أكرموا طفولتهم بالقلم لا بالسلاح

آراء وقضايا 09 يوليو 2015 0
أكرموا طفولتهم بالقلم لا بالسلاح
+ = -

                 حسن نهمو – قامشلو   

.

سلبوهم إنسانيتهم فتحولوا لأرقام بخسة سرقوا منهم أحلامهم وفرصتهم لعيش حياة  كريمة فالمنطقة الكوردية غير مهددة بالإرهاب فحسب ولا بمصيرها القومي بل بجيل المستقبل المتشتِّت بين مخيمات اللجوء وجبهات القتال  لقد أصبح معروفاً أن عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين يقاتلون إلى جانب وحدات حماية الشعب خلال السنوات القليلة الماضية وفي حين يتم تجنيد بعضهم بالقوة والخطف  يلجأ آخرون للانضمام إليهم بدافع الفقر وآخرون بسبب الإهمال والفوضى الذي لحق بالمجال التعليمي سواء من قبل العوائل أو المدارس فيواجه الأطفال واقع تعليمي سيء بعد انعدام الوسائل التعليمية من جهة والتضييق الممنهج الذي تتبعه الإدارة المؤقتة من جهة أخرى والتي دفعت النسبة الكبيرة من الأطفال لتنشغل بميادين العمل تاركة الدراسة في زمن أصبحت لقمة العيش باهظة الثمن بعد مرض الغلاء الذي أصاب جميع السلع الغذائية والخدمية,مما جعلهم هدفا سهل المنال للتجنيد مع العلم أن ظاهرة تشغيل الأطفال ثاني أهم المشكلات التي ينبغي وضع حد لها بعد مشكلة التجنيد ،

.

لذلك لابد من وجود منظّمات توعوية تحاول نصح أهالي الأطفال بعدم إخضاعهم للعمل في سنٍ مبكّر ، لكن الخطر الأكبر يقع على الأطفال الذين يشاركون تنظيم ال ypg المعارك برضى ومعرفة تامة من قبل ذويهم! في المقابل أطفال كثيرون يجندون بنتيجة خبرات التعسف و سوء التعامل الذي قد يتعرضون له على يد أهاليهم.

.

وفي انعدام تام للرفاهية المحقة للأطفال ككل المجتمعات وغياب وجود حاضنة مستقرة وخطة مدروسة تلبي رغباتهم وحاجاتهم الطبيعية والاجتماعية كجيل جديد يقبل على الحياة فإذا بهم يقبلون على دوامة ومتاهات ومجتمع مريض دون أدنى تحديد ورسم لبرامج تسير هذه الأطفال وطبعا هذا لا يعني أن الوجه الغالب للتجنيد ليس إجباريا بل هو كذلك بالتأكيد فهو الهاجس الأكثر رعبا وتهديدا لما تبقى من آمال متعلقة باستمرار بقائهم في الوطن. إن المستخدمين المؤتمنين على مهمة التجنيد يقع على عاتقهم رسمياً واجب استبعاد الأطفال من التجنيد و هؤلاء لم يرتقوا بعد إلى مستوى التوقعات والآمال المرجوّة منهم  وذلك لأسباب عديدة متنوعة. السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى  أن الواجب الأساسي لهؤلاء المستخدمين هو تأمين عدد من المجندين المهيئين خلال فترة محددة من الزمن في حال كان المجندون يعرفون السن القانوني الرسمي للتجنيد ولكن في حالات أخرى ربما كانوا يجهلون ذلك أنفسهم خاصة الأطفال فمن الحاسم والضروري أن يعرفوا حقوقهم وأن ذلك السن هو عامل حماية لهم إذ أن كثيرين لا يعرفون أي شيء عن القوانين التي تفرض حداً أدنى من العمر للتجنيد ويظهر هذا جليا لدى أنصار الpyd  فلم يثار يوما قضية تنتقد هذا التجنيد أو يسمع إدانة لمثل هذه الانتهاكات فمنهم من يعتقد صحة هذه العمليات ومنهم من يأخذ بالاعتبار قبل التمرد أسلوب هذا التنظيم الاستفزازي في كتم الأفواه المنددة لها .

.

فنقص الإجراءات الوقائية المناسبة وغياب الآليات التي تناشد الناس بألا يسمحوا لأحد بانتهاك حقوقهم هي المشكلة التي تدفع المستبد للتمادي في تصليب الحريات وإن تجنيد القاصرين أو إشراكهم في النـزاعات المسلحة يشكل انتهاكاً لحقوقهم. وإن أي تجنيد يجب أن يكون متوافقاً مع القوانين الدولية باعتبار لم يتبقى قوانين وطنية سليمة ومشروعة  يمكن أن يتمثلها التجنيد وكون تعددت أوجه الحكم والتجنيد لا بد منه ولا بقاء لغير المجندين سواء كان تجنيد النظام أو تجنيد الادارة المؤقتة فنصل بهذه السياسات إلى بؤرة صعبة الخلاص ألا وهو عسكرة الحياة المدنية ومحاولة واضحة لتنفيذ سفربرلك جديد بطريقة مختلفة والتي تستدعي دراسات وأبحاث لحل هذا الورم السرطاني الملحق بشعبنا .

.

لذلك يجب التحقق من المعايير الدولية ومراقبة تطبيقها. أطفالنا اليوم ينحدرون من خلفية اجتماعية ممزقة و غير مستقرة. وإن أية ردود فعل تجاه تجنيد القواصر يجب أن تستند إلى تفهم للدوافع الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أدت إلى نشوئها ومن المهم أيضاً التفكير ملياً في القوانين العرفية الدولية التي تحترم الأطفال كمبادئ دولية محددة تلزم هذه الوحدات التي لا تملك الأهلية الشرعية أصلا لتوقيع اتفاقية دولية، ولكنها قد تنتهك حقوق الأطفال بشكل منهجي منتظم أن تجند استناداً على العمر.

.

وبأي حال، كلما طال التفرد وسلطة الحزب الواحد كلما ازداد احتمال تجنيد الأطفال وبأعداد متفاقمة. وهذا يوضح جليا مدى الانهيار للمتفردين بالسلطة و نقص عدد المقاتلين الراشدين كما يوضح ضعف دعمها الجماهيري وقرب وصولها إلى نهاية المطاف ويعرف أن المستبدين دائما يخضعون لسلطانهم أناسا ينعدم التنافس لديهم لأدوار القيادة وسهولة التأثير عليهم و إدارتهم ، وحبهم للمغامرة  هؤلاء القاصرين خير عينة  كونهم أقل تكلفة فهم يشكلون تحدياً أخلاقياً أمام الأعداء.

.

فإن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة أكثر من غيرهم كمقاتلين. ولأنهم غير راشدين بعد قد يندفعون إلى المجازفات والتعرض للأخطار بشكل مفرط ، وبنتيجة النظر إليهم على أنهم سلع يمكن الاستغناء عنها فإنهم بالكاد يتلقون بعض التدريب، أو لا يتدربون أبداً، قبل إقحامهم في خط الجبهة. بينما يقاتل الأطفال على خط الجبهة، يستخدم آخرون ككشافة, وجواسيس، ومراسلين، وحرس، وعتّالين، وحتى انتحاريين,و يستخدم الأطفال غالباً لوضع وإزالة الألغام الأرضية. ولتكون هذه القراءة أوسع فكلما ذكر اعتبروها افتراضات مجازية ولنتمعن في زوايا أخرى فقد تكون هذه الانتهاكات المتقطعة بين الفينة  والأخرى بحق القاصرين ما هي إلا مراوغة لتنفيذ مشروع التجنيد الإجباري على الراشدين لصالح الحزب الواحد الواقع المفروض بالتدريج وكيفية سحبهم لطاقات هذا الشعب التي لا يعيب بشيء نعتها بالمحدودة ومحاولاتهم دمجها في بوتقة مراهقة سياسية أمست كأساطير الأولين وترفع كرديفها العربي  مفاهيم المقاومة والممانعة المكتسبة من الأخير لجذب ثم إحباط هذه المقدرات التي تشكلت وتجاوزت  الكثير من المراحل الحاسمة والفاصلة في ثورتها واسترجاعها إلى نقطة الصفر لتبدأ هي بالإقلاع إلى اللامعلوم  ونعود دوما إلى نفس الدائرة والتي يجدر الوقوف عندها والتساؤل من تخدم زج طاقات الكرد في قالب واحد وهو القالب الممنوع والموقوع القالب الظلامي والهلامي,إن الإزدراء التام بالحياة البشرية الذي يبديه ال pyd يضعها في هيكلية واحدة شبيهة مع داعش,مهما أختلفت الوسائل فالحقيقة واحدة تختلف بدرجات وضوحها.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك