الأمم المتحدة: آلاف قد يذبحون إذا سقطت كوباني في أيدي الجهاديين

ملفات ساخنة 11 أكتوبر 2014 0
+ = -

اسطنبول/مورستبينار (تركيا) (رويترز) – دعا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا تركيا يوم الجمعة للمساعدة في الحيلولة دون وقوع مذبحة في مدينة كوباني السورية الحدودية على يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وعبر عن خشيته من تكرار مذبحة سربرنيتشا التي قتل فيها الآلاف في البوسنة عام 1995.

وحث دي ميستورا أنقرة على السماح “للمتطوعين” بعبور الحدود لتعزيز الميليشيات الكردية التي تدافع عن البلدة التي تقع على مرمى البصر من الدبات التركية.

ونشرت تركيا دبابات على التلال المطلة على كوباني (أو عين العرب ) لكنها حتى الآن ترفض التدخل دون التوصل إلى اتفاق شامل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين بشأن الحرب الأهلية السورية. ومنعت تركيا أيضا الأكراد الأتراك من عبور الحدود لتعزيز القوات الكردية المدافعة عن كوباني.

وقال دي ميستورا “اذا سقطت (هذه البلدة) فان السبعمائة اضافة الى 12000 شخص بخلاف المقاتلين سيذبحون على الأرجح” في اشارة الى تقديرات لعدد المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن البلدة والعدد الإجمالي للأشخاص الذين يعتقد انهم محاصرون بداخلها.

وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحفي “هل تتذكرون سربرنيتشا؟ نعم نتذكرها. لم ننس مطلقا وربما لن نغفر لأنفسنا أبدا.” واضاف قوله “عندما يكون هناك تهديد وشيك لمدنيين لا ينبغي أن نلوذ بالصمت.”

وأدت محنة كوباني التي يغلب الأكراد على سكانها إلى تفجر أسوأ حوادث عنف في الشوارع في تركيا منذ سنوات. وفي تركيا أقلية كردية تعدادها 15 مليون نسمة.

وثار الأكراد الأتراك منذ يوم الثلاثاء معبرين عن غضبهم من حكومة الرئيس طيب أردوغان التي يقولون إنها تسمح بأن يتعرض أبناء جلدتهم لمذبحة.

وقتل ما لا يقل عن 33 شخصا في ثلاثة أيام من حوادث الشغب في انحاء جنوب شرق تركيا الذي يغلب الأكراد على سكانه منهم ضابطا شرطة قتلا بالرصاص في محاولة على ما يبدو لاغتيال قائد للشرطة. وأصيب هذا القائد بجراح.

وأمكن سماع دوي القذائف بفعل المعارك الضارية بين مقاتلي الدولة الإسلامية والقوات الكردية الأقل تسليحا في شوارع كوباني على الجانب الآخر من الحدود. وحلقت طائرات حربية فوق البلدة وتعرضت أطرافها الغربية لغارة جوية شنتها فيما يبدو طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومع أن واشنطن زادت من حملة هجماتها الجوية على أهداف الدولة الإسلامية في المنطقة فإنها أقرت بأن ما تقدمه من دعم جوي لن يكفي على الأرجح لمنع سقوط المدينة.

وقال توني بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي “تركيزنا في سوريا على إضعاف قدرات (تنظيم الدولة الإسلامية) في مركزه على القيادة والاستمرار وتزويد نفسه بالموارد.”

وأضاف قوله “الحقيقة المفجعة هي أنه في غضون ذلك ستكون هناك أماكن مثل كوباني قد نكون فيها أو لا نكون فاعلين مؤثرين.”

وقال بلينكن إن مقاتلي الدولة الإسلامية يسيطرون على 40 في المائة من كوباني.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يراقب الحرب في سوريا تقديرا مماثلا وقال إن مقاتلي الدولة الإسلامية تقدموا في كوباني ويسيطرون الآن على المنطقة الإدارية المركزية التي تعرف باسم “الحي الأمني”.

وقال أوجلان عيسو نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن كوباني غن مقاتلي الدولة الإسلامية مازالوا يقصفون وسط البلدة وهو ما يثبت انها لم تسقط بعد.

وأضاف “تدور اشتباكات شرسة وهم يقصفون وسط بلدة كوباني من على بعد” وقال إن المقاتلين يسيطرون على 20 في المئة من البلدة. ودعا إلى مزيد من الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال دي ميستورا في جنيف “نود مناشدة السلطات التركية…كي تسمح بتدفق المتطوعين على الأقل ومعداتهم حتى يتمكنوا من دخول المدينة والمشاركة في عملية دفاع عن النفس.”

وأثارت الانتفاضة الكردية في تركيا ردا غاضبا من جانب الحكومة التركية التي تتهم الزعماء السياسيين الأكراد باستخدام الوضع في كوباني لتقويض الأمن في تركيا وإفساد عملية السلام الهشة.

