اكتشاف مدينة إيدو الأثرية تحت هضبة في إقليم كردستان العراق

ملفات ساخنة 03 أكتوبر 2013 0
+ = -

كورد ستريت / جريدة هافينغتون بوسط الأمريكية ، الثلاثاء 1 تشرين الأول 2013
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
اكتشف علماء الآثار في إقليم كردستان شمال العراق مدينة أثرية تدعى إيدو، و التي كانت مخفيًة تحت هضبة.

تُكشف النقوش المسمارية والأعمال الفنية عن القصور التي ازدهرت في المدينة عبر تاريخها منذ آلاف السنين الماضية.

تقع المدينة في وادي على الضفة الشمالية لنهر الزاب الأسفل، تشكلت آثار المدينة و التي هي الآن جزء من الهضبة و التي تدعى بمنطقة التل نتيجة الاستيطان البشري ، و ترتفع حوالي 32 قدما (عشرة أمتار) فوق السهل المحيط بها. يعود تاريخ اقدم الآثار إلى العصر الحجري الحديث، عندما بدأت الزراعة لأول مرة في الشرق الأوسط، تقع الآن قرية جديدة تدعى – ساتو كالا – على رأس التَلَّة.
يقول- سينزيا با بي- عالم الآثار في جامعة لايبزيغ في ألمانيا أن المدينة ازدهرت بين أعوام 2900- 3300. حيث كانت المدينة تحت سيطرة الإمبراطورية الآشورية في بداية هذه الفترة ، وكانت تُستخدم لإدارة المناطق المحيطة بها. لاحقا مع ضعف الإمبراطورية، حصلت المدينة على استقلالها وأصبحت مركزا لمملكة استمرت قرابة 140عاما، حتى استعادها الآشوريين.
تمكًن الباحثون من تحديد اسم الموقع القديم عندما جلب لهم قروي رَقيما أثريا حُفر عليه الاسم القديم للمدينة ، خلال مسح للمنطقة في عام 2008. وأجريت عمليات التنقيب في عام 2010 و 2011، و نشر الفريق اكتشافاته في الطبعة الأخيرة في مجلة- انتوليكا-.

“جرى عدد قليل جدا من التنقيبات الأثرية في كردستان العراق قبل عام 2008″، كتب- سينزيا با بي- في رسالة الكترونية إلى الموقع الإخباري (لايف ساينس). كان من الصعب العمل هناك بسبب الصراعات في العراق على مدى العقود الثلاثة الماضية. بالإضافة إلى ذلك كان علماء الآثار قبل ذلك الوقت يميلون إلى تفضيل التنقيبات في جنوب العراق في أماكن مثل أوروك و أور.

تتضح تَأْثيرات التاريخ الحديث على التلة. هاجمت قوات صدام حسين القرية الجديدة وأحرقتها جزئيا في عام 1987، كجزء من حملة أكبر بحق الكرد، “ما زال آثار هذا الهجوم واضحا “، قال سينزيا با بي.
القصور الأثرية
تكشف النقوش المسمارية و الفن الذي كشف عنه الفريق لمحات عن قصور الترف في المدينة القديمة.

عندما كانت- إيدو- مدينة مستقلة، قام أحد حكامها- باي لانو – بهذا ليفتخر بان قصره كان أفضل من جميع أسلافه. ” جعل القصر الذي بناه أكبر من قصر والده” و ادعى في النقش المترجم ( بأن والده، – ابي زيري، لم يقم بهكذا مفخرة)

يشير عمالان فنيان إلى زخارف تزين قصور إيدو عندما كانت مستقلة. أحد القطع الفنية – أبو الهول- ذو لحية على صورة رأس رجل وجسم أسد مجنح، كان مرسوما على القرميد الأزرق و الذي عثر عليه الباحثون في أربعة قطع. في أعلى وأسفل- أبو الهول- يظهر نقش متبقي ، “قصر – باووري- ملك إيدو إبن- اديما- وهو أيضا ملك إيدو”.

أنشأ عمل آخر لنفس الحاكم، والذي يحمل نفس النقش الموجود على أبو الهول، و الذي يظهر “حصانا عليه تاج يعدو بلجام نصف دائري ويقوده بحبل رجل بلحية يلبس ثوبا قصيرا مزخرفا .” كتب سينزيا با بي وزميله آرن ووسينك في مقال المجلة.
حتى خلال الحكم الآشوري، عندما كانت – ايدو – تستخدم لإدارة المناطق المحيطة بها، كانت يتم بناء القصور و تزين بشكل جميل. مثلا، اكتشف الفريق قطعة من لوحة زجاجية و التي تشمل زخرفتها المللونة سعف النخيل ، الرمان و نماذج متعرجة. بقيت قطعة واحدة فقط، وتظهر، “قصر آشورناصربال الثاني ، (ملك أرض آشور).” ( 859- 883 قبل الميلاد)،قال الباحث بأنه أو أحد حكامه، قد بنى أو إعاد بناء قصر إيدو بعد أن استعاد الآشوريون المدينة. (المعارك العشر الكبرى من أجل السيطرة على العراق)
بطل في مواجهة العنقاء ( طائر خرافي )

قطعة أثرية آخرى مثيرة للاهتمام والتي قد تكون من القصر، هو ختم اسطواني يعود تاريخه تقريبا الى 2600 عام. عندما كانت تضغط على قطعة من الطين، كان يكشف عن وجود موقع أسطوري حَيّ.

يظهر الموقع رامي سهام جاثم على ركبتيه أمام عنقاء ، بالإضافة إلى نجمة الصباح (التي ترمز إلى الإلهة عشتار)، والهلال القمري (و الذي يرمز لإله القمر) وقرص الشمس و الذي يرمز إلى إله الشمس ، و يظهر رمز يسمى ب – رهومب – و الذي يمثل الخصوبة.

” تمثل صورة البطل الجاثم على ركبتيه مع القوس نموذجا للآلهة المحاربة”، كتب سينزيا با بي في الرسالة الإلكترونية . ” كان الإله نينورتا الأكثر انتشارا ، الذي لعب دورا هاما أيضا في الديانة( الآشورية ) للدولة، و من الممكن أن الصورة الموجودة على الختم تمثله.”
العمل المستقبلي

سيحتاج الباحثون قبل اجراء المزيد من التنقيبات الى موافقة من الحكومة المحلية وأهالي القرية.

” لمواصلة تنقيبات أوسع ، يتعين إزالة بعض من هذه المنازل على الأقل ” قال سينزيا با بي . ” لسوء الحظ، من غير الممكن حاليا أن نقوم بمزيد من العمل حتى يتم التوصل إلى تسوية بين القرويين وحكومة إقليم كردستان “.

بالرغم أن الحفر غير ممكن حاليا، فقد تم مؤخرا تحليل القطع الأثرية المحفورة و سوف يكشف عن المزيد من المنشورات عن عمل الفريق في المستقبل. يخطط علماء الآثار أيضا لمسح المنطقة المحيطة للحصول على فكرة عن مساحة مملكة إيدو.
أوين غاروس

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك