كورد ستريت / اسمه غيفارا كمال وهي يافا الدخيل، وكلاهما كانا يعيشان في المهجر منذ سنوات. وقد قررا منذ أسبوعين الذهاب على خطى المقاتلين إلى سوريا مرورا بتركيا. لكن هذين الزوجين المؤيدين للثورة السورية لم يأتيا للقتال…بل للزواج !.
غيفارا ويافا من الرقة شمال سوريا، هو يعمل في المملكة العربية السعودية وهي تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلتها.
“لم أكن لأفكر في التوجه إلى السلطات السورية”
غيفارا كمال، 32 سنة، يعمل تقنيا في السعودية قال: “غادرت يافا سوريا مع عائلتها عام 2010 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أما أنا فذهبت الى السعودية بعد بضعة أشهر. كنا مخطوبَيْن آنذاك وكنا على يقين من العودة بسرعة لكي نتزوج في سوريا. لكن قدرنا كان غير ذلك بسبب وضع البلد”.
واضاف “في البداية فكرنا بالزواج في بلد عربي آخر، لكن ذلك غير ممكن إلا عبر سفارة بلدنا. ورغم أن سفاراتنا لم تقفل في كل البلدان، لم أكن لأفكر في التوجه إلى السلطات السورية. فأبي ناشط شيوعي قضى سنوات بالمعتقل في عهد حافظ الأسد والد بشار، وأبناء عمومتي في صفوف الجيش السوري الحر. لذلك قررنا خوض هذه المغامرة المجنونة والزواج في سوريا. أخبرنا بعض الأقارب لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد. تواعدنا في تركيا وأخبرنا عائلتينا أننا سنقضي الإجازة هناك. لكن حالما وصلنا إلى تركيا أخذنا نبحث عن طريقة لعبور الحدود بمساعدة كتيبة أنصار الشام التابعة للجيش السوري الحر. استغرق ذلك عدة أيام وفي 20 آب/أغسطس دخلنا سوريا. أقاربنا في البلد تفاجأوا وتأثروا في الوقت نفسه. نحن نقضي آخر أيام الإجازة هنا”.
وتابع القول: “الحياة عصيبة وأسعار المؤن الغذائية زادت بثلاثة أضعاف مما كانت عليه، أما منطقتا الرقة ودير الزور فأصبح نصفهما في يد الجهاديين والنصف الآخر في يد الأكراد. ولهذا فأي شخص غريب عن المكان يكون موضع اشتباه ومعرض للقتل من هذا الجانب أو ذاك. لكن وجود أقاربنا هنا يساعدنا على التحرك بدون جلب الانتباه”.
“الاحتفال بزفافنا بين أهلنا كان تحديا وقمنا به ونحن فخوران بذلك”
وقال غيفارا: “نقضي وقتنا بين التجول وسط المدينة والزيارات العائلية. ونذهب بانتظام أيضا إلى المركز الإعلامي للناشطين الشباب لأنه المكان الوحيد في المدينة الذي فيه وصلة إنترنت عبر الأقمار الصناعية. وهذا يمكّن يافا من أن تتصل بوالديها في الولايات المتحدة وبأختها في ألمانيا وتطمئنهم على حالتها. وقد حرصنا على نشر صورنا على موقع التواصل الاجتماعي وإعلان قصتنا من باب تحدي نظام بشار الأسد الذي حرمنا من بلدنا. الاحتفال بزفافنا بين أهلنا كان تحديا وقمنا به ونحن فخوران بذلك”.
وختم بالقول: “كل يوم نسمع عن مقاتلين مسلحين يدخلون خفية إلى سوريا. وأنا أحترم عملهم لأن وحشية النظام دفعتهم إلى حمل السلاح وأنا أيضا حرصت على الذهاب إلى الجبهة على مشارف المدينة لأرى أهلي الذين يحاربون. السوريون لا يحتاجون إلى من يمرر السلاح فحسب، بل يحتاجون أيضا إلى من يمرر الفرحة. احتفالنا بمناسبة سعيدة مع أهلنا هو أيضا طريقة لمساعدتهم على تحمل الوضع”.