كوردستريت|| آراء وقضايا
بقلم شكري بكر
ما حدث في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا بُعيد إنتهاء المؤتمر لعبة سياسية !!..
أعتقد أن مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا الذي عقد مؤخرا في هولير كان قد عبر عن رأي الأكثرية ، وغير معبر لرأي الأقلية ، حيث كان المؤتمر ناجحا بالنسبة للأكثرية ، وفاشلاً بالنسبة لرأي الأقلية أولا ، ثانيا إنها لخطوة أولى يُقدم عليها الحزب الديمقراطي الكوردستاني الشقيق في الإقليم وإبداء رأيهم في تطور الحزب السياسي والتنظيمي ، وذلك بوضع النقاط على الحروف في مسألة إنتماء الحزب للمشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده السيد مسعود البارزاني ، وحضوره جاء بمثابة رسالة لأعضاء القيادة أولا ، ثم القواعد ومؤازريه ومناصريه ثانيا ، ولما يحيط بإقليم كوردستان سوريا من قوى إقليمية ودولية .
وأهم ماء جاء في كلمة السروك مسعود البارزاني
التذكير بإتفاقية هولير 1 و 2 ودهوك ، وقد حمل حزب الإتحاد الديمقراطي مسؤولية فشل تلك الإتفاقيات .
بالتأكيد أن المؤتمر قد خيب آمال البعض ، ممن خرجوا من الحزب إن كان عبر الإنسحاب أو تقديم الإستقالات ، وما جاء في البيان الذي صدر عن جموعهم بإسم “حركة البناء” تأكيدا على ذلك .
وإليكم أهم النقاط التي وردت في البيان :
– العمل على تكوين شخصية كاريزمية كوردية سورية مستقلة ، وهذا يتعارض مع المشروع القومي الكوردستاني في تأمين الحقوق المشروعة للشعب الكوردي بصيغ توافقية مع الحكومات المقتسمة لكوردستان .
ويتعارض بنفس الوقت مع نهج البارزاني الخالد
الذي يدعوا إلى تشكيل شخصية كاريزمية كوردستانية لتمثيل الشعب الكوردستاني في
المحافل الإقليمية والدولية ، وهذا الموقف يعبر عن إعتراف منهم ببقاء كوردستان مقسمة ، ومقرا بذلك الحل الجزئي للمسألة الكوردية في سوريا ، بعيدا عن الإنتماء القومي الكوردستاني .
– الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الكوردستانية ، وهذا موقف غير متزن لأنه ينظر بنظرة واحدة لجميع الأحزاب الكوردستانية ، وهذا يتنافى مع الإرث النضالي لبعض الأحزاب الكوردستانية .
أنا لا أنكر بإرتكاب بعض الأخطاء هنا وهناك قبل وبعد المؤتمر ، إلى أن الأخطاء تتجاوز ، لكن الخروج عن مبادئ الحزب القائم على نهج البارزاني الخالد ، هذا أمر لا يغتفر . أعتقد أن هذا هو جوهر لما حدث في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا بعد الإنتهاء من عقد المؤتمر .
أخيرا يمكن القول أن من خرج عن طوع الحزب كان له رأي سياسي مخالف لمسار الحزب ، ألا وهو عدم تدخل الحزب الديمقراطي الكوردستاني الشقيق في الشؤون الداخلية للحزب ، بما في ذلك حضور السيد مسعود البارزاني للجلسة الإفتتاحية للمؤتمر وإلقاء كلمته التاريخية حول مصير كورد سوريا والفشل الذي ألم بهم في المجالين السياسي والتنظيمي . وتوضح ذلك بصدور البيان التأسيسي وعدم تطرقه للمسيرة النضالية للحزب الديمقراطي الكوردستاني الشقيق في الإقليم بقيادة الخالد مصطفى البارزاني وإستمرار تلك المسيرة من قِبل الپيشمرك مسعود البارزاني .
كل ما يكتب له مؤازرين وله معارضين ، يبقى أن نمارس قناعاتنا بعيدا عن أية إملاءات من هذا أو من ذاك .