محمد رشو
يومين في المعتقل الكوردي كانت كافية أن تشعل كل الأحقاد الدفينة و الخلافات السياسية، 74 كادر من البارتي يدخلون غرب كوردستان بشكل جماعي، بشكل لا يمكن أبدا إغفاله من قبل عناصر حماية (سرقة) الحدود، فقاموا باعتقالهم، وتعددت الروايات بين من يقول أنه حدث إطلاق نار بين الكوادر وقوات الأسايش، وبين من يقول أن قوات البشمركة الكوردستانية تدخلت يالدوشكا في منع مصوري وكالة هاوار و غيرها من التضخيمات التي تفيد بعض الأجندات، بينما الواقع إنه تم إعتقالهم بكل يسر و سهولة ودون مقاومة تذكر ليتم المساوة عليهم لاحقا، فقسم كان في المصرف الزراعي في قامشلو و قسم في سجون الأسايش في ديرك.
المهم، الآن الشباب بخبر و تم إطلاق سراحهم بعد الزوبعات الإعلامية و التصريحية والفوضى الإعلامية و الفيسبوكية التي هزت غرب كوردستان، إلا أننا لا بد من أن نقف عن أهم منجرات حركة الإعتقال وإطلاق السراح لكلا الطرفين:
– فقد كان هناك استحقاق سياسي حرج على الأبواب، و هو الوحدة الإندماجية أو الإتحاد السياسي، تم رفعه إلى الرف و إحلال المشاكل الحزبيه مكانه.
– تعميق الشرخ في الشارع الكوردي وبشكل أكثر وضوحا بين البرزانية و الآبوجية وإنقسام الشارع على نفسه ووصول التوتر لدرجات خطرة تهدد بالإنفجار في أي وقت.
– إظهار الأسايش نفسها على أنها القوة الواحدة الوحيدة العاملة على أرض غرب كوردستان بدون أي منازع وتكريس هذا الأمر بممارساتها القمعية بحق كل من رفع السلاح حتى لو لم يكن بوجهها أو دفاعا عن أرضه.
– تجسيد مشاكل الهئية الكوردية العليا بشكل عملاني على الأرض بدلا من الحرب الكلامية التي أثارت الكثير من الغبار لكن دون فعل، ووقوف بعض الأحزاب المهزوزة الموقف أمام شعبها في موقف المتفرج دون أن تجرؤ على الأدلاء بأي تصريح.
– إظهار تبعية قوات الأسايش بشكل فاضح إلى حزب الإتحاد الديمقراطي بالرغم من رفضهم المتواصل هذا الإتهام، فمن “الصدف” أن يتم نشر بيان قوات الأسايش والذي تدّعي فيه استقلاليتها على وكالة أنباء هاوار أولا وعلى وكالة الفرات الأخبارية ثانيا واللتان من المعروف لأي جهة سياسية يتبعان.
– ساهمت الأحداث الأخيرة وما سبقها في ابتعاد الكورد عن الثورة السورية و الإنغماس في المشاكل الداخلية الكوردية الكوردية بشكل أدى إلى هز صورة الكورد في أعين المعارضين العرب وفي أعين الداعم الدولي الذي ملّ خلافات المعارضة بشكل عام والخلافات الكوردية بشكل خاص، كما تم تكريس النظرة المسبقة على الكورد على أنهم ليسوا ذوو كلمة واحدة ومشاكلهم الداخلية كثيرة و من السهل إختراقهم.
وما يؤكد لنا مدى حجم الأزمة هو إضطرار مكتب رئاسة الإقليم أن يتدخل بشكل علني بدلا من التدخلات السابقة بشكل سري و أن يعلن على الملء أنه لا يحق لأحد أن يفرض نفسه بالقوة على غربي كوردستان في إشارة واضحة إلى حزب الإتحاد الديمقراطي و التهديد بإعادة النظر في مواقف الإقليم مالم يتم تفعيل إتفاقية هولير التي ولدت ميتة.
لن أتعمق في نظرية المؤامرة إلا أن هناك مسرحية كبيرة وقعت على الحدود و هناك العديد من المستفيدين من الطرفين