لماذا تم دعوة بشار الاسد إلى الإمارات ؟

حول العالم 19 مارس 2023 0
لماذا تم دعوة بشار الاسد إلى الإمارات ؟
+ = -

كوردستريت || #وكالات

 

أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد محادثات في الإمارات الأحد، في ثاني زيارة يقوم بها إلى الخليج منذ الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة.

وكتب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر “أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها”.

 

وبحث الرئيسان الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسوري بشار الأسد اليوم الأحد، العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دفع التعاون والعمل المشترك البناء الذي يسهم في تحقيق مصالحهما المتبادلة بجانب عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك.

 

ووفق وكالة أنباء الإمارات ( وام)، رحب الشيخ محمد بن زايد ، في بداية جلسة المحادثات التي جرت في قصر الوطن، بالرئيس السوري والوفد المرافق في بلده الثاني دولة الإمارات ، مشيراً إلى أن الزيارة توافق الشهر ذاته للزيارة التي قام بها بشار الأسد إلى الإمارات خلال شهر آذار/ مارس من العام الماضي.

 

وجاءت الزيارة إلى الإمارات وهي الثانية له خلال عامين، بعد رحلة إلى سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ بداية النزاع السوري في العام 2011.

 

ووفق الوكالة العربية السورية للأنباء ( سانا) ، تناولت المحادثات العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها، بما يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين السوري والإماراتي.

 

كما تناولت المباحثات التطورات الإيجابية الحاصلة في المنطقة وأهمية البناء على تلك التطورات، لتحقيق الاستقرار لدولها وشعوبها التي تتطلع إلى المزيد من الأمان والازدهار، وتطرقت المحادثات للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

 

واعتبر الأسد أن مواقف الإمارات دائماً كانت عقلانية وأخلاقية، وأن دورها في الشرق الأوسط هو دور إيجابي وفعال لضمان علاقات قوية بين الدول العربية، مشدداً على أن هذا الدور يتقاطع مع رؤية سوريا في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية وصولاً إلى العمل العربي المشترك والذي يشكل الانعكاس المنطقي لما يجمع بين هذه الدول وشعوبها ويحقق مصالحها.

 

وشدد أيضاً على أن التنافر وقطع العلاقات هو مبدأ غير صحيح في السياسة، وأن الطبيعي أن تكون العلاقات بين الدول العربية سليمة وأخوية.

 

وشكر الأسد الشيخ محمد بن زايد وأركان دولة الإمارات والشعب الإماراتي على ما قدموه من دعم للشعب السوري لمواجهة كارثة الزلزال، واصفاً الدور الإنساني لدولة الإمارات في مساعدة سوريا لتجاوز آثار كارثة الزلزال المدمر بأنه دور فعال وحمل في طياته محبة صادقة واندفاعاً أخوياً نقياً، وكان له أثر مهم في التخفيف من تداعيات الزلزال عن المتضررين منه في سورية.

 

واعتبر الأسد أنه ورغم الألم الكبير الذي حملته هذه الكارثة للسوريين إلا أن التضامن الواسع والدعم الذي تلقوه من أشقائهم كان له كبير الأثر في التخفيف عنهم.

 

وطبقا للوكالة السورية ، أكد الشيخ محمد بن زايد  على أهمية عودة سوريا لمحيطها العربي وبناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية، لفائدة وصالح شعوبها.

 

ولفت بن زايد  إلى أن الإمارات العربية المتحدة تقف مع سوريا قلباً وقالباً، وستستمر في التضامن والوقوف مع الشعب السوري فيما تعرض له جراء الحرب وجراء الزلزال، وفي تقديم مختلف أنواع المساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في هذا المجال.

ونوه بن زايد بالجالية السورية الموجودة في الإمارات مُعتبراً أنه كانت لها بصمة خاصة وإيجابية في بناء دولة الإمارات ونمو عجلة الاقتصاد فيها.

 

 

ووصل بشار الأسد،  في وقت سابق اليوم ،  إلى دولة الإمارات في زيارة رسمية ترافقه خلالها قرينته أسماء الأسد.

ورافقت الأسد إلى الإمارات زوجته أسماء في أول رحلة رسمية لهما معا منذ أكثر من عقد.

 

وكان الرئيس الإماراتي في مقدمة مستقبلي الأسد لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

وقادت أبوظبي التي أعادت علاقاتها مع حكومة الأسد في 2018، جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 شباط/فبراير الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا ، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

 

ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الحرب.

 

وكتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر ان “موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد”.

 

وتابع “يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة”.

 

وأكد أنّ “نهج الإمارات وجهودها نحو سوريا الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والاقليمي و تجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد اثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية”.

 

وحسب بيان الرئاسة السورية: “وصل الأسد ظهر اليوم إلى الإمارات في زيارة رسمية ترافقه خلالها السيدة الأولى أسماء الأسد”.

 

وأضاف البيان “كان في استقبال الرئيس الأسد لدى وصوله إلى مطار الرئاسة في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأشار البيان إلى أنهما توجها إلى قصر الوطن بالعاصمة أبو ظبي لبدء المحادثات.

 

ولفت البيان إلى أن عدة طائرات حربية رافقت طائرة الرئيس الأسد لدى دخولها أجواء دولة الإمارات ترحيبا به.

ولدى وصوله مقر الرئاسة، جرت للرئيس بشار الأسد مراسم استقبال رسمية، حيث رافقه الرئيس محمد بن زايد إلى منصة الشرف وعُزف النشيد الوطني للجمهورية العربية السورية، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطف حرس الشرف تحية له.

 

ويرافق رئيس النظام السوري وفد يضم الدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، والدكتور بطرس حلاق وزير الإعلام، والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية، والدكتور غسان عباس القائم بأعمال السفارة السورية في أبو ظبي.

 

والتقت امس السيدة أسماء الأسد مع “أم الإمارات” الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.

وكان في استقبال  بشار الأسد، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، وعلي بن حماد الشامسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وعبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وعبد الله بن سلطان بن عواد النعيمي وزير العدل، وخليفة شاهين المرر وزير دولة.

 

ودعمت السعودية وقطر وكذلك الإمارات، وإن كان بدرجة أقل، جماعات من المعارضة السورية المسلحة سعت للإطاحة بالأسد. لكن أبوظبي أعادت بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الماضية على الرغم من اعتراض الولايات المتحدة في الوقت الذي تسعى فيه لمواجهة نفوذ إيران التي تقف مثل روسيا في صف الأسد في الصراع السوري. وساعدت الدولتان الأسد على ترجيح كفة الحرب لصالحه.

 

وفتحت السعودية، التي أبرمت مؤخرا اتفاقا مع إيران لاستعادة العلاقات الثنائية، الباب أمام حوار محتمل مع دمشق خاصة فيما يتعلق بالمسائل الإنسانية قائلة إن التوافق العربي يتزايد على أن عزل سوريا ليس مجديا.

 

وأعربت قطر، مثل واشنطن، عن معارضتها لأي تحركات نحو استعادة أو تطبيع العلاقات مع الأسد وعزت ذلك إلى وحشية حكومته خلال الصراع وضرورة إحراز تقدم أولا نحو حل سياسي.

 

– عودة للمحيط العربي –

في هذا السياق، كتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على تويتر انّ “موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سوريا إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله اليوم الرئيس بشار الأسد”.

وتابع “يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة”.

 

وأكد أنّ “نهج الإمارات وجهودها نحو سوريا الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والاقليمي و تجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد اثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية”.

تعهّدت الإمارات بتقديم أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات لسوريا التي ضربها الزلزال. كما أرسلت فرق بحث وإنقاذ وآلاف الأطنان من مواد الإغاثة.

وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الشهر الماضي أول مسؤول عربي كبير يزور سوريا منذ الزلزال.

 

– جهود المصالحة –

قال استاذ العلوم السياسية والخبير السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن أبوظبي “مقتنعة إلى جانب العديد من الدول العربية بأن الوقت قد حان للتصالح مع الأسد (…) ورؤية سوريا تعود إلى جامعة الدول العربية”.

وتابع عبد الله ان “الامارات تقود جهود المصالحة مع اعداء الماضي وتحويلهم الى اصدقاء الغد”.

 

وتاتي زيارة الأسد للإمارات بعدما اعلنت إيران والسعودية هذا الشهر استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.

وتعدّ الجمهورية الإسلاميّة والسعوديّة أبرز قوّتَين إقليميّتَين في الخليج، وهما على طرفَي نقيض في معظم الملفّات الإقليميّة، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًّا، وتَتّهم طهران بدعم الحوثيّين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

 

وفي سوريا، تدعم إيران الأسد فيما كانت السعودية دعمت الجماعات المعارضة له.

وقال وزير الخارجية السعودي مؤخرا إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد في التعامل مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية بما في ذلك الزلزال.

رويترز- أ ف ب 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك