” الأسد ” بات ورقة تفاوضية لدى داعميه أكثر من أن يكون رئيساً يمثل طرفاً في التفاوض

آراء وقضايا 15 سبتمبر 2015 0
” الأسد ” بات ورقة تفاوضية لدى داعميه أكثر من أن يكون رئيساً يمثل طرفاً في التفاوض
+ = -

 من أجل إيجاد حل سياسي للازمة في سوريا. هكذا يبدو وفقاً لقراءة المشهد السياسي في داخل أروقة الدول الداعمة لنظام الأسد, وكذلك الحدث الأبرز على الأرض توازياً مع عمق التدخل الروسي عسكرياً بعد ان أدركت أن محاولاتها مع المملكة السعودية لم تثمر وأن إيران جلى إهتماماتها تصب في عملية تسوية مع الولايات المتحدة. تحسباً لعملية طارئة قد تحصل على الأرض وفق قرائتها للتطورات العسكرية أقدمت روسيا على جلب ما يقارب ألفي عسكري إلى قاعدتها في طرطوس مؤخراً تؤكد في ذلك على أنها لايمكن أن تضحي بما لها من مصالح إستراتيجية و جيوسياسية في سوريا وخاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ولو أدى ذلك إلى تقسيم سوريا.

.

هكذا يرى المحللون والمتابعون للشأن السوري, وهذا ما يؤكده الإستراتيجيون في المطبخ الأمريكي لصناعة القرار. ولأهميتها أورد جزءً من المقال لخالد الدخيل الذي نشر على صفحة جريدة الحياة اليوم: ” هناك احتمال آخر، وهو أن التصعيد جاء نتيجة ثلاثة عوامل: إدراك القيادة الروسية أن موقف حليفها الرئيس بشار الأسد، يزداد حرجاً مع الوقت. الثابت الذي لا يتغير، أن هذا الرئيس يخسر باستمرار. حتى لو حقّق بعض النجاحات، هي في الغالب نجاحات موقتة. ثانياً، إن مرور الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس الأميركي قد يغري الرئيس باراك أوباما، بحصاد ثمنه السياسي على الأرض السورية. وهو أمر سيكون على حساب موسكو بقدر ما أنه على حساب طهران. تصعيد الكرملين في هذه الحالة خطوة استباقية لتعزيز قدرات الأسد، وتعزيز الموقف الروسي استعداداً لمثل هذا الاحتمال. ثالثاً، إن خطوة التصعيد جاءت بعد اجتماع الدوحة الثلاثي بين وزراء خارجية السعودية وأميركا وروسيا، لمناقشة الحل في سورية تحديداً. وجاء بعد زيارة وزير الخارجية السعودي لموسكو بعد ذلك.

.

ثم جاء ثالثاً بعد وصول الوساطة الروسية بين الرياض ودمشق إلى طريق مسدود، وهي وساطة تحققت ذروتها بزيارة علي المملوك، رجل الأمن الأول في نظام الأسد، إلى جدة في تموز (يوليو) الماضي. وهي زيارة لم تكن واردة في أسوأ كوابيس الأزمة السورية. لكن السعودية أرادت بقبولها المقترح الروسي، كما يبدو، تقديم تنازلاً بهذا الحجم لموسكو للبرهنة عملياً بأنها مع إيجاد حلّ للأزمة.

.

ذلك كله يشير إلى أن روسيا لم تغير موقفها من الأسد، ليس بالضرورة تمسكاً بالشخص، وإنما تعبيراً عن أن مأزق الموقف الروسي في الأزمة امتداد لمأزق الرئيس السوري نفسه الذي تتحالف معه. وعليه، فالتصعيد العسكري جاء بعدما فشلت موسكو في تغيير الموقفين السعودي والأميركي من بقاء الأسد. أي أنها اختارت ممارسة الضغط على السعوديين والأميركيين من على الأرض السورية، بدلاً من كواليس المفاوضات الديبلوماسية. لماذا؟ ” ا(انتهى الإقتباس) أعتقد بأن هناك لعبة دولية تتحدد أطرافها أولاً, ومن ثم ستتحدد خارطة طريق وفقاً لتوافقات اللاعبين..

.

وذلك بدءً من التحرك التركي على الحدود السورية, والإعلان عن استراتيجيتها مع قبولها لتحرير قاعدة أنجرليك أمام الطائرات الأمريكية لمحاربة داعش, وكذلك الإعلان عن حربها ضد الحزب العمال الكوردستاني كعملية إستباقية لأي تحرك إيراني تستعمل الحزب كورقة ضغط على تركيا. ومن جهة ثانية إفشال عملية التفاوض مع الحوثيين من قبل المملكة السعودية والإعلان على أن الحوثيين عبارة عن ميليشيات غير شرعية في اليمن يجب القضاء عليها, وذلك كتوجيه رسالة إلى إيران نتيجة لتمسك إيران بالأسد..

.

ومؤخراً تحركت فرنسا باتجاه أوكرانيا متوجهاً برسالتها إلى روسيا, تؤكد على أن سوريا ليست أوكرانيا كما أوكرانيا ليست بسوريا, فبإمكان فرنسا أن تضغط على روسيا من خلال دور الإتحاد الأوروبي في الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.. وهناك من يربط الأزمة في سوريا بالصراع المذهبي في العراق, ويستنتج على أن لا سبيل للحل في كلا البلدين إلا بالتوافق بين الأطراف المتصارعة على الأرض مع الأخذ بالإعتبار مصالح الدول ذات الشأن, وهذا يسحبنا إلى التأكيد على فرضية التقسيم التي إعتبرها المستشارون الإستراتيجيون لدائرة القرار الأمريكي.. كل ذلك بعيداً عن إرادة الشعب السوري الذي أصبح وقوداً لحرب ليست له مصلحة فيها. —————–

— أحمــــــد قاســــــم 13\9\2015

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر