معارض سوري لشبكة كوردستريت : ” مشروع “مناطق خفض التوتر” مرهون بجدية الأطراف المتصارعة والمفاضات المباشرة بين النظام والمعارضة أكثر نجاحاً

ملفات ساخنة 16 مايو 2017 0
معارض سوري لشبكة كوردستريت : ” مشروع “مناطق خفض التوتر” مرهون بجدية الأطراف المتصارعة والمفاضات المباشرة بين النظام والمعارضة أكثر نجاحاً
+ = -

كوردستريت ـ عارف سالم

.
صرح المعارض السوري “بتار الشرع” بأنه يؤيد أي مسعى لأي دولة إن كان يهدف للوصول إلى حل سياسي، وأكد على أهمية الحل السياسي واستحالة تحقيق أي حسم عسكري، ولكن تصلب السلطة والمسلحين وعدم جديّتهم في الوصول لحل سياسي وسعيهم لتحقيق حسم عسكري، تسبب في تأخير هذا الحل وسقوط المزيد من الضحايا وتدمير المزيد من المناطق. هذا ما قاله “بتار الشرع” ضمن حوار خاص لشبكة كوردستريت وهو عضو الأمانة العامة في المؤتمر الوطني السوري وعضو تجمع “عهد الكرامة والحقوق”

.
الهدنة أو خفض التوتر معلقة بجدية الأطراف المتصارعة

.
وأضاف المعارض السوري إن أي هدنة ( أو خفض للتوتر ) تسعى الأطراف المتحاربة إلى تحسين أوضاعها في بعض المناطق، وتقوم بالتالي بخروقات للهدنة ويتم تبادل الإتهامات بخصوص الجهة التي خرقت الهدنة. إستمرار الهدنة ( أو خفض التوتر ) منوطٌ أولاً بجديّة الأطراف السورية الموقعة عليها، وتالياً بجديّة الأطراف الراعية والضامنة لها. لا يمكن الحكم على النوايا ولكن حتى الآن المؤشرات تشير إلى أن الدول الراعية تسعى لتحقيق هذا الأمر وإنجاحه.

.
روسيا تخشى أن تصل الفوضى السورية إلى الشيشان بينما تركيا فقد وصلت إليها آثار الحرب

.
وأشار “بتار” إن روسيا لديها مصلحة استراتيجية في سورية وتعتبرها جزءاً من أمنها القومي ويهمها الوصول إلى نهاية للفوضى الحاصلة حالياَ خصوصاً أن آثارها قد تصل إليها في الشيشان وغيرها، أما تركيا فقد بدأت آثار هذه الحرب تصل إليها فعلاً وباتت مهددة مباشرة لذلك فهي اليوم تسعى للوصول إلى نهاية للصراع الجاري، وكذلك إيران تتعرض نتيجة لهذه الحرب لضغوط كبيرة سياسية واقتصادية وعسكرية ومن مصلحتها إيقافها لتخفيف هذه الضغوط.

.
تقسيم سوريا صعب

.
وحول تقسيم سوريا اشار المعارض السوري إن مشروع “خفض التوتر” لا يمهد لتقسيم أو لانقسام في سوريا فهناك عوامل موضوعية أساسية تجعل فكرة التقسيم صعبة التحقيق والتنفيذ وأهمها التداخل الديمغرافي بين مختلف المكونات السورية وبالتالي هناك صعوبة في تحقيق أي فصل، كما أن الأمر الأساسي الآخر هو التكامل والارتباط الاقتصادي بين مناطق سوريا المختلفة مما يجعل بقاء واستمرارية أي منطقة لوحدها مستحيلاً وبحسب قوله هناك نقطة مهمة في هذه السياق هو أن السوريين بغالبيتهم يرفضون أي طرح تقسيمي من أي جهة كانت وهذا ما يجعل تحقيق هذا الأمر أكثر صعوبة.

.

وحول القضية الكوردية قال “الشرع” يجب التأكيد بأنه دافع عن الحقوق المشروعة لجميع مكونات المجتمع السوري وحقوق هذه المكونات في المواطنة المتساوية وطالب بالحصول على حقوقها القومية المشروعة.

.
“بتار الشرع” :  لا يمكن فرض الفيدرالية على السوريين بقوة السلاح

.
وأضاف بأنهم كانوا من المؤسسين لمجلس سوريا الديمقراطية ( مسد ) ليكون مشروعاً لكل سوريا من القنيطرة إلى القامشلي وليس فقط لشمال سوريا، ولكن حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الإتحاد الديمقراطي حولاه إلى مشروع لشمال سوريا، وقال بأنهم رفضوا ذلك لأنهم أعتبروه أن تغيير الطبيعة الادارية لسوريا إلى فيدرالية أو غير ذلك هو قضية سيادية وهو أمر لا يقرره حزب أو جبهة وإنما يتم إقراره عبر استفتاء أو دستور.

.
وووصف الشرع بأنه اليوم تستمر حركة المجتمع الديمقراطي وحزب الإتحاد الديمقراطي باتخاذ الخطوات المنفردة بدون التشاور مع القوى السياسية الأخرى في بقية المناطق السورية، ويبقى التشاور بينهم وبين القوى السياسية التي تدور في فلكهم قاصراً عن تحقيق رؤية سورية.

.
ونوه إن لدى حزب الإتحاد الديمقراطي مشروعهم، ووصف إن التعصب لدى بعضهم بات يتفوق على الشوفينية التي عان منها الشعب السوري خلال العقود الماضية.والمشروع كالذي يقومون بطرحه لا يمكن فرضه على السوريين بالسلاح وغسيل الدماغ عبر التأكيد عليه في كل مقالة أو كل لقاء أو كل كلمة

.
قرار الشعب السوري معطل

.
وحول تحرير الرقة وطبقة قال “الشرع” بأنه يؤيد تحرير جميع مناطق سوريا من الإرهاب والإرهابيين ويؤكد على أن يتم ذلك بأيدي السوريين أنفسهم، وقال بأنه يحترم جميع الجهود والتضحيات التي تتم من أجل تحقيق ذلك.

.
مشيرا إلى رفضه لجميع التدخلات الأجنبية من أي طرف ولمصلحة أي طرف، فأي دولة تتدخل في الشأن السوري تزيده تعقيداً وتفرض نفسها شريكة في أي حل، وأشار إن عشرات الدول باتت تتحدث عن الحل في سوريا وتتدخل في فرض رؤيتها وتعمل على تحقيق مصالحها على حساب الدم السوري.

.

وأضاف إنه يتم تعطيل القرار السوري في العديد من اللقاءات والمؤتمرات التي كان أعضاؤها لا يقررون أمراً قبل الاتصال بداعمهم أو ممولهم التركي أو القطري أو السعودي أو الأمريكي، وأن قرارات الاشتباكات والهدن كانت تصدر عن العواصم الدولية والإقليمية، وتتخد قرارات التقدم والإنسحاب من قبل تلك العواصم ليتم تنفيذها على الارض من قبل السوريين التابعين لهذه العواصم أو ” المتحالفين ” معها.

.
وقال إن أي تدخل خارجي في سوريا مرفوض، وطالب دائما بخروج جميع المقاتلين الأجانب من سوريا.

.
وحول حل الأزمة السورية أكد المعارض السوري على رفض لمنطق الثأر والانتقام في مقاربة الحل السياسي، واشار إنه يجب الخروج من دائرة رد الفعل وترك تحقيق هذه الأمور عند تطبيق العدالة الإنتقالية التي يمكن أن تخفف كثيرا من التوتر الناتج عن الحقد والرغبة بالثأر والانتقام. ويمكن عندها دخول المفاوضات بعقلية مختلفة وجاهزة لقبول الحل السياسي بدلاً من المطالبة بالحلول الإنتقامية أو الثأرية.

.
والنقطة الأساسية الأخرى هي ضرورة التأكيد على خروج جميع المقاتلين الأجانب من أي بلد جاؤوا ولأي طرفٍ انضموا، فهؤلاء ليس لهم من دور سوى تعقيد المشكلة أكثر وزيادة حدة الأزمة ورفع مستوى التطرف والطائفية.

.
المفاوضات المباشرة بين النظام والمعارضة مجدية

.
وأكد إنه يجب العمل على البدء بمفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة على أن تكون هذه المفاوضات بعيدة عن وسائل الإعلام منعاً للمزاودات التي يقوم بها أطراف التفاوض عند كل جولة جديدة المفاوضات. لقد أثبتت الجولات السابقة أن ديمستورا لم يحقق عبر ” مفاوضاته ” الغير مباشرة سوى المزيد من التسويف والمماطلة دون أي تقدم حقيقي.

.
وأشار إنه من الضروري الإبتعاد عن صيغة جنيف السابقة التي أثبتت فشلها، والتي انتهت صلاحيات مكوناتها عملياً. فوفد الرياض انتهت صلاحيته في ديسمبر الماضي، ووفد القاهرة تم تمزيقه بسبب التدخلات الخارجية، ووفد موسكو تشكل بقرار من شخص واحد بالتنسيق مع الخارجية الروسية، فأين التمثيل السوري اليوم؟. إن كانوا يريدون فعلاً الوصول لحل سياسي فعليهم دعوة قوى وشخصيات غير تابعة وغير مرتهنة، وعدم تكرار أخطاء لقاءات جنيف السابقة عبر استبعاد أو وضع فيتو على مشاركة أي جهة تدعم الحل السياسي وتعمل على تحقيقه.

.
وأكد أن جدية أي طرف في الوصول لحل سياسي تتضح أكثر ما تضح في قيامه ببعض إجراءات بناء الثقة، والتي يأتي على رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين والمخطوفين، وإيقاف العمل بجميع المحاكم الإستثنائية على اختلاف مسمياتها. فعلى جميع الأطراف أن تسعى بشكل جاد وفعال باتجاه تحقيق الحل السياسي، والابتعاد عن المزاودات الكلامية والمواقف ..

.
وفي نهاية حديث المعارض السوري “بتار الشرع” لشبكة كوردستريت أشار إلى الابتعاد عن ما وصفه بالمزاودات الكلامية والمواقف المرتهنة للأطراف الإقليمية والدولية. هناك مهام كبيرة على عاتق الجميع اليوم تتمثل في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإعادة الإعمار وعودة المهجرين ومكافحة الإرهاب والاستبداد، ولا يمكن تحقيق ذلك بدون الوصول لحل سياسي ينهي دوامة العنف التي يعيشها السوريين.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك