كوردستريت|| نازدار محمد
.
تصاعدت خلال هذه الأيام ،حدة التوتر بين تركيا والوحدات الكوردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية ” قسد” ،لاسيما في منبج ومناطق شرقي الفرات من كوباني وحتى تل أبيض.
ورافق هذه التصعيد، إستهداف القوات التركية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة لعدد من القرى والمواقع التابعة للواحدات الكوردية في ريف كوباني الغربي والشرقي، والمعبر الحدودي في تل أبيض ، ما أدى إلى سقوط ضحايا.
.
ويأتي هذه التصعيد بعد أيام من إنعقاد القمة الرباعية بين تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في أسطنبول، وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إتخاذ تركيا الاستعدادت اللازمة لإجتياح مناطق شرق الفرات لملاحقة ما سماهاب ” التنظيمات الإرهابية”.
.
وبالتزامن مع هذه الأحداث ، بدأت تركيا وأمريكا فعلياً بتسيير دوريات عسكرية مشتركة في المنطقة الفاصلة بين قوات درع الفرات في جرابلس ،ومجلس منبج العسكري في منبج ،بهدف فرض الأمان في المنطقة ومنع حدوث أية إشتباكات أوخروقات بينهما.
.
كما صرح المسؤولون الأمريكيون ، بأن أمريكا تواصل جهودها للتخفيف من حدة التوتر الحاصل بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية ، حيث بدأت اليوم الجمعة بتسيير دوريات مراقبة على طول مناطق التوتر في كوباني وتل أبيض.
.
وللوقوف أكثر على جوانب وحيثيات هذا الموضوع، توجهت شبكة كورد ستريت إلى عدد من السياسيين والقياديين العسكريين بالسؤال التالي :كيف تقرا المشهد السياسي والعسكري في ريف منيج بعد تسيير تركيا وأمريكا دوريات مشتركة ،وما يحدث حالياً على حدود كوباني مع تركيا.
.
ابراهيم قفطان رئيس حزب سوريا المستقبل قال في حديث خاص لكوردستريت بان ليس هناك أي توافق أمريكي تركي، ولكن مانراه بأن أردوغان ،فقد كافة الأوراق في سوريا، وروسيا تطالبه بالخروج من إدلب والمناطق الأخرى ، مشيراً إلى أن هناك اتفاق روسي تركي، بتسليم المناطق المسلمة من قبل تركيا إلى الكتل الارهابية ،وكذلك لاتستطيع تركيا وفرنسا وألمانيا 0وروسيا بالعمل بموضوع إعادة الاعمار، وكذلك مايخشاه اردوغان، بأن هناك أكثر من 5 ملايين سوري سوف يهجرون ،إذا حدثت معركة إدلب، ولن يكون هناك ملاذ لهم إلا تركيا .لذلك يقوم أردوغان بخلط الأوراق والضغط على الأمريكان ،من خلال ملف الشمال الشرقي من سوريا ،وكانه يريد أن يرسل رسالة، إما أن تكون ادلب مستقرة ،وإما أن أقوم بفوضى في كامل سوريا، ونحول المناطق الآمنة إلى مناطق صراع عسكري …
.
وتساءل “قفطان ” لكن هل سينجح أردوغان بهذا … ؟؟نقول: لن ينجح لأنه يلفظ أنفاسه الآخيرة في الملف السوري وفقد كافة الأوراق …
.
بدوره نفى السلطان أحمد ابو عراج نائب القائد العام لجيش الثوار تكرار تجربة عفرين ، مضيفاً أنه لم ولن تتكرر في كل الجغرافيا السورية، والانتهاكات التي حصلت، لم تحصل في كل سوريا في مناطق المعارضة والموالاة.
.
وأشار أبو عراج ، إلى 9أن التصعيد التركي على شمال شرق سوريا، ماهو إلاجعجعات اعلامية ،وحرب نفسية في خارج جغرافية شمال سوريا، ولن تحصل إلا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي .
.
وقال : إن روسيا ليس لها حق الفيتو، وليس لها الحق أن تعطي الضوء الأخضر، لأنها كهربائها ليست من شرق الفرات حتى تعطي الضوء أو لا تعطيه بجميع ألوانه منوها ،أن التحالف الدولي ،يمكن أن يتفق مع تركيا بأمور سياسية وليست عسكرية في شرق الفرات .
ودعا القيادي في جيش الثوار جميع القاطنين في مناطق شرق الفرات ،وخاصة مناطق نفوذ قسد من عسكرين أو مدنيين ، إلى عدم الإنجرار وراء الشائعات الإعلامية التي لاأصل لها ولا وجود.
.
من جهته قال الكاتب والمحامي مصطفى مستو :
أعتقد أن مايجري الآن في شرق الفرات لايخرج عن السياق العام في المآلات السورية، والتي تتحكم بها المصالح الدولية ،وبالأخص الدول الواضعة اليد على الملف السوري ،كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والدول الاقليمية ، تركيا وايران .
.
وأكد مستو ، أن مايجري الآن ، لايخرج عن إطار إرادة ومصالح تلك الدول ،بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لتركيا، بإعتبارها الدولة الفاعلة في حلف الناتو ،وهذا يستتبع حكماً بأن تركيا لن تقدم على أية خطوة دون توافق مع الدول المعنية بالشأن السوري .
.
ونوه ،إلى أن مصير شرق الفرات، لن يختلف عن غرب الفرات في إطار هذه التوافقات، فضلاً عن اتفاقية أضنة التي تجيز لتركيا بالدخول إلى الأراضي السورية ،وبعمق مابين 35 و40 كم لملاحقة المنظمات التي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي التي تعتبر حزب العمال الكردستاني المسيطر على شرق الفرات بسوريا ، كمنظمة إرهابية ،ومدرجة على لائحة الإرهاب دولياً. هذا الحزب الذي لايتوانى لحظة في اظهار سيطرتها على الشمال السوري في شرق الفرات.
.
الكاتب السياسي شمس الدين أبو هاوار أوضح ، أن تركيا الراهنة ملزمة بتنظيف مخلفاتها السابقة، فهي بدأت بتقليم الأتاتوركية، وستنتهي بتنظيف أقذر أداة من أدواتها ال ب ك ك.
.
ولفت أبو هاوار ، إلى أن تركيا الأتاتوركية ،هي التي صممت ال ب ك ك للقضاء على الوجود الكردي، وهي التي تدير مختلف التنظيمات التابعة له حتى الآن، وهي التي تستخدم ال ب ي د لتقديم الذريعة تلو الذريعة لتركيا ،لتنفيذ أجنداتها العدوانية بحق الشعب الكردي، لكنها اليوم ستضطر إلى إنهاء مهزلتها.
.
وتابع : كما أن أمريكا ألزمت النظام السوري بطرد أوجلان، ومن ثم اعتقاله وتسليمه إلى النظام التركي وقالت له: هذا رجلكم استلموه الآن، مطلوب من تركيا إكمال مهمتها وتنظيف ال ب ك ك من سوريا وقنديل، ليس لأن تركيا راغبة بذلك، وإنما لأنها مضطرة للتأقلم مع المتغيرات القادمة والنظام الإقليمي الجديد.
.
وأشار إلى أن النظام الإقليمي القديم الذي تأسس مافيوياً، هو قيد التصفية الآن، وأهم واجهاته هي القاعدة وال ب ك ك وحزب الله، ومن خلفهم الآتاتوركية وتنظيمات البعث والملالي، وبما أنه لا مكان للمافيا في النظام الجديد، فإن الدول التي لا تقبل التخلي عن أدواتها المافيوية، ستؤول إلى الزوال مع أدواتها تلك منوها إلى أن النظام التركي نظام خبيث، لا بل فائق الخباثة ، ومن المتوقع أن يتخلص من أدواته تلك.
.
وأكد ، أن تركيا مندفعة ،ليس فقط بضوء أخضر أمريكي، وإنما بدفع أحمر أمريكي ليس إلى شرق الفرات وحسب، وإنما ستندفع إلى كهوف قنديل أيضأ.
.
بدوره دعا الكاتب والسياسي الكوردي بير رستم إلى تغليب المصلحة الوطنية على الخلافات الحزبية قائلاَ:
.
بقناعتي لا هذه ولا تلك ، رغم أن من مصلحة الروس أن تكون هناك مواجهة تركية كردية شرق الفرات، وبالتالي إحراج الأمريكيين، وعرقلة مشاريعهم بالمنطقة، لكن بالتأكيد ليس من مصلحة الروس والنظام دخول الأتراك واحتلال شرق الفرات، وكذلك ليس من مصلحة الإيرانيين حصول هكذا سيناريو تقطع عليهم جغرافية الهلال الشيعي النفطي..
.
وأضاف رستم، أنه بخصوص الضوء الأخضر الأمريكي، ليس هناك مؤشرات حول ذلك، بل بالعكس وجدنا التصريحات الأمريكية، إن كانت من الخارجية أو الدفاع، تبدي “قلقها” من الهجوم التركي، وتحاولان حل القضية من خلال الحوار، ودون تصعيد الموقف عسكرياً بشكل يخرج عن السيطرة عليه ،وقد أرسلت القوات الأمريكية بعض الآليات والجنود لتسيير دوريات مشتركة مع الجيش التركي في المناطق التي تفصل بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات درع الفرات.
.
وأكد ،أنه رغم جدية التهديدات التركية بخصوص الهجوم، ليس الأخير فقط وضمن جغرافية شرق الفرات أو عموم وروجآفاي كردستان، بل حتى بالنسبة لإقليم كردستان وأي بقعة أخرى من الجغرافية الكردستانية، ستكون قائمة دائماً وعلينا أخذها بعين الاعتبار ،وذلك نتيجة لسياسات تركيا المعادية لأي مشروع وطموح كردي، بل ل”خيمة كردية”، كما صرح بها أحد رؤساء تركيا، وبالتالي علينا أن نأخذ تلك التهديدات بجدية، وإن كنّا لا نعتقد بإعادة سيناريو عفرين على الأقل في الوقت الحاضر.
وقال: لو كانت هناك سيناريوهات مشابهة، لم وجدنا تحركاً سياسياً وديبلوماسياً من جانب الأمريكان لتهدئة الأوضاع، بل كنّا رأينا انسحاباً لقواتهم العسكرية من تلك المنطقة ،وذلك تفادياً لأي مخاطر محدقة بجنودهم وهكذا، وبقناعتي سوف تحل القضية ضمن إطار توافق أمريكي روسي إقليمي لحل الملف السوري، وربما تكون هذه فرصة لنا نحن الكرد بأن نضغط على طرفي الحركة الكردية ،وجعل المجلس الوطني شريكاً سياسياً في الإدارة الذاتية، وبذلك نسحب البساط من تحت أقدام الساسة الأتراك..
.
شفان خابوري المتحدث باسم حركة المجتمع الديمقراطي في الخارج بين، أن التصعيد التركي يتزامن مع انتهاء دور داعش الحيوي في شرق سوريا ،وتركيا تستفيد من التتاقضات الروسية الأمريكية ،وحتى التناقضات الدولية حيال الأزمة في سوريا ، وذلك باحتلالها المزيد من الجغرافية السورية تحت حجج وذرائع واهية .
.
وقال خابوري: نتوقع عدم تحرك القوة الدولية الفاعلة لأجل إنهاء الأزمة في سوريا عن طريق ايجاد حل سياسي توافقي، بل سنشهد المزيد من التعقيد في المشهد السوري الذي سيكون له تداعيات خطيرة على عموم سوريا والدول الاقليمية، وحتى في عموم الشرق الأوسط ..