أمريكا إيران زواج المتعة

آراء وقضايا 04 أبريل 2015 0
+ = -

 

يخطئ من يعتقد بأن ايران هي عدوة لدودة ودائمة للولايات المتحدة الامريكية على اعتبار إنهما خطان مستقيمان متوازيان لا يلتقيان ,الحقيقة  أن هناك اكثر من بؤرة توتر في الشرقين الأدنى والأوسط تلتقي فيها الطرفان لتضمد كل منهما جراح الآخر والسير معاً في اتجاه متجاوب ومتجاذب ومتداخل تجلب المنفعة المتبادلة والمتحابة بشكل أو بآخر لجهتيين متناقضتين ومتناحرتين فكرياً وديناميكياً وعقائدياً في الظاهر ,إلاٌ إنهما تجتمعان تحت عباءة سوداء دافئة في فصل الشتاء القارس بغرفة رومانسية متلألئة بأضوائها الفوسفورية والعنقودية الموقوتة بالغازات السامة من العيار الثقيل للأستمتاع بزواج بطعم خاص ولوقت يتناسب والزمن الذي أوجدا فيه .

.

بسبب اليد الطولي لأيران واحتلالها لأربع عواصم عربية لها وزنها وثقلها في المنطقة وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ,واستحوازها لأوراق وملفات هامة وضرورية لواشنطن ,يبرر وزير خارجيتها جون كيري حجته التعاون مع  الأسد لحس إيران وحملها على قبول خطة إدارة الرئيس باراك أوباما لهذه البلدان الغنية بالثروات النفطية والمعدنية والزراعية للإستيلاء عليها وتقسيمها بحصة لكل منهما عبرتجميع وتحشيد طاقات الشباب لخدمة قضاياهما ومصالحهما الحيوية  الهامة عبر الميليشيات التي زرعها في أماكن ملتهبة,وتهيئة الأجواء المناسبة لإقناع طهران والإتفاق على الحد من تخصيبها لليورانيوم و السماح بمراقبة وتفتيش مفاعلها النووية التي تدخل في صلب أمنها القومي وأمن إسرائيل بالتحميل والضغط على طهران في مدينة لوزان السويسرية لثمانية ايام متتالية,

.

انتهت في نهاية المطاف الى مسودة  تتم صياغتها النهائية بعد ثلاثة اشهر من تاريخ اعلان الاتفاق من خلال دعمها المعنوي بالموافقة على ضرب معاقل الحوثيين في اليمن من قبل دول التحالف الحزم برئاسة المملكة العربية السعودية ومعها دول التعاون الخليجي وتركيا وباكستان والمملكة المغربية مضطرين لمواجهة ايران والحد من اطماعها التوسعية وامجادها التاريخية للاستيلاء على مضيق باب المندب المنفذ البحري الحيوي الذي يربط السعودية بالعالم الخارجي لتصدير النفط, والتي لولاه لما قبلت ايران بهذا الاتفاق أصلاً ,اعتقد أن من شأن ذلك تخفيف العبئ الثقيل لإيران وتدخلها السافر في شؤون اقليم كوردستان عبر تهديدات هادي العامري قائد قوات البدر والحشد الشعبي العراقي المرتبط بالحرس الثوري الايراني وفيلق القدس الذي يتزعمه قاسم سليماني بالدخول الى كركوك بحجة أنها مدينة عراقية وامتناع الرئيس البارزاني رافضاً الإملاءات التي تفرض عليهم هذا من جهة.

.

ومن جهة أخرى حضها الحوثيين لإحتلال صنعاء مقابل مساعدة ومساهمة طهران مع إدارته بشكل أو بآخر للقضاء على داعش والارهابيين الآخرين في العراق وسورية وتركهما مستعمرتين ايرانيتين الاول عبر القوى والاحزاب  والمراجع الشيعية حيث المكون الاكبر ,والثاني عبر الحفاظ على  الاسد ونظامه لإحتياجتهما له ولخدماته التدميرية في هذه المرحلة الحساسة من عمر الشرق الاوسط, بغية الخلاص من الترتيبات الجارية لها وصولاً الى وضع استراتيجية امريكية واضحة المعالم تلي انتخاباتها الرئاسية المزمع اجرائها في العام القادم , وأن لا تتدخل في اليمن بأكثر من تصريحات لا معنى لها,لا كرهاً لمن يمد تنظيم الدولة الاسلامية مادياً ولوجستياً ,بل لسحب ذلك الدعم الذي يقف بالضد من مصالحها واجنداتها الخاصة في دولتين شطبت بينهما الحدود بسبب سيطرة داعش على اجزاء كبيرة منهما في محاولة من واشنطن لإقناع حكومات المنطقة ودفعهم بالعمل سوية لمحاربة إرهاب هذا التنظيم المتوحش ,كونه لا يمثل خطراً على دول المنطقة فحسب بل على جميع دول العالم في الارجاء المعمورة, وفي الوقت نفسه يهدد السلم والأمن الأقليمي والدولي وعلى جميع الاديان مسلمين كانوا ام مسيحيين ام إيزيديين وغيرهم من الاقليات العرقية والمذهبية والطائفية .

.

وإن تعاون دول المنطقة ضروري ومهم ولولا ذلك لما يستطيع احد القضاء على الارهاب وناره الموقوت المدمر وهدمه للمعالم الثقافية والأثرية والحضارية والفكرية ,والإنتصار على هذه الجماعة وغيرها من الجماعات الارهابية التي تجتذب المتطوعين من شعوب المنطقة وكافة اصقاع العالم من رجال وأموال قادرة على اختراق الحدود وإشاعة الفوضى في اي بلد بغض النظر عن حجمها وقوتها ,فإن لم تقف حكومات المنطقة معها ضد هؤلاء الطغاة فكيف تستطيع ان تقنع مواطنيها بالإبتعاد عنه وعدم الإنضمام الى صفوفه في ظل وجود الفجوة والريبة بينها وبين شعوبها كما تدعي واشنطن ,ولا تستبعد ان تعلوا اصواتهم مطالبين بالرحيل تفقدهم الشرعية .

.

صبري حاجي … المانيا

27.3.2015

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك