دراما المجلس الوطني الكردي
.
منذ تشكيل المجلس الوطني الكردي في مدينة قامشلو 26/10/2011 و بتركيبة متنوعة ضمت اثني عشر حزبا كرديا و مكون المرأة و المستقلين و الشباب من جميع انحاء روج آفا ظهرت صراعات و خلافات داخل هذا المجلس بين مختلف الفعاليات ، قدمت هذه الصراعات صورة سيئة للعمل السياسي الكردي و لم تقدم إنجازا مفيدا للجماهير الكردية التي ظلت متأملة الافضل دون جدوى .
.
و نتيجة لهذه الصراعات و بعد تشكل الاتحاد السياسي المكون من اربعة احزاب اخذت الخلافات تزداد حدة مع محاولة الخيرين من مكونات المجلس وأد هذه الخلافات و السير بالمجلس نحو بر الامان ، و كان اول نتائج هذا الصراع إبعاد ثلاثة احزاب كردية من المجلس و هي ( اليسار الديمقراطي – اليساري – الكردي السوري ) تحت حجة انضمامهم للادارة الذاتية الديمقراطية . و بذلك تقلص عدد الاحزاب الى تسعة احزاب و عدد اقل من المستقلين الذين فقدوا الامل في العمل الجاد تحت مظلة المجلس . بقيت الامور بين مد و جزر و تحول المجلس إلى ناد سياسي يجتمع اعضاؤه لتبادل الاراء حينا و الاتهامات حينا آخر مع محاولة البعض منهم السيطرة على مقدراته التنظيمية و المالية و الادارية . و هذا ما شل دور المجلس الايجابي و ابعده عن التفاعل مع جماهيره
و بعد الهجمات الارهابية على مدينة كوباني الصامدة برزت الحاجة الملحة إلى وحدة الصف الكردي بجميع الوانه و اطيافه و بجهود مباركة من السيد مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان و دعم و مساندة الاحزاب الكردستانية تم عقد اتفاقية دهوك 22/10/2014 بين المجلس الوطني الكردي و حركة المجتمع الديمقراطي فاستبشر الناس خيرا . لكن خيبات الامل سرعان ما ظهرت اولا بعد تأخير انتخاب اعضاء المرجعية السياسية الاثني عشر مدة اربعين يوما في عملية اقصت الكثير من مكونات المجلس المرأة الشباب عفرين / كوباني المقاومة / و كانت مرحلة انتخاب الاعضاء الستة المتممين للمرجعية من الطرفين هي / القشة التي قصمت ظهر البعير / حيث اتهم المجلس الوطني الكردي ثلاثة احزاب في المجلس و هي ( الوفاق – البارتي – الوحدة ) (بالخيانة العظمى ) بحجة تصويتهم لقائمة ( tev – dem ) و اتخذ قرار ماراثوني و بسرعة غريبة بالنسبة للمجلس بابعاد الاحزاب الثلاثة في اجتماع افتقر للشرعية التنظيمية و لم يستند الى اي اساس قانوني في اتهاماته فوصل عدد الاحزاب في المجلس الى ستة احزاب .
.
تذكرني هذه الاحداث بدراما سورية ايام زمان على شكل ثلاثية و هي عمل يتكون من ثلاث حلقات تحفل باحداث مكثفة . سؤال يلح علي : من هي الاحزاب الثلاثة التي ستفصل في قادم الايام و هل دراما المجلس الوطني الكردي بحاجة الى ثلاثيتين فقط لتنتهي و ينتهي معها المجلس الوطني الكردي على مبدأ ( ما في حدا احسن من حدا )
بقلم
ام كاوا