آفة الإنكار وآثارها المدمرة

آراء وقضايا 09 يناير 2017 0
آفة الإنكار وآثارها المدمرة
+ = -

حاجي سليمان … 

.

تعتبر آفة الإنكار من اكبر وأسوأ الكوارث التي رافقت مسيرة البشرية منذ القدم ودمرت انسانية الانسان وضيع من آماله وامنياته في الوجود ، وهي مرض خطير كالسرطان وغيره من الأمراض الذي لايمكن الشفاء منه بسهولة ، اصاب معظم قادة العالم من العمق الا انه تخلص من هذه الافة الكثير من دول العالم وتم إبدالها بالمعرفة وحقوق الانسان والديمقراطية التي تساوي بين الجميع معتبراً العمل هو المقياس الأساسي في التقدم نحو الامام .

.
الا انها تعشعشت في رؤوس البعض من شخصيات التي ترأس دولها او أحزابها دون ان يعلموا بانهم يسيرون نحو الهاوية في نهاية المطاف نتيجة تعنتهم وإنكارهم للواقع وما فيه ، كوضعنا السوري حيث أنكر عائلة الأسد ونظامه الاستبدادي الظالم كل ما هو واقعي موجود على الارض ، فآفة الإنكار الوجودي انغرس في أمخاخهم ودمرت كل ما هو حي قابل للحياة بطمس الوقائع الوجودية ، ورغم كل ما حصل في سوريا من القتل والتدمير والتشريد وفضح المستور تحاول القيادة السورية بقيادة المجرم بشار الأسد الاستمرار في خطئه وإنكار كل ما هو مخالف لرأيه ونكران الواقع الحقيقي الذي طاف على السطح نتيجة تقدم العلوم الثقافية والسياسية ، لا احد يستطيع إخفاءه الموجودات مهما عملوا وحاولوا تغيير التاريخ وفق امزجتهم المنافية للقيم والحقائق دون ان يدروا بان ما يقومون به هو حفر لقبورهم شاؤ ام ابو ، وان انكار الموقف المخالفة اوالمكونات من الفسيفساء السورية يؤثر سلباً على الوعي الجمعي ، وتجسد ذاكرة التفرد والسلطة الانانية القاتلة التي وصلت بشعوبنا الى اللاوعي والضياع ، فالوضع في منطقتنا تسير من سيئ الى الاسوأ نتيجة اخفاء الحقائق وعدم الاعتراف بالمقابل الموجود ، فالوضع في سوريا بات وبالاً على قيادتها في نكران ما يجب الاعتراف به وفق الفسيفساء الموجودة على ارض سوريا الحبيبة ، فالنظام السوري نكر وينكر كل ما هو في الواقع الموجود مما قام شعبنا السوري بالتمرد ورفض كل انواع الإنكار الوجودي وقمع الحريات وكتم الأفواه وبالتالي رفض قوانين النظام واعوانه الفاشيين ، وبدء النظام عشوائياً بالتدمير والقتل والتشريد الجماعي ، مما اضطر الجميع بعد الخراب والتدمير والتأكد من عدم استطاعة احد إمحاء الاخر بالقوة ، لذا لجاؤ في البحث عن ايجاد مخرج للوضع بعد ان طاف السيل الزبى وخرج الامر من دائرة السيطرة ولايمكن ضبطه رغم العنف اللاإنساني من قبل الطرفين فاستنجد النظام بالروس والايرانيين وحزب الله بينما المعارضة استجدت بكل دول العالم وليس للاثنين اي اتفاق الا على تدمير سوريا كوطن وشعب ، حتى اللحظة وضع المعارضة مشابهة لوضع النظام في إنكارها لحقوق بقية المكونات واعتمادها على الخارج الذي لإيريد الخير لسوريا وكل ما يحصل هوعلى حساب الشعب السوري البريئ دون التفكير ولو لحظة واحدة في تصحيح ما نحن فيه الان ، رافضاً العودة الى الصواب والحقيقة التي تلمع كالبريق متجاوزة كل الدلائل التي تثبت الوجود الحقيقي للمكونات الموجودة على ارض الواقع ، فهذه الافكار الخيالية والقاهرة تؤثر في تأسيس الوعي الجمعي لشعوب المنطقة برمتها ، فالمعارضة والنظام في صف واحد من الإنكار الوجودي ، وكل الدلائل تشير بان من لايؤمن بالوقع وموجوداته سيذهب حتماً الى مزبلة التاريخ .

.
نعم النظام بقي في عنجهيته الاستعلائية مؤقتاً نتيجة تدخل الغير لصالحه ، والمعارضة سلكت نفس الطريق لا بل أسوأ منه في بعض الأحيان وأصبح اداة بيد الخارجين عن القانون بحيث كل من له عشرة أشخاص اصبح فصيل محارب وسمي باسم الهي او ديني ليقنع الاخرين من حوله بماهيته الا ان الجميع يخالفون كل ما هو موجود عن الواقع حيث معظمهم يودون تدمير سوريا شعباً ووطناً .

.
رغم ان العلم تطور بشكل اوتوماتيكي وغزى جميع المناطق بقواعدها الثقافية المضيئة الا ان الوعي الشعبي لدى شعوب المنطقة بقيت متأخرة بقادتهم وأحزابهم وطبقتهم الواعية من المثقفين والسياسيين الذين يَرَوْن الوضع اكثر وتقع على عاتقهم تنوير الواقع والشعوب بكل ما هو جديد والانطلاق نحو فضاء ارحب وتخليص الناس من الواقع المشوه الذي يخدم فئة معينة فقط .

.
فالتصرفات الخاطئة من النظام والمعارضة في إنكار الوقائع خلقت هذه الأجواء الملوثة سياسياً واخلاقياً ودينياً ، وسيبقى الفشل سيد الموقف إذا لم يتم استيعاب ما يجب استيعابه من المفاهيم والنظم التي تؤمن السلام والوئام ، بخلاف الواقع المفروض من قبل المستفيدين في تحديد استراتيجية المستقبل لخدمة مصالحهم ، ويصبغون كل ما يقومون به بالصبغة الوطنية لكسب الرأي العام لصالحهم بعيداً عن مصلحة الشعب والوطن .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك