أوباما يغير موقفه من مقاتلي المعارضة السورية .. فهل فات الآوان؟

ملفات ساخنة 11 سبتمبر 2014 0
+ = -

واشنطن (رويترز) – في يوم من الأيام وصف الرئيس الامريكي باراك أوباما مقاتلي المعارضة السورية بأنهم “مجموعة من الأطباء والمزارعين والصيادلة السابقين وما إلى ذلك” لكنهم أصبحوا الآن يشكلون حلقة رئيسية في استراتيجيته للتغلب على تنظيم الدولة الاسلامية.

فلأكثر من ثلاثة أعوام كان موقف أوباما متحفظا من مقاتلي المعارضة المعتدلة. فلم يقدم سوى تأييد لفظي وبعض الدعم المادي المحدود وكان يقول هو والمتحدثون باسمه في كثير من الأحيان إن إضافة مزيد من السلاح إلى أتون الحرب الأهلية لن يزيد الأمر إلا سوءا.

والآن بدأ أوباما يأخذ اتجاها آخر وهو يحدد استراتيجيته لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية.

فقد قرر أوباما تقديم دعم أكبر وتدريب قوات المعارضة السورية في إطار خطة تشمل أيضا توجيه ضربات جوية لمواقع الدولة الاسلامية في سوريا.

وقال محللون ومسؤولون أمريكيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم إن أوباما نفسه كان المحرك الرئيسي وراء التحول في السياسة الامريكية.

وقال اندرو تيبلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى عن أوباما “يبدو لي أنه غير رأيه فعلا. كل المؤشرات تشير إلى أنه كان القيد الأساسي على تطبيق سياسة أنشط فيما يتعلق بسوريا.”

ويؤكد قرار توسيع نطاق الدعم الامريكي عدم وجود خيارات جيدة لدى أوباما في سوريا بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الأهلية التي قتلت قرابة 200 ألف شخص.

ويتعين على البيت الأبيض ايجاد وسيلة للقضاء على الدولة الاسلامية دون التحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي طالبه أوباما بالرحيل قبل أكثر من ثلاث سنوات. وتقاتل قوات الأسد أيضا تنظيم الدولة الاسلامية.

* هل فات الآوان؟

وقالت جين هارمان عضو الكونجرس السابقة التي كانت ضمن مجموعة من خبراء الأمن القومي حضرت عشاء مع أوباما في البيت الابيض يوم الاثنين إن الرئيس ما زال يعتقد أنه اتخذ القرار السليم قبل عامين عندما رفض اقتراحا من كبار المستشارين بتسليح المعارضة السورية.

وقالت في مكالمة هاتفية “أعتقد أنه يعتقد أن العالم تغير. والتغير الكبير هو الدولة الاسلامية.”

وقالت أيضا إن الدور الذي يراه أوباما للمعارضة المعتدلة هو التشبث بالأرض التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية الآن ما أن يجبره الائتلاف الدولي الذي يحاول الرئيس الامريكي تشكيله على الانسحاب منها.

ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن للسلاح الامريكي والتدريب تغيير ميزان القوى في ساحة القتال لصالح المعارضة التي تدعمها واشنطن وتعد أقل عدة وعتادا من تنظيم الدولة الاسلامية وجماعات متشددة أخرى ومن قوات الأسد أيضا.

ويصف مسؤولون أمريكيون مقاتلي المعارضة بأنهم ليسوا أندادا لجماعات مثل الدولة الاسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.

وسلم أوباما بذلك لكنه أشار إلى إمكانية أن تصبح المعارضة عناصر فعالة على الأرض إذا ساندتها القوة العسكرية الامريكية وحصلت على دعم أكبر وتدريب.

وقد أعلنت إدارة أوباما دعم مقاتلي المعارضة السورية مرتين من قبل ولم تحقق سوى نتائج متواضعة.

ففي يونيو حزيران عام 2013 وبعد أن قالت واشنطن إن لديها أدلة على استخدام الأسد أسلحة كيماوية أعلن بن رودز مستشار البيت الابيض أن الولايات المتحدة سوف توسع نطاق مساعداتها.

وأخر معارضون في الكونجرس الأمريكي ذلك البرنامج الذي كانت المخابرات المركزية الامريكية تشرف عليه.

وفي إطار هذا البرنامج تم تدريب مئات من مقاتلي المعارضة لكن الولايات المتحدة رفضت تزويدهم بأحدث الأسلحة مثل صواريخ أرض – جو خشية أن تسقط في أيدي جماعات معادية للغرب من بينها تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي 26 يونيو حزيران من العام الجاري اقترح أوباما تقديم مساعدات بقيمة 500 مليون دولار. وما زال الكونجرس منقسما بشأن الموافقة على تخصيص هذا المبلغ ويقول أعضاء إن البيت الابيض لم يقدم خطة محددة حول كيفية انفاقه.

وفي الثامن من أغسطس اب رفض أوباما في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ما يقال عن أن تسليح مقاتلي المعارضة السورية في وقت سابق كان سيحدث فرقا في المعركة ضد الأسد الذي تدعمه روسيا وإيران.

ويقول منتقدو الرئيس الامريكي إن الرئيس حرف رأيهم وإنهم لم يقصدوا أن المعارضة ستحقق نصرا شاملا بل كانت النتيجة ستتمثل في إضعاف قوات الأسد والدولة الاسلامية معا.

وقال فريدريك هوف الذي عمل مستشارا خاصا لاوباما بشأن سوريا وأصبح الان في مؤسسة اتلانتيك كاونسيل في واشنطن “القضية مقنعة لاننا لو أخذنا مسارا مختلفا قبل عامين لكنا الآن في وضع أفضل كثيرا مما نواجهه.”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك