“الإئتلاف الوطني والمسؤولية التاريخية”

آراء وقضايا 10 مايو 2015 0
+ = -

الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمام مفصل تاريخي في هذه الأوقات الحرجة من الثورة السورية ووسط تقلبات سياسية دولية قد تنتج مخرجاً للأزمات التي تعصف بالمنطقة وفقاً لحسابات الدول الكبرى ذات الشأن. لذلك يتطلب من الإئتلاف و قيادته الوقوف بشكل مسؤول أمام المرحلة حفاظاً على المصلحة العليا لسوريا وشعبها الذي تعب تحت أثقال ما حمل على كتفه من مسؤوليات خطيرة كلفته مئات الآلاف من الضحايا و تدمير ما دمرت من المدن جراء إعلان النظام في دمشق الحرب على ثورته السلمية بدعم روسي و إيراني…

.

إن ضعف الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة تزيد من أعباء هذا الشعب في مسيرته التحررية, وتزيد من جهة أخرى قوى الإرهاب إلى جانب غطرسة النظام لطالما المجتمع الدولي يغض الطرف عن جرائمه بحجة أن الإرهاب بات يشكل الخطر ألأكبر على سوريا و محيطها الإقليمي..

.

وبالتالي يزيد من عمر النظام و يطمئنه على أنه سوف لن يواجه أية قرارات دولية ملزمة أو قوة دولية تجبره على التغيير. والآن وفي هذه المرحلة الدقيقة أن الإئتلاف الوطني مطالب بأن يتوجه إلى الشعب السوري بكافة مكوناته العرقية و الدينية والمذهبية ووضعها أمام مسؤولياتها التاريخية وذلك من خلال طرح مشروع واضح يطمئن تلك المكونات على أن مصالحها تتحقق بتغيير هذا النظام المتغطرس والمستبد, والذي إرتكب كل هذه الجرائم فلم يعد صالحاً للبقاء.. و أن وحدة مصير الشعب السوري كفيلة لتشكيل ضغط حقيقي على المجتمع الدولي لأخذ دوره الضامن لحقوق الشعوب.

.

و أن تحقيق وحدة المصير لا تتحقق إلا بوحدة المعارضة و تحشيد الشعب حولها في مواجهة النظام.. أما أن تتعدد الخطابات المتناقضة لدى المحسوبين على الإئتلاف, وخاصة من صف القيادة التي لم تفرز حتى الآن المعارضة الليبرالية التي تؤمن بالتغيير الديمقراطي من تلك التي تحسب نفسها على المعارضة من منظمات راديكالية و إرهابية (كداعش وجبهة النصرة والعديد من الكتائب الإسلامية… ). إن المعانات من الإرهاب في حقيقتها أخطر من أنظمة تحكم الدول وهي محسوبة على المجتمع الدولي, كونها تخضع للرقابة و المحاسبة مهما كانت راديكالية و إستبدادية..

.

أما المنظمات و المجموعات الإرهابية لا يمكن محاسبتها إلا بإعلان الحرب عليها و إستئصالها من جذورها كونها لا تعترف بالقوانين و الأنظمة الدولية المتبعة..

.

و إستغلالاً لذلك تقوم الأنظمة الراديكالية و الإستبدادية الحاكمة توظيف تلك المنظمات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها ضد حريات الشعوب و ذلك من أجل التغطية على جرائمها التي ترتكب بحق مواطنيها كما تجري في سوريا..

.

والذي نراه و نتلمسه اليوم بأن العديد من قيادات الإئتلاف الوطني تبارك إنتصارات تلك المنظمات الإرهابية على الأرض السورية, مما تصنع الشك والريبة لدى أطراف دولية في مصداقية الإئتلاف على أنه يمثل التيار الليبرالي في المعارضة السورية, وبالتالي تتعامل تلك الدول بحذر شديد مع الإئتلاف وخاصة من ناحية دعمها له خوفاً من أن تصل تلك الدعم والمساعدات إلى جهات متطرفة و إرهابية عوضاً عن تخوف الأقليات من المكونات العرقية و المذهبية الليبرالية العلمانية من حقيقة الإئتلاف في ظل تلك التصريحات الملتبسة..

.

وهذا ما يفرض على قيادة الإئتلاف توضيح موقفها من كل تلك المنظمات و الجماعات المسلحة المتطرفة و الإرهابية على الأرض السورية, كونها في حقيقة الأمر تخدم النظام حتى عند محاربتها لقوات النظام في بعض المواقع التي تشكل غطاءً على علاقاتها مع النظام في الجوهر, و أن تقدمها في تلك المواقع يتم على حساب تقدم الجيش الحر..

.

وللعلم أن تقوية منظمات الإرهابية لا تتم إلا على حساب الجيش الحر, وبالتالي سيأتي يوماً نرى فيه أن بقية الباقية من الجيش الحر أسير لدى تلك المنظمات. أعتقد أن الوقت لم يعد يتسع لمزيد من المماطلة في إتخاذ قرارات جريئة تجاه الواقع المؤلم و الخطير..

.

و على الإئتلاف التحرك الجدي توازياً مع التحرك الدولي و ممثله دي ميستورا باتجاه طرح مشروع وطني شامل وواضح يطمئن فيه قبل كل شيء الشعب السوري بكافة مكوناته وبالتالي المجتمع الدولي على أنه الممثل الحقيقي للشعب السوري و يستحق الثقة الدولية به ليكون الطرف الوحيد لتحديد مستقبل سوريا تلبية لمصالح و حقوق الشعب السوري. ——-

.

————- أحمــــد قاســـــم 9\5\2015

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك