اتفاق أميركي فرنسي بريطاني على وجوب صدور قرار أممي قوي وملزم حول الكيماوي السوري .. وتحذير من عواقب لعدم الامتثال

ملفات ساخنة 16 سبتمبر 2013 0
+ = -

كورد ستريت / فابيوس: لقاء دولي واسع بمشاركة المعارضة السورية قريباً في نيويورك

اتفق وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، يوم الاثنين، على وجوب إصدار قرار “قوي وملزم وقابل للتطبيق” من مجلس الأمن الدولي لضمان التزام النظام السوري بنزع السلاح الكيماوي، مع تحذير من عواقب في حال عدم امتثال دمشق لبنود القرار.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري, في مؤتمر صحفي مشترك, في ختام لقاء في باريس مع نظيريه الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ، إن “بريطانيا وفرنسا وأميركا وروسيا متفقة على ضرورة أن تكون هناك عواقب إذا لم تلتزم سورية تماماً بقرار الأمم المتحدة المرتقب”، مضيفا “سنعمل جاهدين لإصدار قرار قوي وقابل للتنفيذ من مجلس الأمن بخصوص سورية”.

وأضاف كيري “نريد أن يترجم اتفاق جنيف إلى قرار ملزم في مجلس الأمن ولن نتهاون مع محاولات النظام السوري للمماطلة, وفي حال فشل النظام السوري في تنفيذ هذا الاتفاق الروسي الأمريكي فإن سيكون لذلك تبعات وسنطبق تدابير بموجب الفصل السابع”, لافتا إلى أن “روسيا وافقت على اللجوء للفصل السابع في حال إخلال أي طرف بالاتفاق في جنيف”.

وتوصلت روسيا والولايات المتحدة, منذ يومين, لاتفاق ينص على الكشف عن مواقع هذه الأسلحة السورية خلال أسبوع، وكمياتها ونوعها وصولا إلى آلية تدميرها منتصف العام المقبل، طالبين من النظام والمعارضة ضمان أمن المحققين الدوليين في حال بدء التفتيش الدولي، الذين سيصلون بدءا من تشرين الثاني القادم.

وأشار كيري إلى أن “الاتفاق ليس طوق نجاة للرئيس بشار الأسد الذي فقد شرعيته , وسيكون هناك مراقبة حثيثة لمدى التزام النظام السوري”, مضيفا أن “النظام السوري كان ينكر امتلاك أسلحة كيماوية والآن اعترف وسيتخلص منها”.

وأعلنت دمشق الخميس انضمامها إلى معاهدة حظر انتشار السلاح الكيميائي، وجاهزيتها لاستقبال خبراء منظمة حظر الانتشار لمساعدتها على تنفيذ المبادرة الروسية، في حين أعلنت الأمم المتحدة أنها تسلمت من سورية وثائق تتعلق بالانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

ويأتي انضمام سورية إلى المعاهدة استجابة لمبادرة روسية دعت فيها دمشق إلى وضع أسلحتها الكيماوية تحت الرقابة الدولية، منعا لقيام أميركا بعمل عسكري ضد سورية، ردا على “الهجوم الكيماوي” بريف دمشق.

ولفت كيري إلى بلاده “ستواصل جهودها للتوصل إلى حل سياسي ومساعدة الشعب السوري للتخلص من العنف والفوضى, كما ستستمر الدفع قدماً من أجل جنيف 2”, مشيرا إلى أن “الحكومة الانتقالية السورية وفقا لاتفاقية جنيف1 ستعمل على حماية حقوق الأقليات”.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة, في أيار الماضي, على عقد مؤتمر جنيف 2 بشان سورية, بناءً على جنيف1 الذي يدعو إلى وقف العنف وتشكيل حكومة انتقالية، كما جرت في وقت سابق مشاورات تهدف إلى التحضير للمؤتمر, إلا أن الحديث عن المؤتمر توقف مؤخرا على خلفية الهجوم الكيماوي في ريف دمشق والتي راح ضحيته المئات من المدنيين والتهديدات الغربية بشن ضربة عسكرية ضد سورية.

من جهته, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه “توصلنا إلى تقدم مهم في جنيف والاتفاق الروسي الأميركي يجب أن يترجم بالقرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن”, داعيا إلى “تنفيذ اتفاق جنيف حول نزع الأسلحة الكيميائية للنظام السوري بشكل سريع وفعال”.

وأوضح “إننا عازمون على الحصول على قرار قوي من مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة”، مبينا أن القرار “سينص بالطبع على عواقب خطيرة في حال عدم تطبيقه”، مضيفا انه ” ليس أمام نظام السوري بديلا سوى الالتزام بقرار تدمير أسلحته الكيميائية”.

وتستعد فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لبحث مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يحدد اطر هذا الاتفاق، وقال هولاند في حديث تلفزيوني مساء الأحد إن مشروع القرار هذا “يمكن أن يطرح للتصويت” في مجلس الامن قبل نهاية الأسبوع.

وأردف فابيوس “من المهم أن نعرف أن المجموعات الإرهابية ليست بديلا عن النظام السوري والشعب السوري سيختار قائده الجديد”, مشيرا إلى أن “الحكومة السورية لا تتعاون من أجل التوصل إلى حل سياسي”.

وكشف فابيوس عن “لقاء دولي واسع بمشاركة المعارضة السورية سيعقد قريبا في نيويورك”, مبينا أن “الحل للأزمة السورية سياسي وليس عسكريا وسيتم في إطار مؤتمر جينيف 2”.

بدوره, أفاد وزير الخارجية البريطاني وليا هيغ ان “أولوياتنا هي إصدار قرار من مجلس الأمن لضمان التزام النظام السوري بنزع الكيماوي ولا بد من وجود جدول زمني محدد للقرار، داعيا “لمعاقبة كل من يستخدم الاسلحة الكيميائية”.

وأشار هيغ الى انه “سيكون هناك مراقبة حثيثة لمدى التزام النظام السوري بتعهداته فلا يمكن أن نقبل بالوعود الشفوية”.

ومن المقرر أن يسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, يوم الاثنين, مجلس الأمن الدولي تقريرا أعده محققون دوليون بخصوص استخدام أسلحة كيميائية في مناطق الغوطة بريف دمشق الشهر الماضي.

وأضاف هيغ ” هدفنا عقد مؤتمر جنيف 2 للسلام بسورية من أجل التوصل إلى حل سياسي, وسنتسمر بدعم المعارضة السورية وتامين المساعدات الانسانية, كما سنعمل مع روسيا في اجتماع جنيف الثاني على حقن الدماء”, مضيفا ان “لا تسوية سلمية في سورية دون معارضة منظمة”.

وسبق أن أجريت محادثات في باريس, في وقت سابق الاثنين, ضمت كل من فابيوس وهيغ وجون كيري بالإضافة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند, واعتبروا انه من الضروري التوصل إلى “قرار قوي وملزم” حول سورية في مجلس الأمن الدولي.

وكان وصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا وليام هيغ صباح الاثنين إلى قصر الاليزيه لإجراء محادثات مع هولاند حول الوضع السوري.

ويشهد المجتمع الدولي خلافات حول حل الأزمة في سورية، فيما تعيش البلاد عامها الثالث من الأزمة، وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحي المعارضة، وغياب للحل السياسي، في وقت قدرت تقارير أممية عدد الضحايا منذ بدء الأزمة بأكثر من 100 ألف شخص، في حين اضطر ما يزيد عن 1.9 شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم.

سيريانيوز

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك