
كوردستريت|| #آراء وقضايا
بقلم: يوسف السعدي / العراق
في إطار زيارة حملت رسائل سياسية ومجتمعية مهمة، استقبلت محافظة الأنبار السيد عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني، حيث التقى نخبة من أكاديميي وشباب المحافظة، إضافة إلى شخصيات سياسية وعشائرية بارزة.
شكلت الزيارة فرصة للتباحث في مجمل التطورات التي يشهدها العراق على الصعيدين السياسي والاجتماعي، وسط أجواء عكست روح التفاؤل بالمستقبل، وإرادة أبناء الأنبار في تعزيز موقع محافظتهم على خارطة الإعمار والتنمية.
وقد عبّر السيد الحكيم خلال لقاءاته عن تقديره الكبير لما وصفه بـ”قصة النجاح الملهمة” التي تشهدها الأنبار، في مجالات إعادة الإعمار وتطوير الخدمات. مشيرًا إلى أن إصرار أبناء المحافظة على تجاوز التحديات يمثل أنموذجًا وطنيًا يحتذى به في بناء العراق الجديد.
سلطت الحوارات الضوء على المكانة التاريخية للعراق، بوصفه ملتقى حضارات ومهدًا للعديد من الأنبياء عليهم السلام، ودوره المحوري في التاريخ الإسلامي كأول بلد استقبل الرسالة الإسلامية بعد الجزيرة العربية.
وتم التوقف مطولًا عند التحول الذي تشهده محافظة الأنبار، من ساحات مواجهة وإرهاب إلى نموذج للاستقرار وإعادة البناء، في سياق يعكس تطور التجربة العراقية رغم التحديات.
ناقش الحاضرون الفجوة بين الصورة السلبية التي ترسمها بعض وسائل الإعلام عن العراق، والرؤية الواقعية التي تؤكد تراكم الإنجازات على الأرض. وأكد السيد الحكيم أن العراق اليوم “مشروع صاعد وواعد”، وأن تجربة البلد تثبت قدرة أبنائه على صناعة التحولات الإيجابية تدريجيًا.
وفي هذا الإطار، جرى التشديد على أهمية تمكين قوى الاعتدال والوسطية لمواجهة التحديات السياسية والمجتمعية، مع التأكيد أن جميع الإشكالات التي يعاني منها العراق “نتاج لضعف الدولة”، وأن تقويتها هي الطريق الأوحد لتجاوز الأزمات.
في سياق الاستعدادات للانتخابات المقبلة، تم التأكيد على الطابع المصيري لهذا الاستحقاق، ودور المواطن في صناعة التغيير عبر دعم القوى المعتدلة المؤمنة بالحوار والمصلحة الوطنية.
ودعا الحكيم إلى تعزيز ثقافة المشاركة الواعية في الانتخابات، باعتبارها بوابة لترسيخ منهج الاعتدال وتكريس الاستقرار السياسي.
لم تغب القضايا الاقتصادية عن النقاش، حيث تم التركيز على أهمية المعالجة الاقتصادية العميقة للوضع العراقي، مع التأكيد على أن “الفرص تولد من رحم التحديات”، وأن هناك علاقة طردية بين حجم التحديات وإمكانية خلق فرص النجاح.
كما شدد السيد الحكيم على ضرورة استثمار طاقات الشباب العراقي، وتوفير بيئة عادلة تضمن لهم فرص العمل والإبداع، بوصفهم الركيزة الأساسية لأي مشروع نهضوي مستقبلي.
اختتمت الزيارة بتأكيد السيد الحكيم على أهمية “لملمة البيت العراقي” بجميع مكوناته، ومد جسور الثقة والمودة بين أبناء الوطن الواحد، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وأشار إلى أن خيار الاعتدال والوسطية يجب أن يكون المعتمد على الصعيدين الوطني والإقليمي، معتبرًا أن لا خيار للعراق سوى بدعم الدولة وتقويتها من الداخل، حمايةً لمستقبله ومكانته بين الأمم.