وخاض أكراد تركيا تمردا استمر عقودا قتل فيه 40 ألف شخص. وكانت هدنة في العام الماضي أحد المنجزات الرئيسية لحكم أردوغان لكن عبد الله أوجلان المؤسس المسجون لحزب العمال الكردستاني قال إن عملية السلام بين تركيا والأكراد سيقضى عليها إذا سمحت أنقرة بسقوط كوباني.

وفي كلمة اذاعها التلفزيون يوم الجمعة اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزعماء الأكراد “بتوجيه نداءات للعنف بطريقة عفنة”.

وقال “عملية السلام لا تعني غض البصر عن هذا السلوك العفن. عملية السلام لا تعني التسامح مع الخروج على الشرعية.”

وأضاف قوله “لقد وضعت يدي وبدني وحياتي في هذه العملية السلمية وسأستمر في الكفاح حتى آخر نفس لاستعادة رباط الأخوة بين 77 مليونا بأي ثمن.”

وكانت اعمال الشغب التي استمرت ثلاثة ايام في جنوب تركيا أسوأ أعمال عنف في الشوارع في عدة سنوات ومحاولة اغتيال قائد الشرطة أول حادث من نوعه منذ عام 2001 .

وشهد اقليم غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا جانبا من أسوأ أعمال العنف الليلة الماضية عندما قتل أربعة أشخاص وأصيب 20 آخرون في اشتباكات بين متظاهرين متضامنين مع أكراد كوباني وجماعات مناهضة لهم.

وذكرت وكالة أنباء دوجان أن لقطات فيديو أظهرت حشودا معظم أفرادها مسلحون بالبنادق والسيوف والعصي تجوب الشوارع في غازي عنتاب وأشعل مهاجمون النار في مقرين لحزب الشعب الديمقراطي الكردي.

ودعا صلاح الدين دمرداش الرئيس المشارك لحزب الشعب الديمقراطي الحزب السياسي الرئيسي للأكراد في تركيا إلى الهدوء وأن تبقى الاحتجاجات سلمية.

ويقول كثير من أكراد تركيا إن رفض الدفاع عن كوباني دليل على أن الحكومة تعتبرهم عدوا أكبر من تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى الحدود كان عشرات من الرجال الأكراد يشاهدون معارك كوباني من تل كان المزارعون يزرعون فيها يوما أشجار الفستق.

وقال أحمد انجو (46 عاما) الذي قطع 500 كيلومتر ليشاهد كوباني التي يقاتل فيها أربعة من أقاربه “أنا أؤمن بعملية السلام لأني لا أريد أن يموت مزيد من الأطفال. لكن الأكراد خدعوا ولم تكن عملية السلام خالصة. فالحكومة إما أنها تريد القضاء على الأكراد أو استعبادهم.”

كان ابن أحمد البالغ من العمر 12 عاما قتل في عام 2011 حينما قتلت مقاتلات تركية من طراز إف-16 34 مدنيا كرديا كانوا يقومون بتهريب السجائر والوقود عبر الحدود مع العراق.

وقال أحمد “على مدى عامين كان أردوغان يزرع الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه كان يقول إنه يريد السلام. لقد كان يسعى دوما إلى إبادة حزب العمال الكردستاني. وأخطأ أبو (عبد الله أوجلان) حينما أعلن هدنة.”

وتحدث أحد الذين كانوا يشاهدون القتال عبر الهاتف إلى جندي كردي داخل كوباني. وقال إن الرجل أبلغه بوقوع خسائر فادحة وأن الجثث ملقاة في الشوارع.

وانضمت جولسر يلدريم النائبة عن حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد الى حشد بالقرب من مزرعة لإقامة صلاة الجمعة على مرأى من الحدود. وقالت إنها قضت 18 يوما على الحدود تشاهد قوات الدولة الإسلامية وهي تتقدم باطراد في اتجاه الغرب صوب كوباني وتسيطر على نحو 30 كيلومترا من الأراضي.

وقالت “إذا كانت هذه الحكومة لا تزال تفضل هؤلاء الوحوش .. هذه العصابة التي تسمى (الدولة الإسلامية) على الأكراد الذين ننخرط معهم في عملية سلام فما هي الرسالة التي يبعث بها ذلك إلى الأكراد بشأن فرصنا في العيش معا؟”

وتقول تركيا إنها لن تنضم الى التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية إلا إذا تصدى التحالف لحكومة الرئيس بشار الأسد. ويريد أردوغان فرض منطقة حظر طيران -لمنع طائرات الأسد من التحليق فوق المنطقة بالقرب من حدود تركيا- ومنطقة عازلة محمية هناك للاجئين.

وتقول واشنطن إنها تدرس الفكرة لكنها أوضحت أن هذا ليس خيارا ممكنا في الوقت الحالي. وسيتطلب فرض منطقة حظر طيران أو منطقة عازلة ان تهاجم الولايات المتحدة القوات الجوية لحكومة الأسد التي لم تعترض حتى الان على الطلعات الجوية الأمريكية فوق الأراضي السورية لضرب أهداف للدولة الإسلامية.

وقال بلينكن نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي إن إنشاء منطقة عازلة “ليس خيارا له الأولوية الآن.”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك