الإتفاق بين الكرد و المعارضة السورية غير قابل للتطبيق من دون حزب الاتحاد الديمقراطي

ملفات ساخنة 09 أكتوبر 2013 0
+ = -


كوردستريت / موقع المونيتور الأمريكي ، الأثنين 23 أيلول 2013
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
القامشلي، سورية – وافق الائتلاف الوطني السوري قي 16أيلول على اتفاق مبدئي بضم الكتلة الكردية الرئيسية- المجلس الوطني الكردي . بالرغم من وجود تحفظات من كلا الجانبين، من المفترض أن يجتمع الجانبان للإعلان عن تحالف رسمي بنهاية شهر أيلول.
من جهة أخرى، توصل المجلس الوطني الكردي في يوم 8 أيلول ، إلى اتفاق منفصل مع الحليف الكردي الرئيسي الآخر – مجلس الشعب في غرب كردستان – التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي ، لصياغة دستور للحكومة الكردية المؤقتة و التي سيتم انتخابها لاحقا من فترة 4 إلى 6 أشهر.
وقع المجلس الوطني الكردي الاتفاق الأخير بوصفه عضوا في الهيئة الكردية العليا ، وهو تحالف أنشأ مع مجلس الشعب في غرب كردستان في عام 2012، بالرغم من أن الائتلاف الوطني السوري لا يزال لا يعترف بشكل كامل بهذه المبادرة. لكن مع تضائل التهديد بضربة عسكرية اميركية على سورية ،و ما تلَقاه الروس من دعم من الهيئة الكردية العليا لتمثيل الكرد السوريين في مؤتمر جنيف الثاني يستبعد أي انسحاب من هذا التحالف.
وما يزيد الأمر تعقيدا ، هو رفض وحدات الحماية الشعبية – الميليشيا الكردية الرئيسية أي اتفاق مع المجلس الوطني السوري، طالما أنهم لايُد ينون الهجمات التي تشنها الجماعات المعارضة الإسلامية على المناطق الكردية. بالرغم من التنازلات التي تم الحصول عليها من المجلس الوطني السوري ، يدرك المجلس الوطني السوري و المجلس الوطني الكردي أن المصالحة العربية – الكردية غير منسجمة بإ بعا د حزب الاتحاد الديمقراطي .
الاتفاق مع المجلس الوطني السوري

أشارنص الاتفاق بين المجلس الوطني السوري و المجلس الوطني الكردي إلى مكاسب كردية مثل الاعتراف الدستوري “بالهوية الوطنية للشعب الكردي” إزالة لفظة “العربية” من تسمية الجمهورية السورية و الإلتزام بتعويض الخسائر في الممتلكات الناجمة عن السياسات العنصرية لحزب البعث. لكن لم تصبح المطالب الهامة لتطبيق اللامركزية سياسية واقتصرت على المجال الإداري .

في اجتماعه الداخلي الماضي، تقدم المجلس الوطني الكردي بشرطين اضافيين لينضم للمجلس الوطني السوري . ” يتعين على المجلس الوطني السوري الالتزام بالطابع السلمي للثورة في المناطق الكردية ويحترم خطة الإدارة الذاتية التي طرحتها الهيئة الكردية العليا ” قال سلمان حسو لموقع المونيتور، و هو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي المدعوم من حزب جلال الطالباني .

مثل هذه الشروط مرفوضة تماما حتى من قبل أولئك الأعضاء الذين أيدوا الاتفاق.
“لا توجد هناك شروط أخرى ، فقط تحفظات شخصية . خطة الإدارة الذاتية الكردية ليست من عملنا ” قال محمد طيفور عضو المجلس الوطني السوري و نائب حزب الإخوان المسلمين السوري لموقع المونيتور في مقابلة هاتفية .

على عكس ما كان يتوقعه المجلس الوطني الكردي ، فإن بعض أعضاء المعارضة العربية قد برروا الطبيعة الدفاعية المزعومة للعمليات التي شنها الجيش السوري الحر و حلفائهم من تنظيم القاعدة على المناطق الكردية . ” بدأت وحدات الحماية الشعبية بشن هجمات على القرى العربية مثل اليعروبية ، ولذلك لن أشجب ما أعتبره ردة فعل ” قال ياسر الفرحان ممثل محافظة الحسكة داخل المجلس الوطني السوري لموقع المونيتور في مقابلة هاتفية.
إن عَدَمُ اكتِراث المجلس الوطني السوري لمطلب الحكم الذاتي الكردي هو أيضا نتيجة لتفاوت الالتزام الذي أظهرته الأحزاب الكردية لهذه المبادرة .” لا زالت الفدرالية هي هدفنا الاستراتيجي ، بالرغم من أننا اتفقنا على تشكيل حكومة انتقالية لتسهيل الأمور الإدارية ، طالما أن سوريا مفتتة والنظام باقي في السلطة ” قال أنور ناسو ، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي لموقع المونيتور ، ” إنه هو مشروع إداري سينتهي مع انهيار النظام “
معارضة حزب الاتحاد الديمقراطي

على خلاف الأحزاب الكردية الأخرى، التي ُتصرعلى الطابع المؤقت لهذه الخطوة الانتقالية الأولية فإن مسؤولو حزب الاتحاد الديمقراطي نادرا ما يشيرون إلى انهيار الحكومة السورية كعامل مؤثر على خطة عملهم، لأنهم يتمتعون بحرية التنقل بفضل اتفاق ضمني مع دمشق .

بالرغم من أن حادثة القتل التي جرت في عامودا في 27 حزيران قد فاقمت من التوترات بين المجلس الوطني الكردي و حزب الاتحاد الديمقراطي، تبقى الرؤية السياسية لهذا الأخير أقرب إلى الفدرالية من أي صيغة من اللامركزية الإدارية التي يقترحها المجلس الوطني الكردي . ” اختلافنا مع المجلس الوطني الكردي ليس سياسيا، انه اختلاف فلسفي ومنهجي في الطريقة التي يمكن أن يدار فيه المجتمع نفسه. ما يهمنا هو بناء مؤسسات قادرة على إدارة المجتمع قد تشبه الفدرالية ” قال الدار خليل، العضو القيادي في مجلس الشعب في غرب كردستان لموقع المونيتور .
كما هو متوقع فإن حزب الاتحاد الديمقراطي و هو الداعم الرئيسي لمشروع الإدارة الذاتية، هواقوى منتقدي الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المجلس الوطني الكردي و المجلس الوطني السوري . “هذا الاتفاق هو نتيجة للضغوط التركية الامريكية المشتركة لتقسيم الكرد، بعد أن حققنا التمثيل على أساس الهوية الكردية أمام المجتمع الدولي” قال آلدارخليل. وتابع “إنه يهدف إلى سحب القوات الكردية بعيدا عن المقاومة ضد الهجمات التي شنت ضدنا “
ما هو واضح لجميع الأحزاب هو أن أي اتفاق لايشمل حزب الاتحاد الديمقراطي سيكون بشكل كلي غير فعال على أرض الواقع، يعود ذلك إلى التفوق العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي. بعد أن أصبحت الضربة العسكرية الأمريكية أمرا مستبعدا بشكل كبير ، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي لديه اهتمام أقل بالإنضمام إلى المعارضة العربية ومعاداة النظام . “نحن ندعو المجلس الوطني السوري للترحيب بحزب الاتحاد الديمقراطي ، لكننا متشائمون بشأن تخلي حزب الاتحاد الديمقراطي عن علاقاته مع النظام في هذه المرحلة”، قال أنور ناسو ، عضو المكتب السياسي لحزب يكيتي ، لموقع المونيتور .

على أية حال، فإن اللقاء الذي عقد يوم 30 آب بين رئيس المجلس الوطني السوري أحمد الجربا وصالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي، يبدو أنه قد حقق تقدما للتفاهم المتباين بين الطرفين. “كانت لي لقاءات مع مندوبين من المجلس الوطني السوري في أربيل، وتحدث صالح مسلم مع أحمد الجربا في باريس. يقول آلدار خليل بأن المجلس الوطني السوري يعلم جيدا أنه لايستطيع تطبيق أي شيء عن طريق التوصل إلى اتفاق مع المجلس الوطني الكردي “
إذا كان الاتفاق مع المجلس الوطني السوري يهدف ضمنيا إلى عزل حزب الاتحاد الديمقراطي على حساب اللامركزية السياسية، عنئذ يتعين على المجلس الوطني الكردي التخلي عن الهيئة الكردية العليا والتوحد مع المعارضة العربية للقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي من المناطق التي يسيطر عليها. من ناحية أخرى، إن كان المجلس الوطني الكردي يرغب بردع النزاع العربي – الكردي و النزاع الكردي الداخلي كما يدعي، فعليه العمل لمقايضة المصالحة بين العرب والكرد في مقابل اللامركزية السياسية من خلال تشجيع اتفاق بين المجلس الوطني السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي .
آندري جاليوتي
http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/09/pyd-snc-knc-syria-kurds.html

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر