ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال سوريا وتركيا لأكثر من 28 ألف شخص وتضاؤل الآمال بالعُثور على ناجين..

حول العالم 12 فبراير 2023 0
ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال سوريا وتركيا لأكثر من 28 ألف شخص وتضاؤل الآمال بالعُثور على ناجين..
+ = -

كوردستريت || وكالات

 

قضى أكثر من 28 ألف شخص في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين، بحسب آخر أرقام رسمية أعلنت السبت.

وأفاد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أثناء زيارة لمدينة شانلي اورفا(جنوب شرق) أنه عثر حتى الآن على 24848 جثة في تركيا فيما أحصت السلطات في سوريا 3553 قتيلاً.

وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة أديامان بجنوبى البلاد بجهود إغاثة عالمية لإعادة إعمار المناطق المدمرة.

وأقر، وسط انتقاد من شخصيات معارضة، بحدوث “انتكاسات معينة” في استجابة الحكومة للزلازل المميتة.

كما انتقد رجال الإنقاذ في سوريا بشدة نقص المساعدات في مناطق معينة، في بلد بلغت فيه حصيلة الوفيات 3384 شخصا.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 4ر5 مليون شخص قد أصبحوا بلا مأوى.

وقام الرئيس السوري بشار الأسد وقرينته أسماء، بزيارة مدينة حلب، في أول زيارة له للمنطقة المتضررة جراء الزلزال المدمر هذا الأسبوع.

ونشرت الرئاسة السورية صورا للزوجين وهما يزوران مصابين في مستشفى حلب الجامعي.

وهناك تراجع في عدد من يتم إنقاذهم على الرغم من استمرار العثور على بعض الناجين، مثل عائلة مكونة من ستة أفراد في جنوب تركيا تم انتشالهم من بين الأنقاض بعد مرور 102 ساعة على الزلزال، وفقا لوكالة الأناضول للأنباء.

وقال أردوغان إنه فيما يتعلق بجهود الإنقاذ، يعمل على الأرض في المجمل 141 ألفا من عمال الإنقاذ الأتراك والأجانب، من بينهم أكثر من 7 آلاف قادمين من 61 دولة. وأرسل ما إجماله 97 دولة، مساعدات إلى تركيا أيضا، حسبما ذكرت وزارة الخارجية التركية.

في غضون ذلك، تم إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من منطقة الزلزال.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة على تويتر إن الولايات المتحدة ستوفر 85 مليون دولار في شكل مساعدات يتم الاحتياج إليها على نحو عاجل.

وكتب يقول إن هذا يشمل “أغذية وملاجئ، وإمدادات لمساعدة الأسر على تحمل البرد، وأدوية للمساعدة في إنقاذ الأرواح”.

وجمعت مناشدة بريطانية لمساعدة الضحايا في تركيا وسوريا، أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني (36 مليون دولار) في أقل من 24 ساعة، حسبما ذكرت وكالة برس أسوسيشن البريطانية للأنباء

وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن روما أرسلت معدات وإمدادات لمستشفى ميداني وإمدادات طبية ومركبات وخيام وأسرّة للأطفال لنحو ألف شخص.

ووقع الزلزال الأول في وقت مبكر من صباح الاثنين الماضي بقوة 7ر7 درجة على مقياس ريختر، تلاه عند الظهيرة زلزال آخر بقوة 6ر7 درجة.

ووفقا للسلطات التركية، وقعت ألف هزة ارتدادية منذ ذلك الحين.

وعلى الرغم من درجات الحرارة التى تصل إلى حد التجمد، لا يزال يتم العثور على بعض الناجين يوم الجمعة، في الغالب بعد ساعات من عمليات البحث.

وبثت قناة “تي آر تي” العامة التركية مقاطع مصورة لرجال إنقاذ يسحبون رجلا عمره 45 عاما من تحت الأنقاض في محافظة كهرمان مرعش بجنوب البلاد بعد 107 ساعات من وقوع الزلزال.

وفي سوريا، يجري حوالي 3 آلاف من متطوعي منظمة الخوذ البيضاء عمليات بحث عن ناجين.

وقال رائد الصالح، مدير المنظمة في مؤتمر صحفي إنه على الرغم من أن العثور على أحياء أصبح نادرا، سيواصل المتطوعون عمليات البحث عن ناجين.

وأعلن أن المنظمة تمكنت من انقاذ 2953 شخصا.

وأضاف أن “أنين الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض سيظل في آذاننا طالما كنا أحياء”.

وانتقدت المنظمة بشدة الأمم المتحدة يوم الجمعة، قائلة إنه لم تصل مساعدات إنسانية مناسبة، في المنطقة التي دمرها الزلزال، بشمال غرب البلاد.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن شحنة من المعونات وصلت يوم الخميس، لكنه قال إنه مازال هناك نقص في خيام الإيواء ومعدات لإزالة الأنقاض.

ووفقا لمصادر وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عبرت قافلة ثانية الحدود التركية السورية يوم الجمعة.

وقال مصطفى دهنون، وهو ناشط من إدلب كان عند المعبر الحدودي، للوكالة الألمانية إن الشاحنات كانت تحمل بالأساس بطانيات وسجاد لتدفئة السكان.

وتساءل قائلا: “نحتاج إلى خيام . إذا كان لدينا بطانيات وسجاد وليس لدينا خيام، فأين سينام الناس؟”.

وعبر صلوات ودعوات ومساعدات وتبرعات رسمية وشعبية، تحولت المساندة العربية، الجمعة، إلى ما هو أشبه “بانتفاضة” لدعم تركيا وسوريا، لمواجهة الزلزال الذي ضربهما الاثنين.

 

وفجر الاثنين، ضرب زلزال جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

ووفق رصد الأناضول، تنوع الدعم العربي رسميا وشعبيا، الجمعة، عبر أداء صلاة الغائب في مساجد كثير من الدول العربية، ودعاء الخطباء في صلاة الجمعة لنصرة تركيا وسوريا، بجانب تواصل المساعدات والتبرعات والنداءات العربية لغوث البلدين.

 

وجاءت صور الدعم العربي غير المسبوق الجمعة على النحو التالي:

** أولا: صلاة غائب ودعوات

أدى آلاف الأشخاص صلاة الغائب في مساجد دول عربية، الجمعة، على أرواح ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.

ووفق رصد الأناضول، تم ذلك في مساجد الضفة العربية وقطاع غزة، بجانب المسجد الأقصى بمدينة القدس، و”جميع مساجد” الإمارات والبحرين، والأردن، وأغلب مناطق لبنان لاسيما العاصمة بيروت، بجانب مدينة تعز اليمنية (جنوب غرب)، ومدينة عفرين شمالي سوريا، ومسجد بن نابي في العاصمة الليبية طرابلس.

كما دعا بندر بن عبد العزيز بليلة، ويوسف أبو اسنينة خطيبا المسجدين الحرام والأقصى، الجمعة، المسلمين إلى دعم تركيا وسوريا، بمواجهة الزلزال، داعين بالرحمة للموتى والشفاء للمصابين.

ودعا “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي” الجمعة، إلى المسارعة لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا.

ثانيا: تبرعات رسمية وشعبية لا تتوقف

شهدت التبرعات العربية على المستوى الرسمي والشعبي تدفقا لافتا لدعم تركيا وسوريا بمواجهة تداعيات الزلزال.

وتبرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة، بـ50 مليون ريال قطري (14 مليون دولار) لصالح متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.

 

 

وبلغ حجم التبرعات لحملة “سند وعون” القطرية، الجمعة، 168 مليون ريال قطري (46 مليون دولار) في يومها الأول عبر تلفزيون قطر الرسمي، لصالح منكوبي الزلزال في تركيا وسوريا.

كما أعلنت الجزائر، الجمعة، تخصيص مساعدات مالية بقيمة قدرها 30 مليون دولار لتركيا، و15 مليون دولار لسوريا؛ تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون”.

وفي السعودية، شارك 679 ألفا و830 شخصا في حملة تبرعات شعبية عبر منصة “ساهم” الحكومية لإغاثة سوريا وتركيا، بحصيلة بلغت 239 مليونا و108 آلاف و668 ريالا (63,718 مليون دولار)، حتى الساعة 21:44 ت.غ مساء الجمعة.

وفي الأردن، أعلنت الكنائس الكاثوليكية ، الجمعة، تخصيص تبرعات قداسات يومي الأحد القادمين، لمساعدة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا.

وفي فلسطين، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري للأناضول، إن “حصيلة التبرعات التي جُمعت من مساجد الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة بلغت تقريبًا نحو 3 ملايين و500 ألف شيكل (نحو مليون دولار)”.

 

ثالثا: جسور إغاثة تتواصل

 

في هذا السياق، أعلنت الخارجية الأردنية، مساء الجمعة، إرسال مستشفى ميداني عسكري إلى قهرمان مرعش جنوبي تركيا، بجانب بدء إرسال قوافل برية إلى سوريا وتركيا، للمساعدة في مواجهة آثار الزلزال الذي ضرب البلدين.

وفي لبنان، أعلن وزير البيئة ناصر ياسين، الجمعة، أن بلاده تعتزم إرسال بعثات إضافية إلى تركيا للمشاركة في أعمال الإغاثة عقب الزلزال المدمر الذي ضربها.

