أحزاب كردية تنشأ تحالفا للحَدّ مِنْ قوة برزاني في سورية

ملفات ساخنة 07 أكتوبر 2013 0
+ = -
  • كورد ستريت /
    موقع المونيتور الأمريكي,الأحد 22 أيلول 2013
    ترجمة : تمر حسن ابراهيم

    تَكَتّل اثنان من أكبر الأحزاب الكردية، الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني في محاولة للحَدّ مِنْ قوة مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان في سورية. يحدث هذا بينما يعمل برزاني جنبا إلى جنب مع تركيا للحد من نفوذ حزب العمال الكردستاني في سورية.

    كانت العلاقات دائما متوترة بين الأحزاب السياسية الكردية في إيران، العراق ، تركيا وسورية. يعود السبب إلى أن المناطق الكردية جرى تقسيمها بين إيران، العراق ، تركيا وسورية ،و هذا يعني بأن الكردغيرموحدين جغرافيا. لعبت السياسات المختلفة للأحزاب الكردية دورا واضحا في تأجيل المؤتمر الوطني الكردستاني الذي كان من المفترض أن يُعقد في أيلول، ولكن تم تأجيله الآن حتى 25 تشرين الثاني.
    مثال على هذه العلاقات الكردية بين الأحزاب هي العلاقة بين حزب العمال الكردستاني في تركيا بقيادة القائد المسجون عبد الله أوجلان ،والاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني رئيس العراق.

    كان الطرفان يتعاونان من وقت لآخر ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني في العراق، وبشكل خاص خلال الحرب الأهلية الكردية في 1990. لكن الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني حاربا بعضها أيضا . في عام 2002، على سبيل المثال أراد حزب الحل الديمقراطي الكردستاني التابع لحزب العمال الكردستاني تشكيل ميليشيات لحماية نفسه ضد الاتحاد الوطني الكردستاني، و لكن العلاقات هي جيدة نوعا ما الآن ، شارك حزب الحل الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات في إقليم كردستان في 21 أيلول .
    ’يسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني حاليا على محافظتي دهوك وأربيل ، في حين أن الاتحاد الوطني الكردستاني يسيطر على السليمانية . يسيطر حزب العمال الكردستاني على جبال قنديل قرب الحدود التركية حيث ينفذون هجمات عبر الحدود ضد أهداف تركية – بالرغم من وجود وقف لإطلاق النار الآن .

    قال عمر شيخموس ، احد مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني ” لقد كانت العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني و حزب العمال الكردستاني جيدة و مبنية على التعاون في السنوات الأخيرة ، وخاصة منذ عام 2007 . وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هي جهود الوساطة التي قام بها السيد جلال طالباني ، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ، بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني لإيجاد حل سلمي للصراع . كانت رحلات حزب السلام و الديمقراطية العديدة إلى قنديل تتم من خلال الاتحاد الوطني الكردستاني و كان يسهل لهم ذلك ” .

    في حين ينظر إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني عموما على أنه حزب محافظ وقبلي أكثر من الأثنين، يملك كل من الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني خلفية ماركسية .بالإضافة إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا ، ويرى تركيا كبوابة للمزيد من الاستقلالية عن بغداد. العدو الرئيسي لحزب العمال الكردستاني هي تركيا ، بينما يتمتع الاتحاد الوطني الكردستاني بعلاقات أفضل مع إيران . ونتيجة لذلك ، تحسنت العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني و حزب العمال الكردستاني .
    قال الصحفي الكردي عبد الله هاوز لموقع المونيتور عن طريق البريد الإلكتروني “هناك حقيقة ، وهي أن حزب الاتحاد الديمقراطي ، قريب من نظام الأسد ، وهو حليف مهم لإيران ، والاتحاد الوطني الكردستاني قريب من إيران ، وهكذا تتلاقى مصالحهم ” على أية حال فإن حزب الاتحاد الديمقراطي ينفي أية علاقة مع الأسد .

    يمكن رؤية السياسات المختلفة للحزب الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني من خلال الزيارات الخارجية للقادة الكرد . فبينما حضر الرئيس برزاني كضيف شرف في مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم و الذي انعقد في 30 أيلول 2012 ، ألقى مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني حكمت كريم ، المعروف باسم ملا بختيار خطابا ، في مؤتمرحزب السلام والديمقراطية المؤيد للكرد في 14 تشرين الثاني عام 2012 .

    بالإضافة إلى أن كل من حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يعارضون الإسلام السياسي . “نحن لسنا ضد الإسلام، ولكن ضد الإسلام السياسي “، قال ملا بختيار ، المسؤول الرفيع في الاتحاد الوطني الكردستاني لموقع المونيتور في 14 تموز.

    بالإضافة إلى ذلك ، حارب كل من حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني الإسلام السياسي في الماضي . طرد الاتحاد الوطني الكردستاني بالتعاون مع القوات الامريكية الخاصة الجماعات الإسلامية المسلحة من حلبجة في العراق عام 2003 ، بينما تحارب الآن ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سورية . بعض من نفس الجماعات الإسلامية الكردية التي كانت تحارب ضد الاتحاد الوطني الكردستاني تتعاطف الآن أيضا في الحرب ضد حزب الاتحاد الديمقراطي .
    نتج عن هذه الاتصالات أيضا علاقات عسكرية بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني . مؤخرا سلَم محمود سنجواي وهو قائد عسكري في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، بندقيته الشخصية لممثل حزب الاتحاد الديمقراطي كي يستخدمها لمحاربة الجماعات الاسلامية في سورية .

    إضافة إلى أن الأحزاب الكردية السورية لا تملك أي مقاتلين داخل وحدات الحماية الشعبية ، انضمت أحزاب كردية قريبة من الاتحاد الوطني الكردستاني إلى ميليشيات حزب العمال الكردستاني في سورية ، مثل الآسايش ، وحدات الحماية الشعبية والجبهة الكردية -المجموعة التابعة للجيش السوري الحر ، التي تعمل في المناطق العربية- الكردية المختلطة في سورية .

    قتل في يوم 15 آب ، علي محمود حمود ، العضو في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ، في ريف حلب من قبل مجموعات إسلامية مسلحة . يتم تمويل الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي من قبل الطالباني ، في حين أن الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا يتم تمويله من قبل برزاني ، أحد المنافسين الرئيسيين لحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية . ولذلك لم يكن مستغربا عندما قام رئيس حزب الديمقراطي التقدمي الكردي عبد الحميد درويش بزيارة جبال قنديل للقاء قيادة حزب العمال الكردستاني في نيسان 2013.

    يرى المحللون بأن العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني تأتي كقُوّة مُوازِنَة لعلاقات برزاني مع تركيا وسياسات برزاني في سورية.

    “إن المقاربة بين الاتحاد الوطني الكردستاني و حزب العمال الكردستاني هو تكتيك وليس استراتيجية . وهي في واقع الأمر ردُ فعل على انخراط برزاني الكبير في شؤون تركيا والكرد ، و أيضا في الشؤون السورية الكردية . و هي محاولة تندرج في ذلك الإطار” قال رومان زاغروس رئيس تحرير – كردستان انسايت – لموقع المونيتور عن طريق البريد الإلكتروني.
    نتج عن هذه العلاقات أيضا انضمام 214 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني السابقين الى الاتحاد الوطني الكردستاني في ايار. بالرغم أن حزب العمال الكردستاني لا يرغب لمقاتليه أن يتركوا الحزب ، لكنه لم يجد في التحاق مقاتلي حزب العمال الكردستاني السابقين الى الاتحاد الوطني الكردستاني “عقبة في العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني و اتحاد المجتمعات الديمقراطية الكردية ” ، قال زاغروس هيوا من اتحاد المجتمعات الديمقراطية الكردية و الذي ’يدير حزب العمال الكردستاني. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك عدة اجتماعات بين الاتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب التابعة لحزب العمال الكردستاني في أوروبا و في كردستان أيضا .

    ” لدينا علاقات جيدة مع حزب العمال الكردستاني ،و أيضا ’ترجم هذا تلقائيا بعلاقات جيدة مع الأصدقاء في حزب العمال الكردستاني في سورية، ” قال ملا بختيار لموقع المونيتورخلال لقاء بين حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في هولندا يوم 14 تموز.

    أنشأت الهيئة الكردية العليا ، وهي مجلس مشترك نتيجة ضغط من قبل برزاني على حزب الإتحاد الديمقراطي لتقاسم السلطة ، لم تنجح بشكل واضح لأن التعاون بين الاتحاد الوطني الكردستاني و حزب العمال الكردستاني سمح لهم بالتحكم بمناصب ’مهمة في المجلس.

    بينما دعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أحزابا تابعة له و حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني للعمل معا في الهيئة الكردية العليا وعلى الأرض ، دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني أحزابا كردية تتهم حزب الاتحاد الديمقراطي بإستقصائهم و ترفض هيمنة مقاتلي وحدات الحماية الشعبية التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية ، و كرد فعل على ذلك أغلق الحزب الديمقراطي الكردستاني المعبر الحدودي – فيش خابور – الغير رسمي مع سورية . انتقد كل من حزب الاتحاد الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني إغلاق الحدود هذا .
    قال طاهر كمال زادة ، الرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني ، وهي منظمة لحزب العمال الكردستاني ، في لقاء مع الاتحاد الوطني الكردستاني في آب ” إغلاق البوابة ليس حلا لأن كردستان سورية – روج آفا – بحاجة الى مزيد من المساعدة أكثر من أي وقت مضى “

    وقال الكاتب و الخبير في الشؤون الكردية موتلو سيفير أوغلو الذي يسكن في واشنطن لموقع المونيتور في يوم 18 أيلول عن طريق البريد الإلكتروني ” برأي، يحاول حزب الاتحاد الوطني الكردستاني استخدام العلاقات االتي ساءت بين الحزب الديمقراطي الكردستاني و حزب الاتحاد الديمقراطي للحصول على بعض المكاسب السياسية من منافسه التاريخي “

    لكن العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني و حزب العمال الكردستاني قد تتغير في سورية . فقد قرر المجلس الوطني الكردي الانضمام مؤخرا إلى الائتلاف الوطني السوري – المجموعة المعارضة المدعومة من تركيا ،. حيث دعم السياسي الكردي عبد الحميد درويش المقرب من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني هذه الخطوة .

    قال موتلو سيفير أوغلو لموقع المونيتور أن هذا نتيجة للتقارب الأخير بين الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري المدعوم من برزاني و الذي يتزعمه الدكتور عبد الحكيم بشار و الحزب الديموقراطي التقدمي و المدعوم من طالباني و الذي يتزعمه عبد الحميد درويش. “ونتيجة لذلك ، اتفق الطرفان على الانضمام إلى الائتلاف الوطني السوري بالرغم من اعتراض حزب الاتحاد الديمقراطي وبعض الأحزاب الأخرى الذين يقولون بأن الهيئة الكردية العليا ينبغي أن تكون الجهة التي تعقد صفقات مع المعارضة “

    وبالتالي يبقى أن نرى ما إذا كان حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سيواصلان العمل ضد حلفاء برزاني في سورية في المستقبل . و يعتمد هذا أيضا على العلاقات بين حزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب المدعومة من قبل برزاني ، و على نجاح المؤتمر الوطني الكردي القادم في تشرين الثاني.

    فلاديمير فان فيلجنبيرغ
    http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/09/kurdkish-parties-puk-pkk-ally-to-curb-barzani-power-in-syria.html

  • www.al-monitor.com

    On the eve of elections in the Kurdistan region of Iraq, the Kurdish question in Turkey, Iraq, and Syria becomes even more entangled.
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك