الأكراد يدعون التحالف لتكثيف الغارات على كوباني وتحذيرات من سقوط المدينة

ملفات ساخنة 12 أكتوبر 2014 0
+ = -

بيروت/مورستبينار (تركيا) (رويترز) – حثت القوات الكردية المدافعة عن كوباني التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تكثيف الهجمات الجوية على مقاتلي الدولة الإسلامية الذين شددوا قبضتهم على المدينة السورية الواقعة على الحدود مع تركيا يوم السبت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يراقب الحرب الأهلية السورية- ان القوات الكردية تواجه هزيمة حتمية في كوباني إذا لم تفتح تركيا حدودها للسماح بدخول السلاح إلى المدينة وهو ما يبدو حتى الآن أن أنقرة ترفضه.

وقد صعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الضربات الجوية على تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني وحولها قبل أربعة أيام. وقالت الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية -وهي وحدات حماية الشعب- في بيان إن الغارات الجوية كبدت الدولة الإسلامية خسائر فادحة لكن فعاليتها قلت في اليومين الماضيين.

وقال ضابط عسكري كردي تحدث إلى رويترز من كوباني التي يطلق عليها أيضا عين العرب إن تنظيم الدولة الإسلامية جلب مزيدا من الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى الخطوط الأمامية وأن المعارك التي تدور من شارع إلى شارع تجعل من الصعب على الطائرات الحربية استهداف مواقع الدولة الإسلامية.

وقال عصمت الشيخ رئيس مجلس الدفاع عن كوباني “لدينا مشكلة وهي الحرب التي تدور بين المنازل.”

واضاف قوله “الضربات الجوية تفيدنا ولكن الدولة الإسلامية تستقدم دبابات وقطع مدفعية من الشرق. لم نكن نرى معهم دبابات ولكن شهدنا أمس دبابات تي-57.”

واستطاع تنظيم الدولة الإسلامية تعزيز مقاتليه أما الأكراد فلم يستطيعوا. فمقاتلو الدولة الإسلامية يحاصرون المدينة من الشرق والجنوب والغرب وهو ما يعني أن طريق الإمداد الممكن الوحيد للأكراد هو الحدود التركية إلى الشمال.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا تركيا يوم الجمعة إلى المساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في كوباني وطلب السماح “للمتطوعين” بعبور الحدود حتى يمكنهم تعزيز القوات الكردية التي تدافع عن المدينة التي تقع على مرمى البصر من الأراضي التركية.

ولم ترد الحكومة التركية بعد على تصريحات دي ميستورا الذي قال إنه يخشى وقوع مذبحة في مدينة كوباني على أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية وتكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995.

وكان الزعماء الأكراد في سوريا حثوا أنقرة على إقامة ممر داخل تركيا لتيسير وصول المساعدات والإمدادات العسكرية إلى كوباني.

في حين هدد أرفع مسؤول خارج السجن في حزب العمال الكردستاني جميل بيك تركيا بتجدد ثورة الأكراد وتقويض عملية السلام اذا تمسكت أنقرة بسياساتها الحالية بعدم التدخل في القتال الدائر في كوباني.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع في سوريا من مصادره على الأرض “(الدولة الاسلامية) تحصل على الامدادات والرجال وتركيا تمنع كوباني من الحصول على الذخائر. وحتى مع المقاومة إذا بقيت الأحوال هكذا فإن القوات الكردية ستكون مثل سيارة بلا وقود.”

*أعمدة الدخان

وقال صحفي من رويترز يراقب الجانب التركي من الحدود إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من كوباني اليوم السبت وكانت أصوات التراشقات بالنيران شبه متواصلة مع احتدام المعارك في فترة بعد الظهر.

وبعد الغروب استمر دوي القصف يتردد في أنحاء المنطقة وأضاءت القنابل المضيئة السماء في القسم الشرقي من المدينة التي سقطت أجزاء كبيرة منها بيد الدولة الإسلامية في حين احتدمت المعارك على الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة.

وقالت مسؤولة عسكرية كردية في مدينة القامشلي السورية -وهي منطقة أخرى تحت سيطرة الأكراد- ان آلاف المقاتلين مستعدون للذهاب إلى كوباني إذا فتحت تركيا ممرا إلى المدينة.

غير أن المسؤولة غالية نعمت قالت إن الاحتياج الأساسي للمقاتلين في كوباني هو الحصول على تسليح أفضل. وقالت لرويترز بالهاتف “ما ينقصهم هو الأسلحة المتوسطة المدي.”

واضافت قولها “وفقا للأنباء والمعلومات في كوباني لا يوجد نقص في أعداد المقاتلين إنما النقص في الذخائر.”

وتتمثل الأهمية الرمزية لفشل الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في منع اجتياح مقاتلي الدولة الإسلامية لكوباني في أنها قد تكون نكسة مبكرة لحملة القصف الجوية للرئيس باراك أوباما التي مضى عليها ثلاثة أسابيع.

وإذا استطاع تنظيم الدولة الإسلامية تحقيق السيطرة الكاملة على المدينة -وهو ما اعترف مسؤولون أمريكيون أنه قد يحدث في الأيام القادمة- فإنه سيكون بمقدوره التفاخر بأنه تصدى للقوة الجوية الأمريكية. ونفذ تحالف تقوده الولايات المتحدة 50 غارة جوية على مواقع المقاتلين المتشددين حول المدينة معظمها في الأيام الأربعة الماضية.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن الطائرات الأمريكية شنت ست غارات على أهداف للدولة الإسلامية بالقرب من مدينة كوباني المحاصرة يومي الجمعة والسبت.

*”نريد أسلحة فعالة”

وقال مبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا أنه بينما فر معظم سكان كوباني بالفعل لكن مازال هناك ما بين 500 و700 شخص معظمهم من كبار السن في المدينة إضافة إلى ما بين 10 الاف و13 ألف شخص في منطقة قريبة على الحدود بين سوريا وتركيا. وحذر دي ميستورا من أنهم يواجهون مذبحة.

وقال المرصد السوري إن عدد القتلى في صفوف وحدات حماية الشعب الكردية ارتفع إلى ما لا يقل عن 226 في حين قتل 298 من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية منذ بدأ التنظيم هجومه على كوباني في 16 سبتمبر أيلول الماضي.

وأضاف المرصد في بيان ان “العدد الحقيقي للخسائر البشرية من الطرفين هو ضعف الرقم الذي تمكن المرصد من توثيقه حتى اللحظة وذلك بسبب التكتم الشديد على الخسائر البشرية.”

وقال إدريس ناسان المسؤول الرفيع في الإدارة الذاتية لمدينة كوباني لرويترز عبر الهاتف إن الغارات الجوية ساعدت المقاتلين الأكراد على استعادة بعض المناطق إلى الحنوب من المدينة لكن هذا الامر لا يكفي.

وأضاف “قبل ايام قليلة شن مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام هجوما بمدرعة هامفي واستخدموا قذائف المورتر والمدافع والدبابات. نحن لا نريد فقط رشاشسات كلاشنيكوف ورصاص. نريد سلاحا فعالا اذ انهم (مسلحو الدولة الإسلامية) استولوا على الكثير من الدبابات والمركبات العسكرية في العراق” داعيا القوى الخارجية إلى ارسال أسلحة إلى المقاتلين الأكراد.

وأضاف “عدد المقاتلين الذين يفدون إلى وحدات حماية الشعب جيد جدا. لكن مجيء المقاتلين من دون أسلحة لن يحدث فرقا ملحوظا.”

وتسببت أزمة كوباني بأعمال عنف دموية في تركيا حيث يبلغ عدد الأكراد 15 مليونا.

وقتل 33 شخصا على الأقل في ثلاثة أيام من المظاهرات وأعمال الشغب في جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية بينهم ضابطا شرطة قتلا بالرصاص في محاولة على ما يبدو لاغتيال قائد شرطة محلي اصيب بجراح في الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن أنقرة وافقت على دعم تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وهي إحدى أسس استراتيجية أوباما

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك