كوردستريت – جيان عامودا / و ما أن أنهىت القوات المشتركة تحرير مدينة كوباني واستعادة اكثر من 320 قرية وبلدة ومن ثم تحويل جزء من المدينة الى متحف كتعبير عن التضحيات التي قدمها المقاتلين الكورد داخل المدينة حتى عجّت مواقع التواصل الاجتماعي ومنذ ايام ، بوسوم وهاشتاغات مشتعلةً مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات بين السخرية والصدمة عقب الاعلان في كوباني بعد تحويل قسم من المدينة الى متحف .. ، فيما تصدّرت هذه الوسوم على “تويتر” قائمة الوسوم المستخدمة، بعد ساعات قليلة من نشر الخبر على صفحات التواصل الاجتماعي وبشكل مكثف .
.
وبداية كتب الناشط الاعلامي مصطفى عبدي من اهالي كوباني على صفحته الشخصية موضحاً ذلك بانها ليست القصة، قصة متحف، وإنما المسألة هي إلى متى سيكون شعبي بلا رأي وقرار؟
.
وتساءل “عبدي” قائلاً .. والى متى سيكون مصادر الحياة ومسلوب الإرادة ومصلوب الفكر.
مضيفاً بان الناس في كوباني الآن يحلمون بحياة الجحيم التي كانت قبل 15 سبتمبر، كما كانوا يفضلون العودة ايضا لاستبداد ما قبل 15 آذار للبؤس والجوار الذي لاقوه باسم الثورة.
.
اما المجلس المحلي في كوباني التابع للمجلس الوطني الكوردي فقد عبر عن رفضه تحويل قسم من المدينة الى متحف معتبرة ذلك ب” خطوة خاطئة”، مذكرا بالتاريخ وتدمير العديد من المدن التي سرعان ما أعيد إعمارها مع وضع نصب تذكارية تمجد مقاومتها.
.
اما القيادي في حزب الديمقراطي الكوردستاني – مصطفى عطي (ابو ارام ) فقد رد على نفس الموضوع قائلاً ..كوباني : ريحت الكوبانين من همهم حيث لم تقدر داعش الارهابي لخراب كل منازلها ولكنكم قدرتم تحويلها كاملا الى متاحف وصوتم كالتصويت السائد سوريا في انتخابات الاسد 99 بالمائة . على طريقة ابو سليمان والقنيطرة .
.
فيما قال الكاتب احمد قاسم على صفحته حول هذا الموضوع واصفاً القرار ب (العبثية ) و إرتجالية و إقلال من قيمة التضحيات اللامحدودة.. بحسب تعبيره ,
واشار الكاتب الكوردي بان دماء الشهداء و أرواحهم أمانة لا تقدر بثمن, وهي من تحصن القيم و تنير الفكر لتقديم أبهى صورة لتضحياتهم من خلال جعل ما ترمز لهم أجمل و أبهى في بناء صرح رمزي.. لا أن يترك الأنقاض و القمامة ترمز إلى روحهم التي ضحت من أجل حياة أفضل لشعبهم و بأجمل صوره.
.
مضيفاً بان جمالية كوباني في خلاصة تضحية أبنائها, وليس في قرار عبثي يقلل من شأن ما حلت بكوباني من مآسي.. رائحة نتنة تنتشر في سماء هؤلاء الذين يستثمرون تلك الدماء لغايات لا تمس بصلة لما ترمز لأرواح الشهداء.
.
اما الروائي جان دوست فقد سخر من ذلك قائلاً ..
“متحف كوردي تبع نحن مقاومةلا بد ياكل هوا مخالف. ليش يرفع سوطك على داعش مو ياخد ناموصك تروح يرفع صوط عل حامي شرفك”!
نموذج من الردح المقاوم
.
كما سخّر الكاتب عبدالجبار شاهين من ذلك قائلاً …
“أزمة خانقة على المكاتب السياحية الفرنسية التي أعلنت عن تسيير رحلات سياحية إلى كانتونة كوباني الجماهيرية الديمقراطية الاشتراكية الشعبية البروليتارية العالمية العظمى منذ يومين بعد سماع نبأ اقامة المتحف في كوباني ..
.
من جهته استغربت فعاليات المجتمع المدني في كوباني من مثل هذه الأطروحات التي تفتقر الى ادنى رؤى قانونية و تاريخية و حتى سياسية تتسم بحكمة ..
.
وقد عبرت عن رفضها وشجبها مثل هذه المشاريع و القرارات التي لا تمثل إرادة الكوبانيين بل و تخلق المزيد من النفور و الكراهية كما دعت الإدارة الذاتية الى الأهتمام بأمور هي أولى من البحث عن اليات التوافق و تقديم رؤى تصب في خانة اعادة الحياة و العمران و الوفاق الاجتماعي و المدني و السياسي لخلق حوافز لعودة الأهالي و خاصة في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها و التي نحن أحوج الى التعاون و التكاتف.
…………………..
بامكان جميع متابعي كوردستريت المشاركة والتعليق …