ووصلت إلى تركيا، الجمعة، ثلاث طائرات سعودية إغاثية إضافية ليرتفع الإجمالي إلى 5 وذلك ضمن جسر جوي سيرته المملكة للمساهمة في إغاثة متضرري الزلزال، إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

والخميس، وصلت إلى تركيا طائرتان إغاثيتان سعوديتان تقلان “فرق الإسعاف والإنقاذ المتخصصة و98 طنًا من المواد الإغاثية تشتمل على سلال غذائية وخيام وحقائب إيواء وبطانيات بالإضافة إلى المواد الطبية”، وفق ما ذكرته سابقا الوكالة.

وفي الكويت، أفادت وسائل إعلام منها وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، أن “السبت سيشهد انطلاق حملة موسعة لجمع التبرعات لإغاثة منكوبي الزلزال تحت عنوان “الكويت بجانبكم”، بتوجيهات من القيادة السياسية”، دون تفاصيل أكثر.

وفي أبوظبي، أعلن “طيران الإمارات” عن اعتزامه تسيير جسر جوي إنساني، لدعم جهود الإغاثة بتركيا.

والجمعة، واصل فريق الإمارات للبحث والإنقاذ أعماله الإغاثية بتركيا للبحث عن ناجين أسفل الأنقاض، متنقلا على “ثلاث مناطق هي الأصعب في محافظة كهرمان مرعش (مركز الزلزال) منذ حدوث الزلزال”، وفق الوكالة.

وحتى مساء الخميس، أعلنت الإمارات تسيير 22 طائرة إغاثية تحمل 640 طنًا من المساعدات منها 7 طائرات لسوريا و15 إلى تركيا على متنها فرق بحث وإنقاذ ومستشفى ميدانيًا متنقلاً بكامل تجهيزاتها.

وفي سلطنة عمان، أعلنت هيئة لدفاع المدني والإسعاف عبر تويتر الجمعة أن “فريقها الوطني يواصل عمليات البحث والإنقاذ مع الفرق الدولية الأخرى ،وتقديم العناية الطبية للمتضررين جراء الزلزال في تركيا”.

وفي العراق، ‎أجرى رئيس البلاد عبد اللطيف جمال رشيد، الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدم خلاله التعازي، مؤكدا تضامن بغداد مع أنقرة، وفق الرئاسة العراقية.

ومنذ وقوع الزلزال وحتى الخميس، أعلنت 14 دولة عربية رسميا إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، هي السعودية، قطر، الكويت، الإمارات، مصر، لبنان، الجزائر، الأردن، البحرين، ليبيا، تونس، فلسطين، العراق وموريتانيا.

من جهته أعلن مفوض الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، السبت، أن عمليات الإنقاذ “بدأت تقترب من النهاية” في الولايات التركية العشر المتضررة من الزلزال المدمر.

وقال خلال زيارة أجراها لولاية قهرمان مرعش للأناضول: “لقد اقتربنا من نهاية مرحلة الإنقاذ، وبعدها تأتي مرحلة التعافي وبداية الإعمار، والتخطيط للمنازل والشقق والمباني المراد إعادة بنائها”.
وأشار إلى أن مرحلة التعافي من آثار الزلزال المدمر” ستعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية”، مشيرا إلى أن الحكومة التركية “ستقود عملية إعادة بناء المنازل المدمرة”.
وأضاف: “في مرحلة التعافي من الكوارث، يلعب المجتمع الإنساني دورا كبيرا، وهذا هو السبب في أننا سنطلق نداء لجمع الأموال لتوفير التمويل للوكالات المعنية ومساعدة الأشخاص المنكوبين”.

وأوضح غريفيث أن الأمم المتحدة ستوجه جهودها باتجاه المساعدة الإنسانية خلال الفترة التي يضطر فيها الناس للعيش في مساكن مؤقتة”.

وفي السياق، شدد المسؤول الأممي على أن المرحلة الثانية بعد الكوارث الطبيعية “قد تكون أكثر قلقًا ليس فقط في تركيا ولكن أيضًا في سوريا المتضررة، حيث سيحتاج الضحايا الناجون إلى المساعدة في سبل عيشهم وعلى كيفية الحصول الغذاء والدواء”.
وتابع: “قلقون للغاية كما تعلمون بشأن المرحلة الثانية من كارثة طبيعية بهذا الحجم والأمر غالبا مرتبط بالوضع الصحي، حيث لدينا مخاوف كبيرة هنا (تركيا) وفي سوريا، من المشكلات الصحية التي سيتم التعامل معها”.

دمشق- (د ب أ)- الأناضول

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر