كيف تعزز الدول الغربية مصالحها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟

آراء وقضايا 22 أكتوبر 2021 0
كيف تعزز الدول الغربية مصالحها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟
+ = -
كوردستريت || آراء وقضايا 
حمد سعد
تستمر الحرب الأهلية في سوريا منذ اكثر من عشر سنوات والتي تحاول الدول الغربية تقليديا أن تقدمها كنتيجة للربيع العربي. وأصبحت رياسة الجمهورية العربية معزلة شبه الكاملة عن المجتمع العالمي. ولعبت الهجمات الكيميائية دورا هاما في الوضع الحالي وحملت الدول الغربية مسؤولية شخصيا على الرئيس بشار الأسد في استخدام هذه نوع الأسلحة.
وتستند هذه التهمات الخطيرة على عدة تقارير للمنظمات الدولية وأهم منها التقارير لخبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. هذه المنظمة لها المصداقية الكبيرة لأنه تشمل واجباتها التحقيق في حالات استخدام المواد السامة. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة ظهرت الأسئلة العديدة حول أنشطة هذه المنظمة. ومن المحتمل أنه قد لا يلاحظ المسؤولون لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الحقائق التي تتمكن من التأثير على التحقيق.لأنه تتلقى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مثل العديد من المنظمات الأخرى تبرعات من الدول الأعضاء في إتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومن الممكن استخدام المنح التي تتلقاها المظمة كطريقة قانونية لتقديم الرشوة.
تفيد المعلومات على الموقع الرسمي للمنظمة بأنه قدمت الحكومة الأمريكية 7 ملايين دولار للصندوق الخاص لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عام 2020. وتم تخصيص الأموال لبناء مركز الكيمياء والتكنولوجيا الجديدة التابع للمنظمة. وتم إضفاء الطابع الرسمي بحضور الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جوزيف مانسو والمدير العام للمنظمة فرناندو أرياس في مقرها في لاهاي.
وتستخدم الولايات المتحدة أحيانا الضغط المباشر. وفي اذار/مارس عام 2002 وصل جون بولتون الذي شغل في ذلك الوقت منصب نائب وزير الخارجية لشوؤن الحد من التسلح والأمن الدولي إلى مقر لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي ووجه تحذيرا لمدير المنظمة السابق خوسيه بستاني. وقال بولتون إن الولايات المتحدة غير راض عن أسلوب إدارة بستاني وأضاف أن لدى بستاني 24 ساعة لمغادرة المنظمة وفي حالة رفضه فتنتقم واشنطن من خوسيه بستاني. كما هدد نائب وزير الخارجية الأمريكي أنهم يعرفون عن ولدين بستاني الذين يسكنان في نيويورك. في النهاية سببت حكومة أمريكا استقالة بستاني لأنه حاول انضمام العراق إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ما تدخلت في خطط البيت الأبيض حول بداية حرب العراق.
مع ذلك عام 2018 تغييرت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا طريقة عمل المنظمة وألآن تقدر تحديد المذنب في استخدام الأسلحة الكيميائية مما أدى إلى سلطات متداخلة بيت المنظمة والجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا وتستخدم الدول الغربية قدراتها الإدارية والمالية من أجل ضغط على مفتشي المنظمة وأتباع السياسة التي تحتاجها. ولذلك تستخدم هذه الدول الطرق والأسلوب القذرة مثل ابتزاز ورشوة. وتقوض هذه النشاطات الثقة ليس في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بل في النظام القانوني العالمي. ثم يأثر كفاح الدول على الناس العاديين ولا يفهم المواطن السوري لماذا لا يقدر أن يشتري الضروريات لراتبه. وبعد ذلك يريد هذا المواطن أن ينتقم من الجناة ويشترك في العمليات الإرهابية.
الصحفي السوري
أحمد سعد
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك