إقليم كردستان بصدد تصدير 5.6 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي إلى اوربا عبر تركيا .. ماهي التحديات التي تواجه هذا المشروع ؟

حول العالم 30 أبريل 2022 0
إقليم كردستان بصدد تصدير 5.6 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي إلى اوربا عبر تركيا .. ماهي التحديات التي تواجه هذا المشروع ؟
+ = -

كوردستريت || وكالات 

يواجه مشروع تصدير الغاز من إقليم كردستان إلى أوروبا عبر تركيا، جملة تحديات داخلية وخارجية، في ظل استقطاب محلي وإقليمي واسع.

وبدأت السلطات الكردية في الإقليم قبل أيام حراكًا ملحوظًا للدفع بهذا المشروع إلى الواجهة، بعد تعثر صادرات الغاز الأوكرانية إلى أوروبا، ما يجعل الطريق سالكًا أمام هذا المسار، خاصة أن تركيا ستكون هي بوّابة عبور هذا الأنبوب.

وأطلقت أنقرة قبل أيام عمليات عسكرية واسعة شمال العراق، أطلق عليها ”قفل المخلب“، رآها متابعون ومراقبون، بأنها تأتي لتأمين المناطق المفترضة لإنشاء أنابيب الغاز الجديدة.

وسبق تلك العملية، زيارة أجراها رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، إلى أنقره التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعددًا من المسؤولين الآخرين، ليزور بعد ذلك بريطانيا، حيث التقى رئيس الحكومة بوريس جونسون.

وقالت الحكومة البريطانية، في بيان عقب الزيارة، إن ”جونسون اجتمع مع مسرور بارزاني، في 10 داوننغ ستريت، وأعرب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق عن تطلعه لتصدير الطاقة إلى أوروبا“.

في المقابل، أشاد جونسون بجهود مسرور بارزاني للمساعدة بتقليل الاعتماد الغربي على النفط والغاز الروسيين.

رفض إيراني

غير أن هذا المشروع، يواجه تحديات واسعة، داخلية وخارجية، أبرزها غياب التوافق الكردي الداخلي بين الحزبين التقليديين الحاكمين في أربيل والسليمانية، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، فضلًا عن الرفض الإيراني، وكذلك الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد.

وتحاول إيران باستمرار وضع حد لتنمية الطاقة في العراق من خلال نفوذها السياسي، لأنها تريد أن يبقى العراق معتمدًا على وارداتها من الطاقة والكهرباء، كما تتلاعب طهران بإمداداتها من الطاقة لأغراض سياسية.

وعقب الهجوم الإيراني الذي استهدف أربيل، الشهر الماضي، نقلت وكالة ”رويترز“، عن مصادر عراقية وتركية وأمريكية قولها، إن خطة وليدة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز تعد جزءًا مما أغضب إيران ودفعها لقصف أربيل، بـ12 صاروخًا باليستيًا.

وأصابت معظم الصواريخ الـ12 فيلا رجل الأعمال الكردي باز كريم البرزنجي الذي يعمل في قطاع الطاقة في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي.

وأكد مسؤولون عراقيون وأتراك أنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيس كان التشويش على خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا.

وإذا كانت إيران تقف في وجه هذا المشروع، فإن ملف النفط والغاز يثير خلافات دائمة بين الحكومة الاتحادية في العاصمة بغداد، والمسؤولين في إقليم كردستان، إذ أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية، في شباط/ فبراير الماضي، حكمًا يقضي بعدم دستورية قانون النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان، الصادر 2007، وإلغائه لمخالفته أحكام مواد دستورية، فضلًا عن إلزام الإقليم بتسليم الإنتاج النفطي إلى الحكومة الاتحادية.

خلافات طالباني وبارزاني

وتمثل الخلافات بين الحزبين الحاكمين، أحد أبرز التحديات أمام هذا المشروع، فإلى جانب التنافس المحتدم على منصب رئاسة الجمهورية، وعدم التوصل إلى اتفاق، فإن الخلافات بشأن معادلة الحكم الداخلي، والحصص من الثروات، والرؤية حول التعامل مع الحكومة الاتحادية في بغداد، تعد عقبة أمام مشروع الغاز، وكذلك المشاريع المماثلة.

وبعد أيام على حراك القيادة الكردية في أربيل، نحو هذا المشروع، أعلن رئيس حزب الاتحاد الوطني بافيل طالباني، نجل الرئيس العراقي الأسبق الراحل جلال طالباني، معارضته الواضحة لمد الأنبوب من مدينة السليمانية.

وقال طالباني،  في بيان صدر الأسبوع الماضي: ”لن نقف مكتوفي الأيدي أمام اللاعدالة واللاشفافية، والاحتكار والتمييز، وإهدار الواردات العامة وسيكون لنا موقفنا“، مضيفًا: ”يجب توضيح العقود وفقراتها إلى أبناء شعب كردستان، ولانريد جلب مآسي أخرى على الإقليم، وأعلن هنا بأنه على جثتي سيُمد أنبوب الغاز إلى الخارج، إذا خالف ما يطلبه الموطنون ولم يكن في خدمتهم“.

وفي ضوء هذه التباينات، قال الخبير في الشأن الكردي سامان نوح،  إن ”التصريح الأخير لرئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني، هو آخر حلقة في الهجمات المتبادلة، وهو محاولة واضحة لتذكير الديمقراطي بأنه لن يستطيع بيع الغاز دون موافقته الكاملة؛ خاصة أن نحو 70% من حقول الغاز توجد في مناطق الاتحاد الوطني، لذلك موافقته أساسية، ودونها لن تستطيع الشركات العمل على الأرض“.

وأضاف نوح  أن ”الخلافات باتت تقلق الشارع الكردي والمراقبين لأنها تنعكس على حياة السكان، ويمكن أن يمتد الخلاف إلى الملف الأمني وهذا سيعني دخول الإقليم إلى مرحلة خطرة جدًا في ظل صراع إقليمي تركي إيراني على أرضه“.

قواعد اشتباك واضحة

وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الموارد الطبيعية إلى أن إقليم كردستان يمتلك 5.6 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، فيما تشير المصادر إلى أن 3% من احتياطي العالم من الغاز الطبيعي يوجد في إقليم كردستان، وتقدر بـ( 100 – 200) ترليون قدم مكعب، إذ يعد حقلي خورملة وكورمور من أكبر الحقول الغازية في إقليم كردستان.

وتقع الكثير من الحقول الغازية في محافظة السليمانية، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني، برئاسة آل طالباني، مثل حقل كورمور، وحقل جمجمال، وحقل ميران، وحقل بلكانة.

لكن عضو في حزب الاتحاد الوطني، رأى أن ”قواعد الاشتباك بين الجانبين واضحة، فهي على رغم التنافس الشديد حول عدة قضايا، لكن هناك خطوطًا حمراء يُمنع الوصول إليها، فضلًا عن وجود قنوات اتصال بالفعل يمكنها إذابة الجليد، خاصة أن المشاريع الاقتصادية، جاذبة للاتفاق السياسي، بشكل دائم“.

وقال العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه  إن ”هناك رؤية كردية شاملة بشأن الاستفادة من الثروات الموجودة، لكن هناك خلافًا حول آلية ذلك، وبما أن حقول الغاز في محافظة السليمانية، فإن التفاهم بين الجانبين يبقى ضرورة ملحة“.

وتشير إحصاءات وتقارير إلى أن إقليم كردستان يمكنه تصدير 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا إلى تركيا ودول الاتحاد الاوروبي، بعائدات تصل إلى 60 مليون دولار يوميًا، أي مليار و 800 مليون دولار شهريًا.

المصدر : ارم نيوز 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر