد لدينا دلائل على ذلك ,فبدل ان تتجه و تزحف نحو دمشق فانهم اختاروا طريقا في الاتجاه المعاكس و توجهوا الى المناطق الكردية و استباحوا الدم الكردي و القتل على الهوية لكنهم سيندحرون على اسوارنا .
لقد استفاق متأخرا من غيبوبته القيادة المشتركة للجيش السوري الحر و وجه انذارا اخيرا كما سموه الى الجماعات المتطرفة لكن هل ستستجيب هذه الفصائل لندائهم في الوقت الذي هم سبقوهم باصدار بيان موقع من ثلاثة عشرة فصيلا اسلاميا متطرفا يؤكدون عدم اعترافهم بالائتلاف و الجيش الحر ,معادلة صعبة و ليس من السهل حلها.
قضيتنا ايها الاخوة اصبحت معقدة و للاسف نحن السوريين ساهمنا مساهمة كبيرة في تعقيدها عندما سلمنا مفتاح الوطن الى خارج حدود الوطن و تحولت ثورتنا الى كرة تتداولها الدول فيما بينها و اصبحوا يفكرون عنا ويقررون عنا و يعقدون صفقات على حساب الدم السوري ,و قد خذلونا جميعا ممن يسمون انفسهم اصدقاء الشعب السوري فلم نسمع منهم سوى تصريحات نارية و خطب رنانة و مواقف متذبذبة كموقف الرئيس
الامريكي المتردد في جميع قراراته و عدم وفائه بوعوده تجاه الشعب السوري و هو الذي اختزل القضية السورية من قضية شعب و ثورة الحرية و الكرامة الى قضية نزع الاسلحة الكيماوية و اعاد للاسد الشرعية مرة اخرى و كأـنه يقول للاسد مسموح لك قتل الشعب السوري بكل السبل و بكافة انواع الاسلحة لكن رجائي منك لا تستعمل الكيماوي .
ها هو جنيف 2 على الابواب و اننا واثقون بان ائتلاف قوى الثورة و المعارضة لا تعرف تفاصيل ما يجري خلف الكواليس و هي باختصار اتفاق روسي امريكي بقيادة و نكهة روسية خاصة و هذه هي المرة الاولى التي لم تتخلى روسيا عن حليف لها لقد سبق و تخلى عن يوغسلافيا و لاحقا صربيا و هذه المرة لم تتخلى عن النظام السوري لا لأنها اصبحت قطبا ثانيا في العالم بل لأن الادارة الامريكية هزيلة و مترددة في جميع قراراتها و المجتمع الدولي متفرج.
ايتها الاخوات والاخوة
رغم الآلام والمآسي ورغم الدماء ومئات اللآلاف من الشهداء ومئات الالاف من المعتقلين والملايين من المهجرين والدمار الهائل الا أن ايماننا بشعبنا كبير و بثورتنا عظيمة و ان الشعب السوري بكافة مكوناته قادر على النصر المبين باذن الله لكن علينا التكاتف والتوافق فيما بيننا و الابتعاد عن الانانية للحفاظ على اللوحة الفسيفسائية السورية الجميلة و هذا يتطلب 1 – ارادة صادقة باعادة هيكلة الجيش الحر و دعوة جميع الضباط المتواجدين في المخيمات في الاردن وتركيا فهذا لا يليق بضباطنا و الاستفادة من خبراتهم. 2 – تنظيف الجيش الحر من الفصائل الدخيلة عليها وبالاخص الفصائل الاسلامية المتطرفة .
3 – الفضح و التشهير بكل الفصائل التي لا تؤمن بمبادئ الثورة السورية و طردهم.
4- الاعتراف الدستوري الصريح و الواضح بالقضية الكردية كقضية ارض و شعب ضمن سوريا دولة تعددية فدرالية لا مركزية موحدة تضمن حق جميع مكونات الشعب السوري.
لقد هب الشعب السوري ضد هذه الجبهات الارهابية في الرقة و تل ابيض و دير الزور و اعزاز و مدن اخرى لأن هذه الجبهات بعيدة عن اخلاق الشعب السوري المتمدن الحضاري و المتسامح كما وقف الشعب الكردي في وجه هذه القوى الظلامية التي استباحت الدم الكردي على هويته لنكهم سيندحرون حتما على اسوار مدننا.
ايها الاخوة
ان الشعب الكردي جزء من هذا النسيج الجميل للشعب السوري و قدم الغالي و النفيس من اجل سوريا منذ الاستعمار الفرنسي و حتى يومنا هذا و في العقد الاخير قدم قافلة من الشهداء قربانا للحرية و الكرامة لكن الشعب الكردي عانى الأمرين على يد هذا النظام واستبشرنا خيراُ بشعلة الحرية و الكرامة من درعا و ان الفرج قادم و هو قادم لا محال و منذ بداية الثورة السورية انعقد المؤتمر الاول للمجلس الوطني الكردي ممثلا شرعيا للشعب الكردي لقيادة المرحلة الصعبة و عمل المجلس جاهداُ بطرق ابواب المعارضة السورية لعرض قضيتهم و الوصول الى توافق لكن طوال هذه الفترة من عمر الثورة لم نجد آذان صاغية بل سمعنا اصواتاُ شاذة و حاولوا حصر القضية الكردية بحق المواطنة وهذا ما يرفضه الشعب الكردي جملة و تفصيلا الى ان توصلنا في النهاية الى حل يرضي جميع الاطراف رغم بعض الاصوات الشاذة من هنا و هناك و انضم المجلس الوطني الكردي الى ائتلاف قوى الثورة و المعارضة و هذا بالتاكيد يعطي ذخماُ و دفعاُ جديدا للثورة السورية .
نحن في المجلس الوطني الكوردي مؤمنون بان في سوريا الجديدة لن يكون هناك مكان للتطرف ولا مكان للطائفية المقيتة بل ستكون سوريا حرة ديمقراطية تعددية موحدة.
المجد و الخلود لعميد شهداء الثورة السورية ولشهداء الثورة السورية
عشتم و عاشت سورية اتحادية
و السلام عليكم