(رويترز) – قال نشطاء يوم السبت إن مقاتلين من المعارضة السورية اشتبكوا مع جماعة معارضة على صلة بتنظيم القاعدة بشمال البلاد في معركة دامية تعكس تزايد الانقسامات بين جماعات المعارضة وتصاعد التوتر بين السكان المحليين والفصائل الإسلامية المتشددة.
ويأتي اقتتال المعارضين في الوقت الذي حققت فيه قوات الرئيس السوري بشار الأسد مكاسب ميدانية وتنفست الصعداء بعد سقوط جماعة الإخوان المسلمين في مصر الأسبوع الماضي إذ كانت الجماعة تساند المعارضة السورية بقوة في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وسرعان ما عملت الدولة الإسلامية في العراق والشام – فرع القاعدة الجديد الذي أعلن عنه زعيم فرع التنظيم في العراق – على تعزيز قوتها في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة بشمال سوريا في الأشهر الأخيرة.
وبدأت الوحدات التابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام تطبيق رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية وصورت نفسها وهي تعدم أعضاء في جماعات معارضة منافسة لها تتهمهم بالفساد وتقطع رأس كل من يقول إنه موال للأسد.
واندلعت الانتفاضة في سوريا قبل أكثر من عامين احتجاجا على حكم عائلة الأسد الذي استمر أربعة عقود ولكنها تحولت من حركة احتجاج سلمي إلى حرب أهلية دامية أودت بحياة مئة ألف شخص.
ومع استمرار القتال وشح الموارد زاد الاقتتال الداخلي بين جماعات المعارضة وبين الميليشيات الموالية للأسد مما تسبب في محاصرة المدنيين في مناطق تزداد اضطرابا وتشرذما.
وقال نشطاء محليون إن الاشتباكات الدامية الجديدة وقعت في بلدة الدانا قرب الحدود التركية يوم الجمعة. وقالت جماعة معارضة تدعى اتحاد شباب إدلب الأحرار إن عشرات المقاتلين قتلوا أو أصيبوا أو سجنوا.
وذكر تقرير من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جثتي قيادي وشقيقه من لواء الإسلام عثر عليهما مقطوعتي الرأس.
وقال نشطاء محليون يعملون لدى المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن رأسي الرجلين قد عثر عليهما بجوار صندوق قمامة في ميدان رئيسي.
ولم يتسن معرفة سبب الاشتباكات بالضبط غير أن الكثير من جماعات المعارضة المسلحة انزعجت من صعود الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وطغى فرع القاعدة الجديد على جبهة النصرة التي كانت تهيمن على المعارضة المسلحة. وتعمل جبهة النصرة في نطاق أضيق وتضم مقاتلين مرتبطين بالقاعدة رفضوا دعوات متشددين أجانب بتوسيع نطاق نشاطهم ليتجاوز حدود الانتفاضة السورية ويصبح مهمة إسلامية إقليمية أوسع.
وكان سكان المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في الشمال رحبوا بالجماعات الإسلامية المتشددة حتى المرتبطة منها بالقاعدة التي غالبا ما تضم مسلحين متشددين أجانب اكتسبوا خبرة من القتال في أفغانستان والعراق.
ويقول زعماء البلدات إن الجماعات المتشددة أكثر تنظيما وأقل فسادا وتؤسس مجالس إدارية للحفاظ على إمدادات الكهرباء والغذاء.
غير أن السكان المحليين باتوا يزدادون حذرا من هذه الجماعات خاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام لأنها تطبق رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية. ويقول البعض إن تلك الجماعات ضربت أو أعدمت السكان الذين تحدوها.
وصارت الاحتجاجات المناوئة للجماعات الإسلامية المتشددة أكثر شيوعا. وقال المرصد السوري إن اشتباكات الدانا اشتعلت في احتجاج مناوئ للدولة الإسلامية في العراق والشام حين أطلق بعض المتشددين الإسلاميين النار على المظاهرة.
لكن نشطاء آخرين في محافظة إدلب التي تضم الدانا قالوا إن الاشتباكات كانت صراعا على السلطة أكثر من كونها مظاهرات.
ويعتقد أن وحدات الدولة الإسلامية في العراق والشام تشتري الأراضي والممتلكات في بعض المناطق بمحافظتي إدلب وحلب وسعوا أيضا إلى السيطرة على إمدادت القمح والنفط في مناطق أخرى يهيمن عليها المعارضون.
ونشرت جماعات إسلامية تدعم القاعدة بيانات على موقعي فيسبوك وتويتر وقالت إنها لم تبدأ الاشتباكات ولم تحاول فرض إرادتها على السكان المحليين.
وقال بيان باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام “تقوم الدولة الإسلامية بالكثير من الأنشطة الدعوية في مدينة الدانا من خلال التوجيه والإرشاد الديني واللوحات الطرقية التي تحض على فضائل الأخلاق كما تقوم بتأمين المدينة وحل النزاعات والخصومات.”
وانتقد اتحاد شباب إدلب الأحرار متشددي القاعدة وجماعة المعارضة المحلية التي تحاربهم.
وقال “الطرفان بدأوا بتقاسم السلطة وكأن النظام سقط… رسالة إلى جميع الأخوة وخاصة الإعلاميين لا تنصروا طرفا على حساب طرف.”
وتابع “اللهم أجرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.”
من اريكا سولومون