اسرار اللعبة الامريكية التركيَّة حول الرقة والموصل والتقرير التالي يكشف الكواليس ؟

صحافة عالمية 14 نوفمبر 2016 0
اسرار اللعبة الامريكية التركيَّة حول الرقة والموصل والتقرير التالي يكشف الكواليس ؟
+ = -

16 نوفمبر,2016

.

تطورات سريعة تمر بها تركيا. فإثر اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي، خرج نائب رئيس الوزراء، نعمان كورطولمش، ليقول أن «قوات سورية الديموقراطية» بدأت بالانسحاب فعلياً من منبج إلى شرق الفرات، كما وعدتنا واشنطن. ويشير هذا التصريح إلى نقطتين هامتين. ومفاد الأولى أن تركيا لم تثق بالوعد الأميركي في وقت كان الأكراد يعلنون رفض الانسحاب من منبج، وعليه، سعت أنقرة من طريق استخباراتها على الأرض للاطلاع على الأحوال في منبج. والثانية هي أن ما حصل من انسحاب والإعلان عنه بهذه الطريقة يشير إلى تقارب بين أنقرة وواشنطن حول نقطة الخلاف الأهم بينهما، ألا وهي «جيش سورية الديموقراطية» ووحدات الحماية الكردية («وحدات حماية الشعب») في سورية. إثر هذا التصريح بيوم واحد، وصل إلى أنقرة وفد أميركي عسكري ديبلوماسي واستخباراتي.
والوفد ضم أسماء بارزة، وضمنها مساعد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومبعوث أوباما لمحاربة داعش بريت ماكغورك، ومن مركز القيادة العسكرية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، وعدد من رجال الاستخبارات. بعد هذه الزيارة وخلالها، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان إلى اجتماع أمني عاجل في قصره حضره رئيس الوزراء ورئيس الاستخبارات ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية وقائد الأركان.

.
بدت الخطوة غريبة. فهؤلاء المسؤولون سيجتمعون في نفس المكان في اليوم التالي في إطار اجتماع مجلس الأمن القومي. فهل كان القصد من الاجتماع إعداد ملف خاص يناقش في اجتماع الغد؟ السبب كان الحاجة الملحة والسريعة لدراسة المعلومات التي جاء بها الوفد الأميركي حول الحرب على داعش. وتسعى أنقرة إلى تجنب أي مشاكل قد تواجه الدور التركي في هذه المعركة المهمة والقريبة ضد داعش. ولذا، تشاورت كذلك مع موسكو وطهران.

.
وبدأ العمل في الخط العسكري الساخن مع موسكو بعد المصالحة بين تركيا وروسيا. وكانت زيارة وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، السريعة فرصة للتشاور معه حول الموقف الإيراني. ودخل وزير الخارجية التركي، مولود شاوش أوغلو، اجتماع مجلس الأمن القومي فوراً بعد لقائه ظريف. والاجتماع ناقش ملفي حزب «العمال الكردستاني» وفتح الله غولن، لكنه ركز على الدور العسكري التركي في العملية الأميركية المرتقبة ضد داعش في سورية والعراق. وهي عملية كبيرة. لذا، وضع الـ «ناتو» طائرات أواكس في الخدمة وستنطلق من تركيا وعدد من الدول المجاورة من أجل تحليق مكثف ومستمر. وفي قاعدة كونيا الجوية 4 طائرات أواكس «أطلسية».

.
ويرمي الهجوم الكبير الذي تعده أميركا إلى طرد داعش من الرقة والموصل. وأعلن الرئيس أردوغان أنه في حال تركت واشنطن التعاون على الأرض مع «جيش سورية الديموقراطية» والوحدات الكردية، يسع تركيا وحلفائها العرب المساعدة في تحرير الرقة. ولا يستخف بالتصريح هذا. فأردوغان أبلغ موقفه مباشرة لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وتلت الإبلاغ هذا زيارة الوفد الأميركي أنقرة. وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتبين إذا ثمة دور حقيقي للقوات الكردية في معركة الرقة أم لا، ورد تركيا على الدور (الكردي) هذا أو موقفها أو دورها في العملية. أما معركة الموصل فيرى «ناتو» وتركيا – التي احتل داعش قنصليتها عندما اجتاحها في 2014- أنها أكثر أهمية. والصورة في الموصل تبدو أكثر ضبابية والدور التركي غامض، لكن جميع التفاصيل ستظهر قريباً، في وقت يؤدي مسعود بارزاني والبيشمركة الذين هم على علاقة جيدة مع أنقرة، دوراً وازناً في عملية الموصل.

.
وإلى اليوم، يبدو أن دولاً مثل بريطانيا وفرنسا والدنمارك والسعودية وقطر والأردن وألمانيا ستقدم دعماً وعوناً قويين لهذه المعركة، وستدور أبرز معارك التحالف ضد داعش. وقواعد هذه القوات الأساسية في تركيا. واستقبال القوات هذه في تركيا يعزز دورها في التحالف ضد داعش بعد كل الاتهامات التي وجهت إليها.

.
وهذه المعركة تقرب وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن في الملف السوري. فعلى رغم الخلاف حول حلب التي يسعى النظام السوري بدعم روسي لحسم معركتها في وقت يقتصر الموقف الأوروبي والأميركي على التنديد فحسب، حسم معركة الرقة والموصل والقضاء على دولة داعش، سيعيد النقاش حول بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة طالما أن القضاء على داعش يتصدر الأولويات. وبعد القضاء على داعش سيكون من العسير التذرع بمحاربة الإرهاب لتسويغ بقاء الأسد.

.

المصدر : الحياة

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك